تنطلق غدا في واشنطن المباحثات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية, بعد أن توقفت أكثر من عامين بسبب السياسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وتحديدا تلك المتعلقة بالاستيطان وبالحرب علي غزة. ولاشك أن عيونا كثيرة في عالمنا العربي والمحيط الإقليمي في الشرق الأوسط تتطلع مع دول أخري علي الساحة الدولية تجاه ذلك الحدث, آملة أن تنتهي هذه المفاوضات إلي إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني, وأن يتم التوصل إلي حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية علي أساس حل الدولتين, الذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة علي الأراضي المحتلة عام1967 والتي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس العربية, علي أن تعيش هذه الدولة في سلام وأمن مع جيرانها بالمنطقة. وتكمن أهمية تلك المفاوضات التي ستستغرق مدة عام كامل في أنها ستركز بشكل رئيسي علي قضايا الحل النهائي, وهي القضايا الأساسية التي ترتبط بمستقبل الشعب الفلسطيني والمنطقة بأسرها, والتي أيضا ستكون البوصلة السياسية والاستراتيجية لأي تحول جذري قد يطرأ في المستقبل علي معادلة الصراع العربي الإسرائيلي, سواء أثبتت أو لم تثبت هذه المفاوضات والأطراف المعنية, وتحديدا إسرائيل جديتها وتمسكها بالسلام العادل والشامل وفقا للمرجعيات الدولية ذات الصلة. ولاشك أن اهتمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدعوة الرئيس حسني مبارك إلي حضور المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تعكس الدور المحوري الذي تلعبه مصر علي الصعيد الدولي وفي منطقة الشرق الأوسط بوجه خاص. كما تعبر عن اعتراف وتقدير من الجانب الأمريكي لدور مصر الرائد في تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط, بالإضافة إلي أن مشاركة الرئيس مبارك وإلقاء كلمته في بدء إطلاق المفاوضات, ستعطيها ما تحتاجه من مساندة ودعم وتأييد, وصولا إلي اتفاق سلام ينهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة والصراع الذي دام أكثر من ستين عاما, ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة, ويحقق السلام الشامل والعادل في المنطقة.