مصرف السيل لمدينة أسوان الذي يخترقها من الجنوب إلي أقصي الشمال يلقي بالمياه التي تمر به ويقال إنها مياه معالجة! في نهر النيل.. هذا المصرف أنشئ في الستينيات لحماية أسوان من أي سيول تتعرض لها والدولة حريصة علي أن يكون نظيفا دائما ولكن سلوكيات المواطنين لا تعبر عن ذلك, فالمصرف بؤرة تلوث وجريمة في حق البيئة.. ولذلك فإن محافظ أسوان مصطفي السيد يتبني قضية تغطية مصرف السيل وإقامة مشروعات تنموية وحدائق ترفيهية فوق المناطق المغطاة وتعاقدت المحافظة مع هيئة الأوقاف لإقامة سوق سياحية فوق الجزء المغطي من المصرف يحمل اسم خان أسوان ويضم مواقع ترفيهية وبازارات ومحل عاديات وحدائق ومقاهي بتكلفة185 مليون جنيه. يقول المهندس جمال أحيد رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي إن مدينة أسوان تنتج72 ألف متر مكعب من مياه الصرف المعالج يوميا سوف تصل إلي96 ألف متر مكعب في العام المقبل والغابة الشجرية الموجودة حاليا في منطقة العلاقي تبلغ مساحتها1500 فدان ولا تستوعب سوي10 آلاف متر مكعب يوميا فقط, ولذلك فإن هناك مشروعا للإسراع بإنشاء غابة شجرية ثانية علي مساحة8600 فدان حتي يمكن أن تستوعب جميع مياه الصرف الصحي المعالج في الغاية الجديدة. المهندس مجدي الحجار نائب رئيس شركة مياه الشرب يقول إن العقبة الأساسية التي تقف أمام إنشاء هذه الغابة الشجرية الجديدة هي ارتفاع تكلفة إنشائها التي تصل إلي أكثر من50 مليون جنيه, والأمر يحتاج إلي تكاتف جميع الوزارات لتدبير هذا المبلغ( الإسكان والري والبيئة ومحافظ أسوان) لإقامة الغابة الشجرية التي سوف تمنع إلقاء أي مياه في نهر النيل. ويضيف دكتور محمود علي حسين مدير الفرع الإقليمي لجهاز شئون البيئة أن أكثر من50 ألف متر مكعب من المياه المعالجة تلقي في مصرف السيل ومنها لنهر النيل والحل في الغاية الشجرية التي يمكن أن تحقق عائدا مذهلا عن طريق إنشاء مصنع لأخشاب الفيبر بورت, حيث تمت التجربة ويصل سعر الطن من هذه الأخشاب إلي2500 جنيه عند تصديرها للخارج وتبلغ دورة زراعة هذا النبات12 شهرا فقط. وقال مصطفي السيد محافظ أسوان إنه حريص علي إنشاء الغابة الشجرية لاستيعاب مياه الصرف الصحي المعالج في مختلف مراكز المحافظة للحفاظ علي البيئة من التلوث وأيضا الاستفادة من الغابات الشجرية في إنتاج الخشب والوقود الحيوي.