بينما يتعامل البعض مع الإنترنت أوworldwideweb علي أنه ذلك المصباح السحري الذي يستطيع من خلاله الحصول علي أي معلومة يريدها أو التواصل مع أي شخص في أي مكان في العالم. ينظر له البعض الاخر علي أنه ساحة الحرب القادمة بل وأصبحوا يطلقون عليهworldwidewar فالذي يدير العالم الآن آحاد وأصفار غاية في الصغر وعندما تندلع الحرب يصبح الفائز فيها من يتحكم بأكبر قدر من المعلومات, ولأن مواقع الإنترنت أصبحت هي ذاكرة الأمم في عصرنا الحالي بدأت مصطلحات جديدة في الظهور كسرقة الهوية واختراق الحسابات البنكية وتسريب الوثائق السرية بشكل اكثر احترافا ودقة وشيوعا! ولعل ما قام به موقع ويكيليكس الشهير من نشر لوثائق أمريكية سرية بشأن الحرب في أفغانستان, وإعلان القائمين عليه نشر المزيد خلال الفترة القادمة لخير دليل علي أن الامن المعلوماتي أصبح في هذا العصر مهددا وأن العالم أصبح يقترب شيئا فشيئا من الوجه الأخر للتكنولوجيا, ذلك الوجه الذي يتحكم فيه الماوس والكيبورد في مصير دول بحالها, الأمر الذي قد تلجأ معه المؤسسات الإستخباراتية والعسكرية- من وجهة نظر بعض المحللين- إلي الرجوع إلي التبادل اليدوي التقليدي الذي اثبت انه اكثر صلابة ضد الاختراق. الخبراء يرون أن السبب الرئيسي وراء تسريب الوثائق يعود الي دأب وكالات الاستخبارات الامريكية علي تقاسم المعلومات عبر الانترنت, ويتوقعون ان يؤثر هذا التسريب في حجم التبادل المعلوماتي عبر الانترنت بين هذه الوكالات, بينما يري البعض الاخر أن هذا التسريب ليس عفويا علي الاطلاق وانما هو امر مقصود, وأيا كانت الأراء ف حرب المعلومات هذه ليست بالحديثة, فقد مارستها البشرية منذ نشأتها باستخدام نظم المعلومات المتوفرة لديها, ولكن مع ظهور الكمبيوتر وانتشار شبكة الإنترنت واتساع استخدامها بدأت حرب المعلومات تأخذ بعدا جديدا, وعرف العالم مصطلحا جديدا وهو الهاكرز وهم مجموعة من الأشخاص بإمكانهم إختراق المواقع الإليكترونية الخاصة بوزارات الدفاع والتي تحوي معلومات حساسة عن الجيش وتفاصيل الأسلحة التي يمتلكها, وليس هذا فقط بل يمكنهم أيضا تعطيل هذه المواقع مثلما حدث أثناء الحرب التي دارت بين روسيا وجورجيا عندما إتهمت الأخيرة روسيا بقيامها بتعطيل مواقعها علي الإنترنت بما فيها موقع وزارة الخارجية الجورجية. وبسبب هذا العطل بدأت الحكومة الجورجية في وضع تقارير وزارة الخارجية علي موقع مدونات عام تمتلكة شركة جوجل وعلي الموقع الرسمي لرئيس بولندا, وفق ما ذكرته تقارير صحفية أوروبية وأمريكية. مواقع وزارة الدفاع في جورجيا لم تكن الأولي التي تعرضت للإختراق خلال الحرب, فقد سبقتها مواقع وزارة الدفاع الأمريكية( البنتاجون) خلال حرب الخليج الأخيرة حين قام مجموعة من قراصنة الإنترنت الهولنديين بتتبع المواقع الإليكترونية الخاصة بوزارة الدفاع والتي كانت تحتوي علي معلومات هامة عن الجيش الامريكي وأنواع الأسلحة المملوكة له وتعطيلها, الأمر الذي جعل الولاياتالمتحدة تفكر الان في استخدام سلاح الإنترنت للحماية وللهجوم في نفس الوقت, حيث ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن خبراء في وزارة الدفاع الامريكية يعكفون حاليا علي تطوير قدرات الإنترنت لشن هجوم علي أنظمة الحاسبات التابعة للدول الأخري وذلك بدلا من التركيز علي الدفاع عن الأمن الإليكتروني الأمريكي فقط. ولعل إنخفاض تكلفة إستخدام مواقع الإنترنت لشن هجوما علي دولة معينة هو ما دفع إلي إنتشار هذا الإسلوب التكنولوجي, حيث أكد بيل وودكوك مدير البحث في شركة فنية غير ربحية تعمل في مجال الإنترنت أن الهجمات علي مواقع الإنترنت تتكلف4% مما تتكلفه الآلة العسكرية, حيث يمكن تمويل حملة حرب كاملة عبر الإنترنت بتكلفة دبابة! ولهذا فمن الغباء عدم استخدام الإنترنت كأداة للحرب.