لاشك أن المشهد السياسي في لبنان مقبل خلال الأيام والأسابيع المقبلة في حال صدقت تلك التسريبات الأخيرة بشأن الاتهامات المرتقبة للمحكمة الدولية, بوقوف حزب الله وراء اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري فبراير عام2005 علي موجة عنيفة من التوترات والتشنجات والانزلاقات السياسية والأمنية, واندلاع نيران كثيرة تحت الرماد وتتزايد المخاوف من تفجير الوضع في أي لحظة وانهيار السلم الأهلي وعودة زمن الحروب والفتن الأهلية, وبالتالي انهاء معادلة لبنان الذي يحكم بالتوافق دوما, بدليل أن هناك شواهد عديدة حاليا منها حجم التهديدات والتلميحات التي تصب في خانة الاستعداد المبكر لحزب الله عبر سيناريو يقال إنه أصبح جاهزا لضرب الاستقرار والتعايش السلمي في بيروت يتبناه الحزب حاليا, وتحدثت عنه صحف لبنانية موالية للحزب والتيار الشيعي أخيرا. ولذا باتت العيون في لبنان والعالم العربي شاخصة الآن في انتظار ساعة الصفر لإعلان القرار الاتهامي للمحكمة الدولية حيث لو صحت اتهامات وقوف حفنة غير منضبطة من حزب الله كما يردد اللبنانيون وراء اغتيال الحريري الأب, سيكون الوضع أشبه بكارثة وزلزال سيهز ويفجر الاستقرار في لبنان باعتبار أن مثل هذا الأمر سيفضح حزب الله وينال من ثقة اللبنانيين وفريق عربي كبير في المقاومة اللبنانية التي صفقنا لها في أوقات كثيرة وستعود الي الواجهة معارك التخوين والتجاذبات والاشتباكات المسلحة وربما تتغير قواعد اللعبة السياسية في لبنان بالكامل. قد أتفهم أنا وغيري الحرب الاستباقية التي يشنها حزب الله والاتهامات بالتسييس للمحكمة الدولية ولغة الوعيد والتهديد والمخاوف من فبركة الاتهامات, ولكن لو صحت الاتهامات وتوافرت أدلة ثبوتية بالصوت والصورة فلن نغفر للحزب تلك الاتهامات اذا صدرت وصحت جريمة مصطفي بدرالدين القائد العسكري الأول وخليفة عماد مغنية في قيادة ميليشيات الحزب بوقوفه وراء التخطيط وارتكاب جريمة اغتيال الحريري هو ومساعدوه. في تقديري أن كثيرا من المخاوف اللبنانية باتت في محلها وباتت قناعة البعض هناك أن عقارب الساعة ستعود حتما وقريبا الي الوراء لا محالة, وبالتالي لا سبيل للخروج من هذا السيناريو الأسوأ الذي ينتظر لبنان سوي عبر طريقين لا ثالث لهما, حيث اننا جميعا نريد محكمة بدون فتنة وذلك أولا عبر تزايد وتيرة الغطاء السياسي العربي والبدء في تحصين لبنان داخليا عبر تفاهمات عربية جادة مثل التي رأيناها في الأيام الأخيرة وما حدث بها من قمم والبحث عن صيغ توافقية بمشاركة جميع أطياف العمل السياسي اللبناني علي أن يسبقها أيضا تحرك عربي لتأجيل القرار الظني أو الاتهامي للمحكمة الدولية لبعض الوقت, لإحداث توافق لبناني عربي لمعالجة سياسية تمنع جر لبنان الي زمن الكوارث والفتن. المزيد من مقالات أشرف العشري