في الوقت الذي وافق فيه وزراء خارجية الدول العربية علي دعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القيام بمفاوضات مباشرة مع حكومة إسرائيل مشروطة بحدوث تقدم حول الأمن والحدود. وارسال وزراء خارجية مبادرة السلام العربية خطابا إلي الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتضمن شرحا للموقف العربي بشأن أسس المفاوضات المباشرة تسلمته سفيرة الولاياتالمتحدة بالقاهرة مارجريت سكوبي. في نفس الوقت ادلي محمود الزهارالقيادي في حركة حماس بتصريح اعلن فيه رفضه للمفاوضات المباشرة.. وأوضح الرئيس محمود عباس في لقائه مع عدد من الكتاب ورؤساء تحرير الصحف المصرية ان رفض توقيع حماس علي الوثيقة المصرية يعني في مضمونه تعطيل اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية للشعب الفلسطيني لتحديد قيادته الوطنية التي تتحمل مسئولية نضاله من أجل اقامة دولته المستقلة.. وهو امر لايصب بالتأكيد في مصلحة شعب فلسطين, والمفاوضات المباشرة ليست خطيئة لايجوز الاقدام عليها.. بل هي ضرورة لتوفير الفرص لإقامة السلام الذي ترتضيه الشعوب. واستعيد درسا من فيتنام التي سجل شعبها درسا تاريخيا في مقاومة الاستعمار.. عندما انتصر بقيادة الجنرال جياب الذي يبلغ من العمر اليوم97 عاما في معركة ديان بيان فو التي اجبرت الاستعمار الفرنسي علي الرحيل.. والذي اقام منذ سنوات في هذه المنطقة منتجعا يزوره السياح لمشاهدة ارض المعارك التي تحولت إلي ارض سلام بين الشعوب. واذكر ان الجنرال جياب لم ينتصر مع شعب فيتنام فقط علي الاستعمار الفرنسي, وانما انتصر ايضا علي الاستعمار الأمريكي وادي إلي هبوط سعر الدولار وتردي الحالة الاقتصادية لأمريكا ثم اجبار قوات امريكا المسلحة علي الرحيل في طائرات اقلعت بها من فوق سطح السفارة الأمريكية في هانوي. وكنت قد زرت فيتنام الشمالية والجنوبية خلال حرب المقاومة بعد الانتصار والتوحيد ووقفت عند بعض المعالم المهمة التي تجسدت في هذه المظاهرة الخالدة.. وحدة شعب فيتنام تحت قيادة حزب العمال الفيتنامي بزعامة هوشي منه.. بسالة الشعب الفيتنامي في مواجهة الخسائر التي الحقها به اكبر قوة عسكرية في العالم كانت تستخدم ضده ابشع وسائل التدمير.. ومع ذلك فإن معنويات الشعب لم تنهر والخسائر المادية لاتتحول إلي احزان.. رغم ان التقديرات وقتها كانت تشير إلي القذائف التي القيت في الغارات منذ فبراير1965 حتي نهاية1967 كانت تشير إلي انها اكثر مما ألقي في أوروبا والمحيط الهادي خلال الحرب العالمية الثانية. وفي النهاية.. انتهت حرب فيتنام عن طريق المفاوضات المباشرة بعد ان انهارات امريكا اقتصاديا فهبطت قيمة الدولار من100 عام1939 إلي39 عام1967 وعسكريا عندما اجبرت قواتها المسلحة علي الهرب من فوق سطح سفارتها. المفاوضات المباشرة اذن هي النهاية الطبيعية لنضال الشعوب وكل رفض لها يعتبر خطيئة لايجوز الاقدام عليها.