جاء بالصفحة الأولي بالأهرام خبر بعنوان شيعة العراق يدعون شيخ الأزهر لزيارة بغداد عن أن فضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر أكد استعداده لزيارة العراق إذا تلقي دعوة مشتركة من علماء الشيعة والسنة معا, وذلك ردا علي طلب السيد صالح الحيدري رئيس الوقف الشيعي العراقي لفضيلته بزيارة العراق خلال استقبال شيخ الأزهر له والوفد المرافق. ويحضرني تساؤل هو لماذا لم يجب فضيلة الامام الأكبر دعوة أخيه رئيس الوقف الشيعي العراقي وربطها بوجود دعوة أخري معها من علماء السنة العراقيين.. لقد أشاد رئيس الوقف الشيعي العراقي خلال مقابلته مع فضيلة الامام الأكبر بدور مؤسسة الأزهر الشريف في العمل علي وحدة المسلمين والتقريب بين مذاهبهم منوها بالأدوار الاصلاحية والتنويرية لعلماء الأزهر في كل العصور مثل الشيخ محمد عبده والشيخ مصطفي المراغي والشيخ محمود شلتوت الذي نعرف جيدا انه أفتي بشرعية عبادة الله علي المذهب الشيعي, فكيف يواصل الأزهر هذه المهمة دون التواصل مع كل الفرق المتباينة سواء جميعها أو كل علي حدة. إن الأزهر الشريف هو أقدر مؤسسة في العالم كله علي رأب الصدع والتقريب بين عنصري أمة الاسلام, أولا لأنه في مصر حيث عاش المسلمون والمسيحيون معا متجاورين متقابلين متعاونين طوال أربعة عشر قرنا فعرفت مصر التسامح الديني وقبول الآخر, كما لم يعرفه أحد, كما أن أهل مصر السنة لا يعدلون بحب آل البيت أحدا, وتشهد علي ذلك مساجدهم المنتشرة في مصر, ثم تأتي بعد ذلك منزلة الأزهر الشريف في نفوس مسلمي العالم من السنة والشيعة التي صنعها علماؤه الأجلاء علي مدي ألف عام والذين يعرف قيمتهم وفضلهم الشيعة والسنة علي السواء, كما شهد بذلك رئيس الوقف الشيعي العراقي, فالأزهر هو الأقدر علي الوساطة ورأب الصدع بين السنة والشيعة والتأليف بين قلوبهم في بقاع العالم المختلفة, وفضيلة الامام الأكبر سوف يقابل بالإجلال والإكبار اللائقين بمن يترأس هذه المؤسسة العريقة في أي مكان يحل به. د. يحيي نور الدين طراف أستاذ بطب القاهرة