بدأت محافظة القاهرة خطة لترشيد استهلاك الكهرباء بالسيطرة على تعليقات الزينة فى شهر رمضان. حيث تحدد قيمة الإستهلاك على ألا يتجاوز عدد اللمبات المسموح بها وتتولى مباحث الكهرباء تنفيذ القرار، ولقد أثار هذا القرار كثيرا من التساؤلات بين المواطنين حول الإجراءات المطلوبة, ويجيب الدكتور أكثم أبو العلا وكيل وزارة الكهرباء والمتحدث الرسمي للوزارة أن قرار ترشيد الكهرباء بنسبة50% هو قرار وزاري يرجع إلي عدة أسباب أهمها: 1 الإنارة في الشوارع مسئولية المحليات. 2 القرار أصدره مجلس الوزراء وليس قرار وزارة الكهرباء. 3 القرار صدر بعد دراسة أجريت في وزارة الكهرباء أثبتت أن شدة الإنارة في شوارع مصر تبلغ5 أمثال المعدلات العالمية لإنارة الشوارع, وأن تخفيض50% من هذه الانارة يعني أنها مازالت ضعف المعدلات العالمية, وأن تطبيق القرار, وما شابه من قصور في تنفيذه بإطفاء شوارع كاملة يرجع إلي أسباب فنية ووزارة الكهرباء وشركاتها تضع كل إمكانياتها لتنفيذ القرار, بحيث يكون بالتبادل بين الأعمدة ولمبات الانارة ويري الدكتور إبراهيم أدهم الخبير الاقتصادي أن هذا الاسلوب لن يؤدي إلي خفض استهلاك الكهرباء نظرا لأنه علي المستوي المنزلي المكيفات هي التي تستهلك أكبر قدر أما عن مستوي الدولة فإن الصناعات كثيفة استخدام الطاقة مثل الاسمنت والاسمدة, ومجمع الالومنيوم بنجع حمادي تستهلك75% من إجمالي طاقة الكهرباء في مصر, ويمكن التوسع في استخدام الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح نظرا لأن مصر تتميز بميزة نسبية في الشمس والرياح, وبالتالي لابد من أن تستند استراتيجية وزارة الكهرباء في التوسع لهذه الطاقة بدلا من خفض الاستهلاك لأنه عمليا ثبت أن خفض استهلاك الطاقة الكهربائية لا يجدي نفعا. كما أن ما يقال عن الاسراف في الكهرباء طوال شهر رمضان المقبل بتعليق الزينات مفهوم خاطيء لأن فترة النهار يقل فيها استهلاك الكهرباء نظرا لقصر ساعات العمل اليومية, ويجب عمل نوع من التقديرات لكل نوعية من استخدامات الكهرباء, واستهلاكها اليومي. د. يمن الحماقي رئيس القسم الاقتصادي بجامعة عين شمس تقول: ترشيدالكهرباء هدف ننادي به من زمن طويل وتقارير الطاقة جميعها تؤكد أن مصر من أكثر دول العالم استهلاكا للطاقة الكهربائية, ولكن معناه ليس بتقليل استخدام الكهرباء لأن هناك فرقا بين التقليل وخفض وترشيد الاستهلاك الكهربائي, وهو تقليل تكلفة الطاقة باستخدام كل الطرق المتاحة مثل غياب ثقافة ترشيد الكهرباء وبنائها داخل الأسرة والطفل والمصانع الحكومية والمصالح الحكومية ووضع خطط للترشيد, وذلك بعد تحميل الأعباء المالية علي المصالح وقطع الكهرباء عنها مما يؤدي إلي ترشيد الطاقة الكهربائية. أما البعد الآخر فهو استخدام تكنولوجيات وتشجيع البحث العلمي في مجال خفض الطاقة الكهربائية مثل استخدام بعض الأجهزة اليابانية التي تتمتع بقدرة استهلاكها للطاقة منخفضة بكثير عن باقي الأجهزة. ثقافة استخدام الكهرباء ومراعاة الضمير كل هذا يؤدي إلي الترشيد الكهربائي, ويوضح اللواء سيد البرعي نائب محافظ6 أكتوبر قائلا: بدأنا بالفعل في ترشيد الكهرباء من يوم2010/7/8 بالتنسيق مع شركة الكهرباء الموجودة بالمحافظة بالكامل والاتفاق علي ترشيد الكهرباء بنسبة50% في الطرق العامة والحدائق وبدأ بالفعل في الترشيد لكن بعيدا عن الشوارع والمدن الرئيسية التي تحتاج للانارة والتخفيض علي الطرق الرئيسية لا يؤثر بالسلب علي المرور أو المشاة لأن الإضاءة علي الطرق في المدينة شديدة الإنارة, وعندما نقوم بتخفيضها لا تؤثر تماما. ويقول اللواء رأفت سعدة رئيس مجلس بلبيس: الإنارة العامة التي تتبع محليات إنارة شوارع وطرق والمحليات هي التي تسدد الثمن سنويا, وبموجب عقد محضر انضمام مع شركة الكهرباء لإنارة50% فقط بالاسلوب الآتي تركيب لمبات موفرة25 أو50 بدلا من250 للطاقة باستهلاك50% أو إنارة عمود وإطفاء آخر, وذلك يحقق الهدف, وعدم المساس بحقوق المواطن لان ذلك خارج شبكات إنارة المنازل والمصالح الحكومية أيضا. وبدأنا بتفعيل قرار مجلس الوزراء بعمل حصر علي لمبات الطرق العامة والشوارع كثيفة الاستهلاك, وفي جولة للأهرام ولرصد آراء المواطنين حول ترشيد الكهرباء بنسبة50% تقول فهيمة عطية ربة منزل إن هذا القرار لا يصدر إلا للفقراء لأن بالنسبة لنا الحدائق العامة هي المتنفس الوحيد لاولادنا, وعندما كنا نجلس في أحدي الحدائق يوم الخميس الماضي فوجئنا بإنقطاع الكهرباء علينا, ونحن نجلس والأطفال يلعبون ولا حول لنا ولا قوة حتي غادرنا المكان بصعوبة لأنه لا يوجد أي بصيص إضاءة مما قد يؤدي إلي العديد من الحوادث مثل وقوع الأطفال في البالوعات المفتوحة المنتشرة في كل مكان وزيادة الأفعال الفاحشة والتحرش. كما أن هناك الكثير من المواطنين بالأخص من الطلبة كانوا يلجأون إلي الخروج من بيوتهم لانقطاع الكهرباء عن المناطق العشوائية واللجوء إلي أعمدة الإنارة بالشوارع, وعلي الكباري من أجل استكمال مذاكرتهم, فماذا يفعلون بعد ذلك؟ أما الحاج ربيع بدوي صاحب أحد محال ألعاب الأطفال بالفجالة, فيقول: إننا مع ترشيد الكهرباء لكن بقواعد حيث أن هناك بعض المنازل في المناطق الشعبية يعتدون علي تعليق الزينة المضيئة طوال شهر رمضان, وأيضا في الشوارع, وذلك يزيد من الطاقة الكهربائية, وأيضا هناك بعض المحال التجارية التي تستخدم الأضواء بطريقة غير شرعية وسرقة أنواع الكهرباء من الطرق العامة والمنازل المجاورة مما يزيد أحمال وأعباء الطاقة الكهربائية والتكلفة علي الدولة.