علي مدي أكثر من60 عاما, نجحت مؤسسة لينداو لملتقي علماء نوبل في إيجاد حالة خاصة من الحوار بين العلماء الفائزين بجوائز نوبل وشباب الباحثين من جميع أقطار العالم. في الحوار التالي مع رئيس مؤسسة لينداو الراعية لملتقي علماء نوبل يتحدث البروفيسور ولفجانج شولر عن تجربة ملتقي لينداو وأثرها علي شباب الباحثين خاصة أن ملتقي هذا العام شهد حضور أكثر من50 باحثا من دول العالم العربي و الإسلامي.. الأهرام: كيف تقيم دورات الملتقي بعد كل هذه السنوات؟ ولفجانج: لقد نجحنا في التواصل وعقد اتفاقيات تعاون مع أكثر من180 أكاديمية علمية بالعالم جميعها ترسل لنا أميز باحثيها لحضور ملتقيات لينداو مع علماء نوبل. وقد حرصنا مع هذه الأكاديميات علي تقييم مستوي الباحثين وإنتاجهم البحثي ومدي تواصلهم مع زملائهم من مختلف دول العالم ويكفي أن بروفيسور بيرت ساكمان الحائز علي جائزة نوبل في الطب عام1991 كان في سنوات دراسته الأولي من بين الباحثين الشباب الذين حضروا ملتقي لينداو. الأهرام: لماذا لم تتكرر فكرة هذا الملتقي في أي منطقة أخري من العالم؟ ولفجانج: لأنها فكرة الكونت لينارد برنادوت والذي يرجع نسبه الي العائلة الملكية في السويد الراعية لجوائز نوبل. ومع انتقال كونت برنادوت للعيش في المانيا سعي لإقامة هذا الملتقي بهدف دعم التواصل بين المانيا وأوروبا لرأب الصدع الذي سببته الحرب العالمية الثانية. وبمرور الوقت بدأ الملتقي يأخذ توجها دوليا حيث سعينا إلي أن يكون موضوع كل دورة في أحد الفروع العلمية مثل الطب والكيمياء والفيزياء ثم أدخلنا الاقتصاد, وفي العام الخامس يتم عقد دورة استثنائية بتجميع العلماء من مختلف التخصصات تشجيعا لتحاور العلماء ودعم التعاون البيني. الأهرام: ماهو حجم مشاركة الباحثين العرب في الملتقي؟ ولفجانج: حرصنا علي التواصل مع جميع المؤسسات العربية والإسلامية وتشجيعها علي إرسال الباحثين لحضور ملتقي لينداو وهذا العام يشارك من العالم العربي12 باحثا منهم4 من مصر وبإضافة دول العالم الإسلامي فإن عدد المشاركين يتعدي أكثر من50 باحثا. وأحب أن أشكر جريدة الأهرام التي اهتمت منذ سنوات بالكتابة عن ملتقي لينداو وساهمت في دعم التواصل بين أكاديمية البحث العلمي في مصر والملتقي وإرسال باحثين مصريين للمشاركة سنويا في فعاليات لينداو. كما أحب أن أشيد بدور صندوق أوبك لدعم التعاون الدولي والذي تدعمنا لدعوة الباحثين من الدول النامية ودول العالم الإسلامي. الأهرام: طبقا لجلسات الملتقي لا توجد فرصة للباحثين الشباب أن يتحدثوا علي المنصة فهل هناك فرصة للاستماع لأفكارهم ؟ ولفجانج: نعد حاليا مشروعا بالتعاون مع مجلة نيتشر عبارة عن سلسلة من الحوارات المسجلة بين أحد العلماء الفائزين بجائزة نوبل وباحث مميز من الشباب وستتم إتاحة هذه الحوارات علي الإنترنت للجميع وهي بمثابة فرصة لرصد تلاقي الأفكار بين شباب الباحثين والعلماء وهو ما يدعم رؤيتنا لهذا الملتقي الذي يهدف الي نقل المعرفة للأجيال الجديدة.