يقبل العيد الثامن والخمسون لثورة23 يوليو ونحن أحوج ما نكون إلي استعادة الدور الذي لعبته هذه الثورة في حياة الشعب المصري والأمة العربية, وتسليط الضوء علي الحقائق التي يحاول البعض أن يطمسها في ظل المتغيرات الدولية. وثورة23 يوليو التي قادها الضباط الأحرار في الجيش المصري, لم تكن انقلابا عسكريا بالصورة التقليدية التي عرفت في المنطقة لم يكن في نية الضباط الأحرار القيام بانقلاب أو حركة عسكرية إلا بعد أن وصلت إليهم أخبار عن نية الملك اعتقال الضباط الأحرار, لما ورد في منشوراتهم التي كانت توزع داخل الجيش وخارجه. وعندما قرر الضباط الأحرار القيام بحركتهم العسكرية قبل23 يوليو بأيام محدودة فقط, نجحوا في ذلك بتأييد جارف من الجماهير التي ما أن علمت بنبأ قيام الثورة حتي أخذت من الثورة موقف التأييد والمساندة.. خاصة بعد قبول الملك فاروق لإنذار الجيش بالخروج من مصر في السادسة من مساء26 يوليو1952 بعد ثورة بيضاء لم تنزف فيها الدماء, ولم تصطدم فيها القوات المسلحة الموالية للملك مع القوات الموالية للضباط الأحرار. وخلال السنوات الثلاث التي حددت كفترة انتقال تتولي فيها قيادة الضباط الأحرار مسئولية قيادة الدولة تفاديا لتصادم وخلافات الأحزاب التي حققت مجموعة من الانجازات. وعندما ظهر أن ثورة23 يوليو سوف تشكل نظاما وطنيا قوميا يساند الأمة العربية وحركات التحرر الوطني في إفريقيا وآسيا, بادرت القوي الاستعمارية بمحاولة ضرب النظام بالعدوان الخارجي المتكرر.. في العدوان الثلاثي عام1956, وضرب الوحدة المصرية السورية عن طريق الانفصال في عام1961, ومساندة الثورة المضادة في اليمن التي كان يقودها الإمام البدر بإرسال بعثة كومر المسلحة التي شكلت من خبراء وضباط خبراء أمريكيين.. وأخيرا العدوان الإسرائيلي في5 يونيو1967. وهكذا يمكن القول إن مبادئ ثورة23 يوليو التي هدفت إلي القضاء علي الاستعمار والإقطاع وسيطرة رأس المال.. وإقامة جيش وطني قومي وعدالة اجتماعية قد تحققت فيما عدا الديمقراطية بالشكل المطلوب لها نتيجة المعارك الوطنية التي نجمت عن الاعتداءات الاستعمارية الخارجية. وهو ما جعل يوم23 يوليو عيدا لمصر تحتفل به كل عام.. وهو ما جعل من هذه الثورة البيضاء صفحة ناصعة في تاريخ مصر, دفعت الاتحاد الروسي إلي اتخاذ قرار منذ أسابيع, باعتبار عام2012 هو عام مصر بمناسبة مرور60 عاما علي ثورة23 يوليو, وتقديمها نموذجا في التعاون والتضامن بين الشعوب.