شهد الرئيس محمد حسني مبارك القائد الأعلي للقوات المسلحة أمس الاحتفال بتخريج الدفعة(38) من كلية الدفاع الجوي( دفعة المشير فخري- فؤاد محمد أحمد ذكري قائد القوات البحرية الأسبق أثناء حرب أكتوبر المجيدة) والذي يوافق احتفالات قوات الدفاع الجوي بالذكري الأربعين لبناء حائط الصواريخ المنيع. حضر الإحتفال رئيسا مجلسي الشعب والشوري وعدد من الوزراء والمحافظين وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة وعدد من الملحقين العسكريين المعتمدين لدي مصر وقدامي مديري كلية الدفاع الجوي وأسر الخريجين. كان في استقبال الرئيس مبارك لدي وصوله إلي كلية الدفاع الجوي المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي والفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة والفريق عبد العزيز سيف الدين قائد قوات الدفاع الجوي ومدير كلية الدفاع الجوي, كما استقبلت أسر الخريجين الرئيس مبارك بحفاوة بالغة وبالزغاريد لتشريفه هذا اليوم المشهود في حياة أبنائهم بكل الفخر والاعتزاز, ثم عزفت الموسيقي العسكرية السلام الوطني. عروض اللياقة البدنية بدأ الاحتفال بعروض اللياقة البدنية والدفاع عن النفس حيث دخلت مجموعات من طلبة الكلية في مختلف المراحل الدراسية من منتصف وأجناب ساحة العرض علي شكل صاروخين تتوسطهما طائرة, ثم قام الطلبة بتنفيذ عدد من التمارين المبتكرة والمهارات الرياضية والبدنية باستخدام مختلف الأدوات الرياضية والسلالم الخشبية والأجهزة متعددة الأغراض وهي تدريبات يؤديها الطلبة بشكل يومي داخل الكلية لاكتساب القوة العضلية والقدرة علي التحمل وهي من المهارات الأساسية للفرد المقاتل. كما شهد مضمار الفروسية قيام عدد من الطلبة باستعراض مهاراتهم في الفروسية وترويض الخيول من خلال تنفيذ مهارة القفز علي الموانع والسدود مختلفة الارتفاع. وقدمت مجموعة أخري من الطلبة في منتصف ساحة العرض عروضا للإشتباك بالأيدي الخالية والذي يبرز القوة والمرونة أثناء القتال المتلاحم, والقدرة علي عبور الموانع المختلفة والذي أظهر الليقاة البدنية العالية والتدريب الراقي لاعداد ضابط دفاع جوي مقاتل قادر علي العمل تحت أي ظروف, حيث يحصل طلبة الكلية علي فرقة الصاعقة والتي يتدربون فيها علي كيفية استخدام الأسلحة عند نفاد الذخيرة حيث قدم الطلبة عرضا لمهارات استخدام السونكي من خلال تنفيذ مجموعة من الصدمات والضربات والطعنات أهم معارك القوة الرابعة وعقب خروج الطلبة من ساحة العرض بدأ تقديم العرض التاريخي لأهم معارك الدفاع الجوي خلال الحروب المختلفة التي خاضتها مصر وأبرز الأسلحة والمعدات المستخدمة بدءا من الحرب العالمية الثانية(39 1945) حيث نجح موقع المدفعية المضاد للطائرات بقيادة اليوزباشي محمد فوزي في صد غارة جوية ألمانية مكونة من18 طائرة ومنعها من مهاجمة القاعدة البحرية بالإسكندرية ليلة8 يونيو1941, وفي حرب1948 للحفاظ علي عروبة فلسطين نجحت عناصر الدفاع الجوي بمطار العريش في29 ديسمبر عام48 في التصدي لهجمات العدو الجوية وألحقت به خسائر كبيرة في طائراته, كما أصر أفراد الموقع المصري بقيادة الملازم أول عبد المجيد أبو زيد علي التمسك بأماكنهم والحفاظ علي الأسلحة والمعدات ومنع العدو من الاستيلاء عليها وحرمان قواته البرية من التقدم لاحتلال مدينة العريش. وخلال العدوان الثلاثي علي مصر عام1956 نجحت وحدات المدفعية المضادة للطائرات بقيادة الرائد محمد عز الدين حافظ وبالتعاون مع وحدات المشاة والمقاومة الشعبية شمال بورسعيد يوم5 نوفمبر في الاشتباك مع قوات المظلات المعادية وأحدثت بها خسائر كبيرة, كما نجحت في صد الهجمات الجوية القتالية علي بورسعيد وتمكنت من إسقاط وتدمير9 طائرات معادية واستشهد البطل الرائد محمد عز الدين حافظ وعشرة من جنوده فوق مدافعهم. حرب الاستنزاف.. وتساقط الفانتوم وفي الأول من فبراير عام1968 تم تشكيل قوات الدفاع الجوي كقوة رابعة لمنع العدو من غاراته الجوية علي الأهداف الحيوية والمنشآت المدنية في العمق المصري حيث بدأت وحدات المهندسين بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية في بناء التحصينات وقواعد الصواريخ يرغم أن العدو كثف هجماته الجوية والتي ألحقت الخسائر الكبيرة في الأفراد والمعدات ولكن أمام إصرار المصريين إكتمل بناء حائط الصواريخ المنيع في30 يونيو عام1970 وينجح في إسقاط4 طائرات معادية وأسر3 طيارين ويتوالي بعد ذلك إسقاط الطائرات المعادية في أسبوع أطلق عليه( أسبوع تساقط الفانتوم) وكذلك طائرات الاستطلاع الالكتروني المعادية مما أجبر العدو علي قبول وقف إطلاق النار في8 أغسطس1970 الدفاع الجوي.. وملحمة أكتوبر1973 ثم اختتم العرض التاريخي بدور الدفاع الجوي في ملحمة أكتوبر1973 حيث اكتملت منظومة الرادار والصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات علي إمتداد المواجهة ونجحت قوات الدفاع الجوي في توفير الحماية الجوية بالتعاون مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية لتوفير الدفاع الجوي للتجميع الرئيسي للجيوش الميدانية وللقوات القائمة بالعبور والمتدفقة شرقا, وفي تنسيق كامل مع باقي أفرع القوات المسلحة نجحت قوات الدفاع الجوي في إفقاد العدو إتزانه وأسقطت العديد من أحدث طائراته ليفقد العدو أكثر من ثلث قواته الجوية في الأيام الثلاثة الأولي للعدو مما أجبر قاداتهم علي إصدار الأوامر بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة لاتقل عن15 كم شرق القناة, ولتنتهي أسطورة الذراع الطولي لعدو لا يقهر. عرض المهارة باستخدام معدات الدفاع الجوي ثم قدمت مجموعة من الطلبة بكلية الدفاع الجوي عرضا لمعدلات الآداء استعرض خلاله الطلبة مهاراتهم في التعامل مع أسلحة ومعدات الدفاع الجوي الحديثة والتي تساير تكنولوجيا العصر مع القيام بتنفيذ عدد من المهام التخصصية تميزت بالسرعة والدقة العالية في تنفيذ المهام بتوقيتات قياسية أبرزت القدرة علي العمل تحت مختلف الظروف. وظهرت في سماء العرض طائرتان هليكوبتر لتقوم بانزال جماعة الصواريخ المحمولة علي الكتف من طلبة الكلية مجموعتان, بينما قامت مجموعة أخري من الطلبة بتجهيز المعدات وتحميل الصواريخ في أزمنة قياسية استعدادا للاشتباك مع هدف جوي, حيث ظهرت في سماء العرض أربع طائرات تمثل أهدافا معادية قامت أجهزة الرادار برصدها وتتبعها حيث اشتبكت معها كل المعدات ودمرتها ليثبت رجال الدفاع الجوي أنهم حماة سماء مصر إحدي دروع قواتنا المسلحة الباسلة القادرة علي ردع كل من تسول له نفسه الإقتراب من أجوائنا المقدسة. العرض العسكري واختتمت العروض بالعرض العسكري الذي قدمته مجموعات من طلبة الكلية من مختلف السنوات الدراسية في أداء متميز وإنضباط عسكري, حيث تقدم قائد طابور العرض ثم حملة الأعلام يتقدمهم علم القوات المسلحة رمز عزتها وكرامتها ثم علم قوات الدفاع الجوي وعلم كلية الدفاع الجوي ومجموعة أعلام الكلية وردد الطلبة شعار كليتهم( إيمان عزم مجد) ثم تدخل جميع العناصر المشاركة في ساحة العرض لعمل اللوحة الختامية. قام نائب مدير كلية الدفاع الجوي بإعلان نتيجة الامتحانات الختامية لطلبة الدفعة38 دفاع جوي للعام الدراسي2010/2009 دفعة المشير فؤاد محمد أحمد ذكري حيث صدق المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي علي نتيجة الامتحانات الختامية للطلبة ومنحهم درجة بكالوريوس العلوم العسكرية للدفاع الجوي. وعقب إعلان النتيجة جرت مراسم تسليم وتسلم القيادة من الدفعة(38) الي الدفعة(39) دفاع جوي ثم قام اللواء أركان حرب مصطفي الشريف مدير إدارة شئون ضباط القوات المسلحة بإعلان قرار تعيين الخريجين ومنح الأنواط للأوائل. وقد قام الرئيس مبارك القائد الأعلي للقوات المسلحة بتقليد أوائل الخريجين المصريين والوافدين من جمهورية السودان الشقيق نوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية تقديرا لتفانيهم في أداء واجباتهم طوال دراستهم بالكلية ثم ردد الخريجون يمين الولاء. كلمة مدير كلية الدفاع الجوي: أكد اللواء أركان حرب عبد المنعم التراس مدير كلية الدفاع الجوي أن احتفال الكلية بتخريج الدفعة الثامنة والثلاثين دفاع جوي والذي شهد تشريف الرئيس محمد حسني مبارك سيظل يوما راسخا في وجدان هذا الجيل يبعث فيهم روح التضحية والفداء اقتداء بقائدهم الأعلي وهم يترسمون خطاه بطلا وطنيا سجل في التاريخ إنجازات عظيمة وحقق لوطنه نقلة حضارية وطفرة فريدة أعادت لمصرنا الحبيبة تاريخها وأمجادها فتبوأت مكانها اللائق ومنزلتها المرموقة بين جميع دول العالم. وأشار مدير كلية الدفاع الجوي الي أن هذا الجيل من طلبة الكلية قد نشأ علي مباديء وقيم العمل الوطني الجاد بعد إعدادهم الإعداد العسكري العلمي الأمثل بما يواكب الجديد والحديث في تكنولوجيا التسليح للوصول بخريج الكلية لدرجة المقاتل المحترف والقائد الشامل الذي تنشده القوات المسلحة, مؤمنين أن واجبهم الوطني المقدس هو حماية الوطن والحفاظ علي مقدساته وإنجازات شعبه, متمسكين بالمباديء والتقاليد والقيم العسكرية, أوفياء لقسم الولاء للوطن. ووجه التهنئة للخريجين علي إنضمامهم الي صفوف رجال قواتنا المسلحة الباسلة ضمن مقاتلي الدفاع الجوي المرابطين في مواقعهم والمنتشرين فوق أرض الكنانة أعينهم لاتغفل عن حماية سماء مصرنا الحبيبة, كما أوصاهم بالإستمرار في الأخذ بأسباب العلم والمعرفة وبالانضباط العسكري الراقي لتظل قوات الدفاع الجوي درعا تحمي الوطن ويحفظ لسماء مصر أمنها وللأمة هيبتها. الاسكندرية من: حسين ثابت ممدوح شعبان