دعا السيد جمال مبارك امين عام مساعد وامين السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي الي الاستفادة من الازمة المالية والاقتصادية العالمية من أجل ارساء قواعد عالم أفضل. كما طالب بالاستماع الي صوت ومطالب الدول النامية في صياغة السياسات والأطر والنظم اللازمة للخروج من الأزمة العالمية.وأكد أنه قبل الأزمة كانت هناك أخطاء تسببت في وقوعها, وبالتالي يتعين معالجة هذه الاخطاء وتحويل الازمة الي فرصة من أجل تجنب وقوع ازمات اخري في المستقبل.جاء ذلك خلال حديثه أمس أمام ندوة عالم جديد, رأسمالية جديدة التي نظمها إريك بيسون وزير الهجرة والأندماج والهوية الوطنية الفرنسي وافتتحها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بباريس أمس, واختتمها رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فييون,وشارك فيها العديد من الشخصيات المهمة, مثل رئيس وزراء البرتغال جوزيه سوكراتيس. وأشار جمال مبارك خلال مشاركته في الجلسة الثالثة للندوة' بعد الازمة: هل يتعين علينا تغيير رؤيتنا تجاه العالم؟ الي ان أجندة العالم يجب الا تقتصر في الفترة المقبلة علي ايجاد حلول للمشاكل المالية والاقتصادية, وانما يتعين أيضا أن تمتد لتشمل ايجاد حلول لقضايا الطاقة والامن ومحاربة الفقر. وقال إن الاقتصاد العالمي يجب أن يتغير ليقوم علي أرض صلبة ومستقرة وسليمة, والا سيكون من الصعب علي حكومات العالم ايجاد حلول للمشكلات وادخال المزيد من الاصلاحات.وأضاف أن العولمة لها آثارها الايجابية ورغم ذلك مات الملايين في العالم من الجوع, كما ضاعت ثروات طائلة نتيجة تدخل البعض بصورة سلبية في دورة الطبيعة والبيئة. وأشار الي أن الازمة العالمية كانت معقدة جدا ومع ذلك فقد كانت هناك قطاعات محمية من الازمة نتيجة وضع قواعد تراعي الابعاد الاجتماعية التي يتعين احترامها حتي يستفيد الجميع من مكاسب العولمة, كما يتعين تجنب وضع حواجز حمائية والعمل من اجل ان يكون للبلدان النامية مكانها في اية مفاوضات تجري علي المستوي العالمي.وشدد علي أنه لا يتعين العودة الي الوضع السابق لما قبل وقوع الازمة, وانما يتعين الوصول الي معايير جديدة تتيح للحكومات ادارة الاقتصاد العالمي بذكاء, وارساء المزيد من قواعد التعاون علي المستوي العالمي. واشار الي انه بفضل الازمة, أصبح علي العالم ان يناقش بجدية أوضاع الاقتصاد العالمي, بما يدفع الي العمل من أجل وضع قواعد سليمة للتنمية المستدامة.ودعا جمال مبارك ايضا الي الاستفادة من الوضع الحالي وبذل جهود متناسقة علي المستوي الدولي وعدم الانعزال والانكفاء علي الذات, من أجل الوصول الي عالم افضل وفتح طريق جديد امام البشرية دون نسيان الملايين من الفقراء في العالم الذين لم يحصلوا علي نصيبهم من ثروات العالم. وردا عن سؤال للأهرام, قال السيد جمال مبارك لقد ركزت في كلمتي علي القضايا التي تهم مصر والدول النامية بسبب الأزمة العالمية لأن الغرب يركز بشكل كبير علي مشاكله والتحديات التي تواجهه, في حين أن العالم كله يعاني بسبب الأزمة ومهمتنا لمصر وكدول نامية آن يكون لنا وجود علي الساحة الدولية لنقل وجهة نظرنا ووجهة نظر الدول النامية. وأضاف ان هذه الأمة أظهرت آنه لا تستطيع الدول الكبيرة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أن تستأثر وحدها بقيادة العالم علي المستوي الاقتصادي, بل لابد للدول الصاعدة والدول النامية من أن يكون لها صوتها الكبير وأن يكون لها نفس المكانة ولها دور واضح في طرح الأفكار لصياغة المستقبل الاقتصادي للعالم,وفي التمثيل الذي يناسب حجمها ودورها اليوم في المؤسسات الدولية,وحتي علي مستوي مثل مجموعة العشرين أو مجموعة الثمانية. وأشار الي ان فرنسا تتزعم أفكارا مهمة جدا لتوسيع مجموعة الثمانية كي تضم دولا كبيرة في العالم النامي بما فيها مصر,لكي تكون لاعبا موثرا علي الساحة الدولية. ومن جانبه أكد إريك بيسون حرصه علي مشاركة السيد جمال مبارك في اعمال الندوة, وعلي مشاركة الدول النامية كي يكون صوتها مسموعا, وقال إن مجموعة العشرين تقوم علي الاعتراف بأهمية الدول الصاعدة والقارات التي لا تتمتع بتمثيل كافي, وقد كانت هذه الرؤية واضحة في كلمة الرئيس ساركوزي. .هذا وسوف يلتقي السيد جمال مبارك مع أمين عام الحزب الحاكم في فرنسا علي هامش مشاركته في الندوة, كما يستكمل بعض اللقاءات الحزبية الأخري.