يكتبها للاهرام: فرانز بيكنباور : أتمني أن يكون دور الستة عشر في بطولة كأس العالم2010 بجنوب أفريقيا قد جعل النقاد أكثر سرورا. نري الآن أداء خططيا أروع ومستوي جيد في اللعب وعدد غير قليل من الأهداف علي نحو يدعو للدهشة. وتغلب المنتخب الألماني علي نظيره الإنحليزي1/4 كما فاز المنتخب البرازيلي علي نظيره الشيلي3/ صفر وفازت الأرجنتين علي المكسيك1/3. وسيكون الوضع أفضل في دور الثمانية حتي وإن لم يشهد مثل هذا الكم من الأهداف. وذلك لأن المرشحين للفوز باللقب سيصطدمون ببعضهم البعض في دور الثمانية. البرازيليون علي سبيل المثال لم يواجهوا اختبارا حقيقيا حتي الآن. لديهم دفاع صلد ونتيجة لذلك يمكنهم اللعب بهدوء وأن ينتظروا ليروا سير المباراة ثم يشنوا هجماتهم في الوقت المناسب. ويبدو من الواضح حتي الآن أن كاكا لم يقدم مستواه المعهود بعد في خط وسط الفريق بعد الإصابة التي عاني منها قبل البطولة ولكنه ما زال لاعبا يستطيع المشاركة في التحركات البارزة ويمكنه صناعة الأهداف التي تصعب الأمور علي أي منافس. وسيكون المنتخب الهولندي اختبارا لإمكانيات وحدود المنتخب البرازيلي. المنتخب الهولندي أدهش الجميع بالأداء الفعال وهو ما أكده الفوز الذي حققه علي نظيره السلوفاكي. سيكون المنتخب الهولندي تحديا لنظيره البرازيلي خاصة وأن آريين روبن يبدو وأنه استعاد لياقته. إنه لاعب أظهر أمام سلوفاكيا أنه يستطيع قلب نتيجة المباراة وتحقيق الفوز لفريقه. سيكون من المثير أن تري أداء ورد فعل المنتخب البرازيلي إذا تأخر بهدف أمام هولندا. ولم يحدث ذلك للفريق حتي الآن ولكنه قد يحدث أمام المنتخب الهولندي. ويشهد دور الثمانية مباراة أخري تبشر بمواجهة كلاسيكية وذلك بين منتخبي الأرجنتين وألمانيا. وتكرر هذه المباراة المواجهة بين الفريقين بعد أربع سنوات من مباراتهما في دور الثمانية لمونديال2006 بألمانيا وانتهت بفوز المنتخب الألماني بركلات الجزاء الترجيحية. ولم يخطئ المنتخب الأرجنتيني بقيادة مديره الفني دييجو مارادونا في أي خطوة له بالبطولة حتي الآن. ويؤدي كارلوس تيفيز وجونزالو هيجوين دورهما في هجوم الفريق بنجاح. ورغم فشل ليونيل ميسي في تسجيل أي هدف حتي الآن, ولكنني أراه بشكل أفضل ممار يراه معظم النقاد بالأرجنتين. مهارة ميسي الرائعة هي التي تخلق المساحات للاعبين الآخرين. ورغم ذلك, لا أري بالضرورة أن المنتخب الأرجنتيني سيكون صاحب اليد العليا في هذه المواجهة. إنها مباراة متكافئة بنسبة50 إلي50 بالمئة بالنسبة لي. المنتخب الألماني يلعب بشكل جيد للغاية. هناك الكثير من التحركات في أداء الفريق سواء بالكرة أو بدونها. باستيان شفاينشتيجر ومسعود أوزيل وتوماس مولر من النجوم في كأس العالم الحالية. الاستحواذ علي الكرة والتحرك باستمرار والنظام هو الأسلوب الذي رأيناه بالفعل في بارين ميونيخ. إنه شيء جيد أن المنتخب الألماني يضم كتلة من لاعبي بايرن تتمثل في فيليب لام وشفاينشتيجر ومولر وميروسلاف كلوزه. والمنتخب الأسباني هو المرشح الأقوي بالتأكيد في مواجهة باراجواي. بطل أوروبا يقدم الآن كرة قدم متكاملة ولكنه يعاني من حقيقة مهمة وهي أن مهاجمه فيرناندو توريس لم يصبح مصدرا مضمونا لتسجيل الأهداف بعد ابتعاده عن الملاعب لفترة طويلة بسبب الإصابة. وما زالت الفرصة سانحة أمام توريس ولكن زميله ديفيد فيا نجح في سد هذه الثغرة. ولم يظهر منتخب باراجواي حتي الآن أن لديه نفس الإمكانيات الهجومية رغم أنه يمتلك بين صفوفه مهاجمين بارزين هما روكي سانتا كروز ولوكاس باريوس. وتكمن الفرصة الأساسية أمام باراجواي في ميل المنتخب الأسباني أحيانا إلي المبالغة في التمرير. في كرة القدم, المهم هو الأهداف وليس عدد التمريرات المتتالية في أي لعبة. وهو شيء أدركه المنتخب الأسباني من خلال هزيمته الصعبة صفر/1 أمام سويسرا. ولكن الطريقة التي تغلب بها المنتخب الأسباني علي الدفاع البرتغالي, حيث حقق الفوز1/ صفر, كانت رائعة. لم يسمح المنتخب الأسباني لنفسه بالتوتر والعصبية ونال في النهاية هدف الفوز عن طريق فيا. وهنا يجب أن أتساءل عما حدث لكريستيانو رونالدو ؟ هل كان السبب هو الموسم الطويل للغاية الذي قضاه في الدوري الأسباني الذي يتنافس فيه20 فريقا ففقد اللاعب الكثير من طاقته, أم أنه الضغط الذي يعانيه في ريال مدريد ؟ لن يكون علي أي حال أفضل لاعب في العالم لهذا العام. ورغم ذلك, أثق في أنه سيظهر مستواه العالمي الحقيقي في ريال مدريد تحت قيادة مديره الفني الجديد جوزيه مورينيو. أتطلع لرؤية كيفية أداء المنتخب الغاني. لقد أظهر الفريق أمام المنتخب الألماني أن بإمكانه المنافسة مع أفضل الفرق وكذلك علي المستوي الخططي. ولكن علي الرغم من وجود مهاجم قوي في صفوفه هو أسامواه جيان أفضل هداف للفريق, كان منتخب أوروجواي أكثر إقناعا في الهجوم خلال مبارياته السابقة بالبطولة. باقي المنتخبات ستنظر بحسد إلي منتخب أوروجواي الذي يضم مهاجمين بارزين مثل لويس سواريز ودييجو فورلان. وشعرت بالارتياح أيضا من تحسن مستوي أداء الحكام رغم الخطأين القاتلين من خورخي لاريوندا وروبرتو روزيتي حتي وإن كان أحد الخطأين أفاد ألمانيا. يجب أن أعترف بأنني كنت حزينا علي المنتخب الإنجليزي لعدم احتساب الحكم هدف فرانك لامبارد. ليست هناك أي مقارنة مع هدف ويمبلي الشهير في نهائي مونديال1966 أمام منتخب ألمانياالغربية. فالأمر مازال مثبر للجدل حتي الآن عما إذا كانت الكرة عبرت خط المرمي أو لم تعبره من تسديدة جيوف هورست في عام1966 رغم ما أظهرته تقنيات الكمبيوتر من أنه لم يكن هدفا. تسديدة لامبارد التي تجاوزت خط المرمي كانت أكثر وضوحا. وحتي الهدف الذي سجله تيفيز من وضع تسلل للمنتخب الأرجنتيني في شباك المكسيك كان من السهل رؤيته خلال اللعبة. إنه شيء يجب أن يلاحظه الحكم أو مساعده. لست بحاجة إلي مساعدة تقنية لذلك. ورغم ذلك أشعر بالسعادة لأن السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا يريد فتح باب المناقشة مجددا فيما يتعلق باستخدام الإعادة التلفزيونية أو الكرة الذكية. كما يثور الجدل حول إمكانية تعيين حكام إضافيين خلف المرميين. وكل ما سيساعد في عدالة قرارات الحكام سيكون جيدا لكرة القدم خاصة مع زيادة تعقيدات اللعبة.