قمة مجموعة الثماني تضع في اهتمامها القارة الإفريقية, وهذه المرة سيحضر القمة نحو سبعة رؤساء أفارقة, إيمانا من المسئولين عن جدول أعمال القمة بأهمية التفاعل مع مشكلات القارة السمراء, لأنها إن لم يتم التصدي لها فلن تتوقف تداعياتها علي إفريقيا فحسب بل ستمتد إلي خارج القارة. والحقيقة أن الدول الكبري تعهدت بأن تصل قيمة المساعدات السنوية المقدمة إلي إفريقيا لنحو50 مليار دولار سنويا بحلول عام2010. وللأسف لم يتم الوفاء بالوعد بعد برغم أن هذا الوعد تم إطلاقه في عام2005, ثم تمت إعادة التأكيد عليه في عام2007 وفي2008 أيضا. ولكن لايمكن في هذا الصدد أن نغفل أن الدول الكبري تقدم نحو75% من المساعدات التي تحتاجها القارة الإفريقية. وهذا لايمنع أن جميع الدول المانحة في حاجة إلي زيادة مساهماتها لإفريقيا أكثر من الالتزامات التي وعدت بقطعها في عام2010 والأمر لايتعلق بهذا فقط, فقد أجمعت الدول الكبري علي ضرورة تقديم مساعدات مالية وفنية للدول الإفريقية, خاصة المؤسسات الإفريقية حتي تتمكن من التعامل مع مشكلات العنف والجماعات المسلحة المنتشرة في القارة الإفريقية. وأجمعت قمة مجموعة الثماني علي ضرورة تدريب نحو75 ألف جندي من قوات حفظ السلام في جميع أرجاء العالم, ولكن للأسف الشديد لم ترد أي معلومات حتي الآن عن إجمالي العدد الذي نجحت الدول الكبري في تدريبه. وقد كان من المفترض أن تصل الدول الإفريقية لمستوي يؤهلها إلي تحمل مسئوليات حفظ السلام بنفسها بحلول عام2010 إلا أن هذا لم يحدث. أما فيما يتعلق بضرورة التصدي للأمراض التي تعاني منها قارة إفريقيا فقد أبدت مجموعة الثماني تأييدها مبادرة التصدي لمرض الملاريا المنتشر في إفريقيا وتخفيض الوفيات الناجمة عن الملاريا بحلول عام2010, وكذلك كان هناك تعهد بالتصدي لمرض الإيدز وتقليل الإصابة به بنسبة25% بحلول2010 وتقليل الوفيات الناتجة عنه بنسبة50% بحلول نفس العام. والأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل كان هناك اتفاق للعمل علي تطوير مزيد من العلاجات من الإيدزتكون رخيصة الثمن حتي يتمكن فقراء إفريقيا من العلاج من هذا المرض اللعين إلا أن كل هذه التعهدات لم يتم الوفاء بها مع مجيء عام2010. وهذا الأمر لايقتصر علي الإيدز والملاريا فحسب بل علي السل وشلل الأطفال أيضا. ومن هنا يتبين مقدار الوعود التي تقدم للقارة السمراء من نادي الاغنياء كما يسمونه ولكن للأسف الشديد لايتحقق منها سوي القليل. ' ففي عام2005 وتحت رئاسة بريطانيا تعهدت مجموعة الثماني بانفاق مبلغ20 مليار خصصتها لافريقيا بحلول عام2010, وهو مبلغ كبير, ولكن حتي حلول عام2009 لم تحصل افريقيا إلا علي10 مليارات دولار ويعني هذا انه خلال عام2010 يتم انفاق10 مليارات اخري فعليا وهو أمر مستحيل, وهكذا يبقي الامر في دائرة الوعود الكثيرة التي لم تلتزم بها مجموعة الثماني حتي الآن [email protected]