آنا ناشف36 عاما سويسرية من أصل لبناني كانت تعيش في هدوء كأي معاقة بعيدا عن الأضواء ثم فجأة تحولت حياتها وأصبحت ملاحقة من قبل وسائل الإعلام. بعد أن تم منحها لقب المرأة المثالية للمعاقين لعام2009. وهو اللقب الذي حصلت عليه خلال المؤتمر الذي نظمته جمعية ثقافة المعاق بجنيف في سويسرا في اطار اليوم العالمي للمعاقين الذي يحتفل به العالم في اليوم الثالث من شهر ديسمبر بهدف تغيير نظرة المجتمع للمعاق, وتحويلها من الشفقة الي الاعجاب, وقد اصبح هذا الحدث تقليدا سنويا للجمعية منذ تأسيسها2003 برعاية وزير التضامن الاجتماعي السويسري. وفي المؤتمر اعربت آنا عن سعادتها بهذا اللقب وروت كيف بدأت رحلتها مع الاعاقة فقالت: لقد حدث لي خطأ اثناء ولادتي, ولم يتم وضعي في الحضانة بالرغم من ولادتي في الشهر السابع وكانت النتيجة اصابتي بتيبس في عضلات الساق, وأدي ذلك الي قصري بعض الشئ.. لكنني لم أيأس ولم استسلم لحالتي وذاكرت وحصلت علي دبلومة في الخياطة واعمل بها حاليا واستطيع ان اقول انني لا اعاني من اي مشكلة.. ولكنني اشعر ان المعاقين في اوروبا منطوون ومنغلقون علي انفسهم.. فليس هناك اندماج. فالمعاق في اوروبا مجبر علي الاشتراك في تأمين حياته والحركة في الشوارع لأنها مجهزة لاستقبال مثل هذه الحالات ولكن المشكلة في نظرة الناس لنا كمعاقين إذ ينظرون إلينا وكأننا كم مهمل.. لذلك أعجبتني فكرة الجمعية وبدأت منذ عامين المشاركة في انشطتها. وفي لقاء مع ميشيل هيتسلر منسق عام المؤتمر قال ان هذا المؤتمر يعد خطوة لمساعدة المعاقين علي الاندماج داخل المجتمع وهو فرصة كبيرة لرفع معنوياتهم وتعليمهم كيفية تكوين علاقات عامة وكيفية اجبار الآخرين علي تقديرهم واحترام متطلباتهم.. واضاف ان الجائزة المهداة للمرأة المثالية والوصيفة الأولي والثانية هي قضاء4 ايام في احد الفنادق الكبري في اي دولة في العالم يخترنها بانفسهن. واكد في حديثه اهمية ثقافة المعاق التي تبدأ من الحضانة لتعليم الاطفال معني الاختلاف ومن هم المعاقين وكيف نحترمهم ونساعدهم وألا تكون نظرتنا اليهم نظرة شفقة بل نظرة إعجاب وتقدير واحترام.. كما أكد علي حقهم في التعليم الجيد والحصول علي وظائف حيث يعتبر المعاقون من افقر فئات المجتمع في أي دولة. واضافت ايلكا بيير الإعلامية ونائبة رئيس الجمعية ان كل انسان معرض للإعاقة سواء كانت الاعاقة ذاتية أو اعاقة احد افراد الاسرة او الاقارب او الاصدقاء, لذلك اصبح دمج المعاقين في اي مجتمع ضرورة حتي يتعرف الآخرون علي تجاربهم في الحياة وكيف نجحوا في التغلب علي التحديات التي واجهتهم وكيف انهم يتمتعون بإرادة حديدية تتخطي بكثير أي شخص آخر.. وتعتزم الجمعية الإكثار من مثل هذه المؤتمرات وبمشاركة الدول العربية والاجنبية فيها لاتاحة مناخ إعلامي مفيد لهذه القضية. اما الإعلامية مارجريت ديوني مديرة نادي الصحافة بباريس وعضو لجنة التحكيم في هذه المسابقة فقالت ان اختيار المرأة المثالية للمعاقين يتم بناء علي شخصية كل امرأة وطريقة كلامها وقدرتها علي جذب الانظار وثقتها بنفسها وتجاهلها لاعاقتها. وأكدت دور وسائل الإعلام في اظهار النماذج الايجابية للمعاقين وابراز مواهبهم وقدراتهم علي تخطي الصعاب. أما سيمون استورد مستشار جمعية ثقافة المعاق فقال إن المؤتمر حقق نجاحا كبيرا والمطلوب المزيد من المجهودات لتشجيع المعاقين علي العمل, والتقيت أيضا مع دليلة حضري رئيسة جمعية ثقافة المعاق وهي معاقة( مصابة بالشلل وتتحرك من خلال الكرسي المتحرك أو العكازين) فهي لا تكل ولا تمل وتقول ان المؤتمر يهدف الي تقديم صورة ايجابية للمعاقين خاصة ان نسبة المعاقين في اي مجتمع وصلت10% وهي نسبة ليست قليلة وفي تزايد مستمر, وبالرغم من ذلك فمازال المعاق يعاني البطالة وإذا وجد عملا فهو ليس دائما ويحصل علي مقابل مادي بسيط وقد لا يكلف بعمل علي الإطلاق وكأنه بلافائدة. وتضيف: لقد اكتسبت خبرة واسعة بعدما حصلت علي دبلومة من جامعة جنيف في طريقة تسيير وإدارة الجمعيات الخيرية مما ساعدني كثيرا في عملي حيث تقوم الجمعية بتعليم المعاقين بعض الحرف اليدوية التي تساعدهم علي زيادة دخلهم. وأضافت ان الجمعية تعتزم اقامة مؤتمرها السنوي العام المقبل في القاهرة بهدف تقريب وجهات النظر بين المعاقين في مصر والدول العربية والمعاقين في سويسرا والدول الاوروبية.. حيث ان المعاق في مصر قد يتوافر لديه الدعم النفسي والمعنوي ولكن ينقصه الدعم المادي في حين يتوافر لدي المعاق في سويسرا مثلا الدعم المادي وينقصه الدعم المعنوي والنفسي. وخلال المؤتمر تم اختيار المرأة المثالية الاولي وكانت آنا ناشف والوصيفة الاولي ساندرا دليني والتي كان من آمالها السير بدون عكازين لتشجيع المعاقين الآخرين للعيش بدون حرج من اعاقتهم. والوصيفة الثانية استيفني ميكوميي سويسرية وتتمتع بشخصية قوية ولم تستسلم لواقع اعاقتها.. وأكدت دليلة حضري في النهاية علي اهمية النظر للمعاق كشخص طبيعي والحكم عليه وفقا لطريقه تفكيره وادائه لعمله وليس وفقا لاعاقته.