ثلاث نساء تفصلهن مئات الأميال ولكل منهن قصة تختلف عن الأخري الشيء الوحيد الذي يجمعهن أنهن كن بطلات لأحداث هذا الأسبوع كل علي طريقته. الأولي أميرة تروي حكايتها. أحداث قصة حب رومانسية توجها زفاف أسطوري والثانية صنعت نهايتها المأساوية شهرتها لتخلد في ذاكرة التاريخ أما الثالثة والأخيرة فهي مناضلة شرسة لا تيأس مهما مرت السنوات وقست عليها الظروف. وانتصر الحب مراسم زفاف ملكية تقليدية وطقوس عريقة.. العروس الأميرة فيكتوريا ولية عهد السويد والعريس دانييل ويسلنغ من عامة الشعب ولكن العنصر غير التقليدي في هذه الحكاية هي قصة الحب التي بدأت بينهما منذ8 سنوات والتي ذكرت العالم بأساطير الأطفال التي لم يخلو منها أي تراث في العالم بما فيها تراثنا. ونذكر جميعا قصة' الشاطر حسن' الذي تزوج الأميرة بعد أن تمكن من علاجها من مرضها الذي احتار فيه الأطباء. وقصة فيكتوريا ودانييل تشبه إلي حد كبير هذه الأسطورة من تراثنا الشعبي. فالأميرة السويدية أصيبت عام2001 باضطرابات تناول الطعام أعقبها اضطرابات في وزنها ولم يكف العلاج النفسي للتغلب علي هذه المشكلة ونصح الأطباء فيكتوريا بممارسة تدريبات اللياقة البدنية. وفي صالة التدريبات الرياضية( الجيم) التقت فيكتوريا بدانييل مالك الصالة ومدربها الشخصي الذي ساعدها علي تثبيت وزنها وزيادة لياقتها البدنية وتحسين حالتها التفسية. واشتعلت قصة الحب التي رفضها الجميع, الملك والملكة وحتي أفراد الشعب, الذين صدموا من مظهر دانييل حين نشرت صورته للمرة الأولي مع فيكتوريا. ولكن الأميرة التي تمسكت بحبها أقنعت فارس أحلامها بالخضوع لبرنامج تدريبي مكثف لإعداده كأمير منها: دورات في بروتوكول التعامل في القصر الملكي ودورات في التاريخ والسياسة المحلية والعالمية وذلك حتي يصبح كفؤا لفيكتوريا التي تدربت علي دورها في المستقبل كملكة بدراسات جامعية في مختلف مجالات العلم في الولاياتالمتحدة وتدريبات في مجلس الأمن والجيش والحكومة السويدية ولكن بالطبع أهم التدريبات في حياتهما كما تقول وسائل الإعلام كانت تدريبات الرشاقة التي أهدت فيكتوريا شريك العمر وأهدت دانييل لقب دوق فاسترجوتلاند. ضحية التغيير ندي أغا سلطان كانت شابة في السابعة والعشرين من العمر حين خرجت مفعمة بالحماس في شهر يونيو من العام الماضي إلي شوارع طهران لتنضم إلي آلاف المتظاهرين المحتجين علي نتيجة الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي فاز فيها الرئيس أحمدي نجاد لفترة ثانية علي حسين موسوي وتجاهلت ندي توسلات أمها بعدم الخروج والانضمام إلي الجماهير الغاضبة. لم تتخيل ندي طالبة الفلسفة التي أرادت أن تحدث تغييرا ولو للحظة واحدة أن رغبتها هذه ستكلفها حياتها وأنها بعد خروجها بساعات قليلة ستصبح رمزا عالميا للنضال. وأن مشهد مقتلها وهي مضرجة في دمائها سيتداول علي الهواتف المحمولة وستتصدر صورها التذكارات في كل أنحاء العالم. وبعد عام من هذه الأحداث مازالت ذكري ندي حية في قلوب الإيرانيين ومازال العالم يتذكر وجهها البريء وهو ملطخ بالدماء ويعتبرها الجميع رمزا عالميا للمعارضة. واختارتها صحيفة التايمز البريطانية شخصية عام2009 كما خصصت جامعة أكسفورد البريطانية منحة دراسية في الفلسفة بإسم ندي للطلبة الإيرانيين. وحتي الآن لم يقدم قاتل ندي للمحاكمة وتتهم الحكومة الإيرانية المخابرات البريطانية والأمريكية بتدبير مقتلها لتشويه سمعة النظام الإيراني. أشجار الديمقراطية كالعادة منذ14 عاما احتفلت هذا الأسبوع زعيمة المعارضة البورمية أونج سان سو كي أكثر المناضلين شهرة في العالم بعيد ميلادها الخامس والستين وهي قيد الإقامة الجبرية في منزلها بالعاصمة رانجون. وبهذه المناسبة اندلعت مظاهرات صغيرة في أنحاء متفرقة من العالم تضامنا مع الزعيمة الحائزة علي جائزة نوبل للسلام وتكررت النداءات من كبار سياسي العالم للإفراج عنها مثل بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الأمريكي باراك أوباما وديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني. وتكريما لها في ذكري ميلادها زرع عدد من أعضاء حزبها المنحل20 ألف شجرة في جميع أنحاء البلاد لتكبر وتنمو كما ستنمو مستقبلا في البلاد الديمقراطية التي من أجلها ناضلت اونج سان سو كي. وكان حزب زعيمة المعارضة حزب الرابطة الوطنية الديمقراطية قد فاز فوزا ساحقا في انتخابات عام1990 إلا أن نظام الجنرالات الحاكم في البلاد منعها من تولي السلطة وحل حزبها وأصدر العديد من أحكام الإقامة الجبرية ضدها ومنعها من المشاركة في الحياة السياسية والعامة. وأونج سان سو كي هي ابنة الجنرال أونج سان الذي يعتبره الشعب أبو بورما الحديثة ودرست بجامعة أكسفورد البريطانية وتزوجت من أستاذ بالجامعة توفي عام1999 وكان من المفترض الإفراج عنها في العام الماضي ولكن حكم عليها ب18 شهرا أخرين بعد أن تسلل أمريكي إلي مقر إقامتها مما اعتبرته السلطات خرقا لقوانين الإقامة الجبرية.