أكد الرئيس حسني مبارك أن الحزب الوطني بدأ بقوة الاستعداد لانتخابات مجلس الشعب ببرنامج طموح يعكس اهتمامات وشواغل المواطنين في شتي الدوائر الانتخابية, مطالبا جميع كوادر الحزب بالتفاعل والتلاحم مع المواطنين. جاء ذلك في كلمة الرئيس مبارك في مستهل اجتماع عقده صباح أمس مع أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب الوطني الديمقراطي أعضاء مجلس الشوري بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة وأدار الرئيس مبارك حوارا مع الأعضاء استغرق نحو ساعة ونصف الساعة اتسم بالود والصراحة وأجاب فيه عن استفسارات وتساؤلات الأعضاء. وكان الرئيس حسني مبارك رئيس الجمهورية زعيم الحزب الوطني الديمقراطي قد عقد اجتماعا صباح أمس مع أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب الوطني الديمقراطي أعضاء مجلس الشوري, حيث تم الاتفاق علي تسمية السيد صفوت الشريف مرشح الحزب الوطني لرئاسة مجلس الشوري وتسمية الوكيلين ورؤساء اللجان النوعية بالمجلس, كما تمت مناقشة ملامح الاجندة التشريعية الجديدة للدورة البرلمانية المقبلة بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف والسيد صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي وعدد من الوزراء وقيادات الحزب الوطني, وجاء الاجتماع عقب انتهاء انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري وغداة القرار الجمهوري بتعيين44 عضوا بمجلس الشوري من بينهم11 عضوا جديدا. وأوضح الرئيس مبارك أن التحديات التي تواجه مصر في المرحلة المقبلة وأولوياتها رفع معدلات النمو الاقتصادي والتنمية, وتوسيع قاعدة العدل الاجتماعي واتاحة فرص العمل, ومواجهة مشكلة الزيادة السكانية الضخمة. وشدد الرئيس مبارك علي السعي لترسيخ الديمقراطية, ونشر ثقافتها, والارتقاء بممارستها, داعيا الحزب وجميع الأحزاب وكل المواطنين للمشاركة الفاعلة في تحقيق هذا الهدف. وأكد الرئيس مبارك أن القضية الفلسطينية, وقضية السلام علي رأس أولويات سياسة مصر الخارجية, وأن مصر تعمل لرفع الحصار عن غزة, ورفض محاولات إسرائيل التنصل من التزاماتها ازاء قطاع غزة وتحميلها لمصر. وأضاف الرئيس مبارك في كلمته أن الوضع الاقليمي في المنطقة يطرح أزمات وتهديدات ومخاطر, وأن مصر تتعامل مع هذه الأوضاع بما يحقق أمنها القومي. وحول المشكلة الحالية مع بعض دول حوض النيل قال الرئيس: نتحاور مع شركائنا بدول الحوض وبما يضمن استمرار امدادات المياه والطاقة والأمن الغذائي. وقال الرئيس مبارك في كلمته نرفض تكريس الانقسام الراهن بين غزة والضفة الغربية ونتمسك بانهما تمثلان معا أراضي محتلة تقوم عليهما الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وفيما يلي كلمة الرئيس مبارك: الأخوة والأخوات.. يسعدني أن ألتقي بكم اليوم.. وأن أعبر عن تهنئتي لأعضاء مجلس الشوري الجدد.. المنتخبين والمعينين.. وعن تقديري للأداء المتميز للمجلس خلال الدورة البرلمانية المنتهية. لقد حقق الحزب الوطني أهدافه في انتخابات التجديد النصفي للمجلس.. خاض مرشحو الحزب هذه الانتخابات في كافة الدوائر.. بأداء تنظيمي جاد ومتطور.. وبرامج مدروسة علي المستوي المركزي ومستوي الدوائر. وبرغم ماتحقق من أهداف.. فقد طلبت الدراسة الدقيقة لأداء الحزب في انتخابات مجلس الشوري.. لتقييم الأداء والالتزام الحزبي خلالها..استعدادا للانتخابات المقبلة لمجلس الشعب.. من أجل استثمار عناصر القوة.. وتحديد أي سلبيات والعمل علي تلافيها. لقد بدأ الحزب بالفعل الاستعداد لانتخابات مجلس الشعب.. ولابد أن نكون جاهزين ببرنامج طموح نخوض به هذه الانتخابات.. يبني علي برنامجنا الذي نواصل تنفيذه منذ عام2005.. ويجدد ثقة الناخبين في مرشحي الحزب. وإنني أشدد علي ضرورة مشاركة القيادات الحزبية علي مستوي المحافظات في تحديد أولويات هذا البرنامج.. بما يعكس بأمانة اهتمامات وشواغل المواطنين في شتي الدوائر الانتخابية. الأخوة والأخوات.. إن انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري.. والانتخابات المقبلة لمجلس الشعب.. سوف تأتي بالبرلمان في تشكيله الجديد.. ليبدأ نواب الشعب الفصل التشريعي العاشر.. في مرحلة مهمة لعملنا البرلماني والوطني.. نبني خلالها علي ماحققناه حتي الآن لتعزيز بنيتنا الدستورية والتشريعية.. بما يحقق أولويات رفع معدلات النمو الاقتصادي والتنمية.. وتوسيع قاعدة العدل الاجتماعي. ستكون أمامكم أجندة تشريعية حافلة بالدورة البرلمانية المقبلة. وإنني أتطلع لمشاركة فاعلة من جانبكم بمجلس الشوري.. علي نحو يتكامل مع أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب بمجلس الشعب. إن الحاجة تشتد لهذا التكامل والتنسيق.. من أجل الدفاع عن مواقف وسياسات الحزب في كلا المجلسين.. ولكي نواصل معا تنفيذ برنامجي وبرنامج الحزب ورؤيتنا لمستقبل الوطن. كما أنني علي يقين من أنكم ستضعون نصب أعينكم العلاقة الوثيقة والحاجة المستمرة للتنسيق والتواصل.. بين الحزب وحكومته وأعضاء هيئته البرلمانية في كلا المجلسين. أثق بأنكم كعهدي بكم وبالمجلس ستتحملون مسئوليتكم بصدق وأمانة.. مضطلعين بدوركم كنواب للشعب.. مساهمين بالدراسة المتعمقة والنقاش الموضوعي.. في تناول مايعرض عليكم من قضايا الوطن.. ومشروعات القوانين المكملة للدستور. إننا نسعي لترسيخ ديمقراطيتنا وتدعيم أركانها, ولنشر ثقافتنا والارتقاء بممارساتها.. وإنني أدعو الحزب الوطني وكافة الأحزاب وكل المصريين.. للمشاركة الفاعلة في تحقيق هذا الهدف المشترك.. لشعب ينشد المستقبل الأفضل.. وإن تعددت الرؤي حول الطرق المؤدية إليه. الأخوة والأخوات.. إن لدينا كحزب للأغلبية برنامجا طموحا.. نمضي في تنفيذه من أجل مصر وشعبها.. نتعامل مع قضايا الداخل والخارج برؤية وطنية واضحة.. لا نلتفت لحملات التشكيك.. نصون سيادة الوطن واستقلال إرادته.. ونعلم أننا علي الطريق الصحيح. نمضي نحو المستقبل بثقة وتفاؤل.. موقنين بأن دستورنا ومؤسساتنا هي ضمان الاستقرار علي الطريق إليه, يتوالي تحسن مؤشرات اقتصادنا بعد أزمة عالمية طاحنة.. ويستعيد قدرته علي جذب الاستثمار.. وتحقيق معدلات مرتفعة للنمو وإتاحة فرص العمل, حقق لنا الاصلاح الاقتصادي إنجازات عديدة.. وتظل مشكلة الزيادة السكانية الضخمة أكبر مشكلاتنا.. لما تمثله من اختلال التوازن بين مواردنا المحدودة وعدد السكان.. علي نحو يلتهم.. أولا بأول.. ثمار الاصلاح والنمو والتنمية. ندرك أبعاد الوضع الإقليمي في منطقتنا.. ونتحرك بدور فاعل لمواجهة مايطرحه من أزمات وتهديدات ومخاطر, نتعامل مع تشابك وتعقيدات الموقف علي الساحة الفلسطينية وفي منطقة الخليج.. ونواصل الحوار مع شركائنا بدول حوض النيل. نتعامل مع كل هذه الأوضاع وغيرها بما يحقق أمن مصر القومي ومصالحها العليا.. وبما يضمن لشعبنا إمدادات المياه والطاقة والأمن الغذائي.. ويحمي أبناءنا من مخاطر الارهاب. تظل القضية الفلسطينية وقضية السلام.. علي رأس أولويات سياساتنا الخارجية, نعمل جاهدين لرفع الحصار الاسرائيلي عن غزة.. ونرفض محاولات إسرائيل قوة الاحتلال التنصل من التزاماتها إزاء القطاع وتحميلها لمصر.. كما نرفض تكريس الانقسام الراهن بين( غزة) و( الضفة الغربية).. ونتمسك بأنهما تمثلان معا أراضي محتلة.. تقوم عليهما الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. نأسي لاستمرار انقسام فلسطيني مؤسف.. يدفع ثمنه شعب فلسطين.. يضاعف معاناة هذا الشعب الصابر.. يضيع قضيته وتطلعه لدولته المستقلة.. يقسم أراضيه المحتلة مابين ضفة وقطاع.. يمنح لإسرائيل الذرائع للمماطلة في مفاوضات السلام.. ويؤجج مشاعر الغضب والإحباط.. في غياب سلام عادل يعيد الحقوق لأصحابها ويضع نهاية للاحتلال. الأخوة والأخوات.. إن ما نواجهه من تحديات الداخل والخارج.. يقتضي تضافر جهودنا جميعا.. ليس في إطار الحزب الوطني الديمقراطي فحسب.. وإنما في الاطار الأشمل لحياتنا السياسية في مصر بوجه عام.. كي نتغلب علي هذه التحديات كما تغلبنا علي تحديات عديدة من قبل.. ولكي نحقق تطلع شعبنا للحياة الكريمة والغد الأفضل. تهنئتي وتمنياتي لكم مجددا.. أشكركم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..