جميع المنتخبات المشاركة في كأس العالم بجنوب أفريقيا قدمت عروضها الأولي وبعض الفرق انتهت من مباراتها الثانية في البطولة وتتمني حجز مكانها في الدور الثاني. ورغم ذلك ما زال الشعور السائد حتي الآن أن الإثارة في كأس العالم الحالية. تنبع فقط من آمال المشجعين الموجودين في مهرجانات التشجيع بالمدرجات. والشعور النابع من الاستادات هو' وقت الاحتفال' خاصة وأن هذه الاحتفالات هي الأفضل. فهي تتسم بالضوضاء والتنوع وبمشجعي كرة القدم مع استثناءات قليلة. ولكن الأمل الذي يراود المشجعين في مشاهدة أداء جيد لا يتحقق إلا من فرق قليلة في البطولة الحالية. وأفضل هذه الفرق هو المنتخب الألماني. إنهم, علي عكس باقي الفرق, يتفهمون كيف يكمل النظام والاضطراب بعضهما. هذا هو تفكيرهم حيث يستخدمون ذلك كقاعدة وينظمون أنفسهم ويفوزون بالمباريات ويسجلون الأهداف ويمنحون المشجعين الإثارة. وقال الكاتب الأرجنتيني أوزفالدو باير عن المنتخب الأرجنتيني في المباراة أمام أستراليا بدا كراقصي الفالدس أكثر من مسيرة عسكرية. الأرجنتين كان الفريق البارز الثاني. كل الفوضي المنظمة تنبع من ميسي وأحيانا تيفيز. مهارتهما تعتمد علي فكرة الاستحواذ علي الكرة مقترنة بالأداء الخططي. ولكن المنتخب الأرجنتيني سيكون عليه الاهتمام بشكل أكبر بخط دفاعه حيث تلاحظ بعض الأخطاء في التغطية الدفاعية. رغم ذلك, لم يظهر المنتخب البرازيلي أي تألق ولم يسطع. لم يرقص المنتخب البرازيلي ولكنه نجح في الإبقاء علي الايمان بتقاليده والتي تجسمها مراوغات روبينيو والتمريرات المؤثرة لمايكون. أما المنتخب الأسباني فعلي الرغم من النتيجة الهزيمة صفر/1 أمام سويسرا, فإنه لم يتنازل عن هويته التي يعبر عنها أداء إنييستا وتشافي وبوسكيتس وتشابي ألونسو وبيكيه. وما كان يفتقده الفريق بالفعل هو ميسي نجم برشلونة كشخص قادر علي تغيير إيقاع المباراة. لم يكن هناك اللاعب القادر علي تغيير إيقاع اللعب. لا إنييستا ولا فيا حيث كانا بحاجة إلي مزيد من المساحات ليظهرا قدراتهما التهديفية. فازت سويسرا لأنه في كرة القدم, مثلما هو الحال في الحياة, تلعب الفرصة دورها. المنتخب السويسري وصل نادرا وبالكاد إلي منطقة الجزاء الأسبانية, دافع الفريق بثمانية لاعبين وأحيانا بتسعة لاعبين وأغلق الطرق المؤدية لمنطقة جزائه ولم يمنح لمنافسه المساحات اللازمة. رغم ذلك, لم يكن هناك ما يلفت الانتباه في الفرق الأخري. إيطاليا لم يكن لديها ما تقدمه وكذلك إنجلترا وفرنسا والبرتغال. الخوف من فقد النظام أو الوصول لحالة النظام المغالي فيه ينتهي بشكل سيء وقاس للعديد من الفرق خاصة بالنسبة للمنتخبات الأفريقية التي تبدو أنها فقدت المتعة باللعبة مما يعني خيبة أمل كبيرة. وفي المقابل, يمكن للمنتخب الهولندي أن ينمو ويتطور ويستطيع أن يستمر ليصبح المنتخب الهولندي المؤمن بفكرة فرض النظام. إنهم يقدمون فريقا قادرا علي تقديم عروض جيدة. وعلي أي حال, يتصدر الخوف الأشياء التي تتسم بها بطولة كأس العالم حتي الآن. وظهر ذلك جليا في الأفكار والخطط المبنية علي النظام والحذر. القليل من الفرق اندفعت في الهجوم ولكن بأقل عدد من الفرص. معظم الفرق ليس من الضرورة أن تخاف. فرض النظام والفوضي والتنظيم لا يعني أكثر أو أقل من' أنني أريد اللعب بشكل أفضل من الآخرين'. الفرق التي يمكنها كتابة ذلك علي أعلامها والتي تستطيع التأقلم مع هذا المبدأ ستكون الأفضل خاصة من بين المنتخبات الكبيرة مثل ألمانيا وهولندا والأرجنتين والبرازيل رغم وجود دونجا وأسبانيا رغم الهزيمة وكذلك شيلي وربما كوت ديفوار. لنحصل علي بعض الوقت للتفكير. يتعين علينا أن نتمني أن يسود الإبداع والمهارة ولكنها مهارة الابتكار وليس الخداع. لست مهتما بالحيل الرخيصة انتظارا لبطل ينعم فقط بأمجاده. أتمني أن أستمتع برؤية المنتخب الألماني مع أوزيل والبرازيلي مع روبينيو والأرجنتيني مع ميسي والهولندي مع شنايدر.