أكد مسئولون محليون في مدينة العريش أن الأزمة التي افتعلها مشرفو قافلة شريان الحياة, مثيرة للاستغراب الشديد. وأوضح المسئولون أن الأجهزة المصرية المسئولة توصلت إلي اتفاق الاثنين الماضي مع جورج جالاوي النائب البريطاني ومنظم القافلة علي عبور139 سيارة. وصلت فعليا إلي ميناء العريش, إلي قطاع غزة من خلال معبر رفح البري, علي أن تمر السيارات والشاحنات الباقية وعددها59 إلي القطاع إما من خلال معبر العوجة أو معبر كرم أبوسالم, ولكن جالاوي أصر صباح الثلاثاء علي عدم تحرك القافلة ما لم يصل باقي أعضاء قافلته, وفي الثالثة من بعد ظهر أمس الأول, وصل الأفراد الباقون إلي مطار العريش, وفاجأ جالاوي المسئولين المصريين برفضه تنفيذ الاتفاق وإصراره علي دخول جميع سيارات القافلة إلي غزة من خلال معبر رفح. واحتشد مرافقو القافلة داخل ميناء العريش, وحركوا سيارتين لسد بوابة الميناء واحتجزوا أربعة ضباط, ثم بدأوا في إشعال النار في كميات من الأخشاب والصناديق داخل ساحة الميناء, كما رفضوا وصول سيارات الإطفاء لإخماد الحريق, مما هدد الميناء بأكمله.. كما بدأوا في ترديد عبارات مناهضة لمصر, وتجاهلوا أي دعوة من المسئولين للحوار. وحاول أعضاء القافلة الخروج إلي الشوارع لتنظيم مظاهرات في شوارع العريش, فحالت قوات الأمن دون ذلك. وذكر مراسل وكالة أنباء رويترز من ميناء العريش أن أعضاء القافلة احتلوا الميناء مستغلين عددهم الكبير وهو أكثر من500 شخص, وأضاف أنهم ضربوا رجل إطفاء ومنعوه من ممارسة عمله بعد أن حاول إطفاء عدد كبير من إطارات السيارات المشتعلة في ساحة الميناء, وتدخلت قوات الأمن باستخدام مدافع المياه لإجبار المحتشدين علي الابتعاد عن بوابة الميناء والتوقف عن رشق أفراد الحراسة بالحجارة, وتسبب الشغب الذي أثاره أعضاء القافلة في إصابة أربعة ضباط وعشرة مجندين بجراح, علاوة علي40 شخصا من أعضاء القافلة. الأهرام التقت بالعديد من المواطنين واللجان الشعبية التي تقدم مساعدات باستمرار إلي قطاع غزة رافضين أسلوب العنف الذي اتبعه أعضاء القافلة. يقول الدكتور عبدالقادر حجازي رئيس لجنة الإغاثة بنقابة أطباء مصر: إننا قدمنا العديد من القوافل لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين, لكننا نحترم قوانيننا المصرية فهدفنا الأول هو وصول المساعدات إلي قطاع غزة دون المساس بأمن مصر وسلامة أراضيها, ويجب عدم الاعتداء علي ممتلكاتنا المصرية مهما كانت الأسباب, وهناك إجراءات متبعة لدخول القوافل والمساعدات يجب أن يحترمها الجميع, وان الأسلوب الذي اتبعته قافلة شريان الحياة سلوك مرفوض تماما, فهم لا يفعلون ذلك ببلادهم.. فلماذا يستبيحون أراضينا ويكسرون ممتلكاتنا؟! أما طلعت مأمون رئيس اللجنة الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني بالدقهلية, الذي قدم من خلال اللجنة آلاف الأطنان من المساعدات لقطاع غزة فيقول إن هدفنا الأول هو مساعدة الأخوة في فلسطين وليس افتعال المشاكل للظهور أمام الإعلام بشكل غير لائق, وكان يجب علي القافلة أن تدين العدو الصهيوني الذي يغلق المعابر بشكل مباشر وليس الاعتداء علي الأراضي المصرية وتحطيم الأثاث وافتعال الحرائق.