نشرت مجلة تايم الأمريكية تحقيقا عن وسائل منع الحمل تناولت فيه سردا تاريخيا أشار الي أن قدماء المصريين كانوا أول من استخدم وسيلة لمنع الحمل, حيث بينت إحدي البرديات المصرية, وعمرها1550 سنة ق. م. أن الفراعنة استخدموا عجينة مكونة من البلح والأكاسيا( نبات الصمغ العربي) وعسل النحل علي هيئة أقماع مهبلية لمنع الحمل, وفي خمسيينات القرن العشرين أجري العالم الأمريكي روك تجارب علي هرمون البروجسترون استهدفت علاج العقم, ولكن سرعان ماتبين أن هذا الهرمون يمكن استخدامه لإيقاف التبويض, ولذلك استعمل بمفرده كوسيلة لمنع الحمل, ثم طورت هذه الوسيلة بإضافة أحد مشتقات الإستروجين ليشهد العالم ظهور أول مستحضر هرموني تتناوله المرأة بالفم لمنع الحمل, وفي مايو1960 وافقت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكيةFDA علي تداول هذا المستحضر كوسيلة لمنع الحمل استفاد منها ملايين النساء علي مستوي العالم. ولقد دلت البحوث علي أن الاستخدام المستمر للحبوب يؤدي الي ارتفاع نسبة الاصابة بأمراض القلب والشرايين, والجلطة وأورام الثدي, مما دعا الشركات المنتجة في الثمانينات الي تقليل جرعات الهرمونات في الحبوب, واستحداث مستحضرات تحتوي علي ذات الهرمونين, ولكن بجرعات أقل, وتميزت الحبوب الجديدة بقوة فاعليتها مع تقليل أو انعدام الاصابة بهذه الأمراض, ولقد أشارت دراسات أجريت علي آلاف النساء علي مدي أربعين عاما, وأعلنت نتائجها في مارس2010 الي أن النساء اللاتي يتناولن الحبوب أقل عرضة للموت المبكر الذي يحدث بسبب الاصابة بالسرطان وأمراض القلب, وذلك بالمقارنة بنساء لا يتناولن الحبوب. وتعليقا علي مانشر في مجلة تايم أقول إن استخدام الحبوب قد يسبب عرقلة علاج أمراض مثل ضغط الدم المرتفع والسكر, كما أن تدخين السجائر والشيشة والسمنة عوامل تساعد علي ارتفاع نسبة الاصابة بأمراض الجلطة وانسداد الشرايين في النساء اللاتي يستعملن الحبوب, ولذلك يجب علي المرأة قبل استعمال الحبوب استشارة الطبيب الذي قد ينصحها باستخدام وسيلة أخري إذا كانت مصابة بمرض يحول دون استخدام الحبوب. ولقد اتضح أيضا أن استعمال بعض الأدوية مع الحبوب قد يؤدي الي تقليل فعاليتها تقليلا يترتب عليه حدوث الحمل أو نزول دم في أوقات غير وقت الحيض, ومن أمثلة هذه الأدوية بعض المضادات الحيوية, ومضادات الصرع, وزيت البرافين, وزيت الزيتون, ومن ناحية أخري اتضح أن استخدام بعض المضادات الحيوية مع الحبوب قد يزيد من أعراضها الجانبية, وقد يسبب تناول الحبوب مع بعض الأدوية, مثل مضادات الاكتئاب وأدوية الكورتيزون زيادة شدة أعراضها الجانبية, ولذلك يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء مع الحبوب. ولقد أجريت بحوث علي مدي أكثر من ثلاثين عاما استهدفت اكتشاف حبوب يستخدمها الرجال لمنع الحمل, وذلك باستخدام هرمونات الذكورة, مثل التستوستيرون, لتقليل انتاج الحيوانات المنوية, ولكن صادفت هذه الوسيلة عقبات حالت دون تحقيق الهدف, منها احتمال حدوث الحمل بالرغم من استخدام الحبة الرجالية, كما أن تناول الرجل لهرمون الذكورة بصفة مستمرة قد يؤدي الي حدوث أعراض جانبية مقلقة مثل حب الشباب, وزيادة الوزن, وارتفاع نسبة الكولسترول, مع احتمال تنشيط الأورام, مثل أورام البروستاتا, ولذلك فمازالت البحوث مستمرة حتي يتمكن الرجال من مقاسمة النساء في حل مشكلة منع الحمل. د. عز الدين الدنشاري