اتخذت دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة قرارا للحفاظ علي هويتها واصولها, بتدريس اللغة العربية وتاريخ بلدانها ضمن المقررات الدراسية منذ فترة التعليم الاولية بالمرحلة الابتدائية, وحتي نهاية التعليم الجامعي في كل التخصصات والاقسام النظرية والعلمية, حتي تبقي الاجيال الجديدة علي دراية تامة بتاريخ امتها, وبلغتها الام.. اللغة العربية, حتي المرحلة الاخيرة من تعليمهم الجامعي, وهي تجربة اثبتت نجاحها علي جميع المستويات التعليمية وربطت الاجيال كلها بلغة امتهم, وبتاريخها المجيد, وافادت الخريجين افادة كاملة, ليس في الدراية بتاريخ بلدانهم وحضارتهم فحسب, ولكن ايضا بمعرفة اصول لغتهم, واتقانها الي حد مقبول, وقد اعتمدت في ذلك علي مناهج متطورة حضارية تربط اللغة العربية بكامل فنونها اللغوية والبلاغية والتذوقية بشكل غير مباشر, عن طريق تطبيق دراسة مناهج اللغة كلها عبر نصوص ادبية متميزة مختارة بدقة وبعناية, و تجذب الطالب الي وجوه ابداعها المتميز, وادوات تعبيرها الجميل, دون ان تشكل تلك الطريقة من الدراسة عبئا علي الطالب, بفضل النصوص الادبية المختارة بفطنة ووعي, وطرق التدريس المتطورة التي تعتمد علي مهارة التطبيق اكثر من تقليدية الاداء الكلاسيكي القديم, وقد حرصت دول الخليج العربي مجتمعة علي تدريب المعلمين, واعضاء هيئات التدريس علي الطرق الحديثة لتدريس تلك المناهج عبر خبراء متخصصين في دراسة اللغة وفنونها المهارية, واساتذة التاريخ العربي القديم والمعاصر, ومن خلال اساتذة التربية الحديثة من البلدان العربية وخارجها. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا.. هو لماذا لا تفكر حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي في هذه السياسة التعليمية خصوصا بعد ان تضاعف الاهتمام في الفترات الاخيرة بدراسة اللغات الاجنبية. د. بهاء حسب الله آداب حلوان ومعار إلي الخارج