كتبت : هبة حسن : ترتبط الأزمة المرورية في مصر بالسيارات الخاصة التي تزايدت أعدادها وتوكب معها غلق الجراجات مما أدي إلي انسداد شرايين الشوارع بالسيارات المركونة وضاعف من متاعب المواطنين في البحث عن مكان لانتظار سياراتهم أو ايوائها ليلا. في البداية يروي الدكتور نبيل فتح الله الاستاذ بهندسة الأزهر تجربته الشخصية عندما كان يقيم باليابان كمنحة لمدة5 أعوام قائلا: عند رغبتي في شراء سيارة في اليابان تم اخباري أنه لابد ضمن اوراق الترخيص للسيارة أن أحضر ورقة من مالك العقار الذي أقطن به تفيد مسئوليته الكاملة عن وجود مكان انتظار لسيارتي الجديدة عنده في التجمع السكني, وأنه بدون احضار هذه الورقة أو المستند لن يمكن أن أحصل علي هذا الترخيص الذي يخص سير السيارة ان هذا هو منتهي الالتزام والاحساس بمعاناة المواطنين من الحكومة بالازمة المرورية التي تصيب العالم بأكمله وبالاخص في الدول كثيفة السكان, ولو طبق هذا القانون في مصر لتم فتح العديد من الجراجات المغلقة ولا نخفض شراء السيارات الجديدة ولما رأينا سيارة واحدة تنتظر في الشارع, ويوضح الدكتور عماد الدين نبيل استشاري الطرق أن مشكلة الانتظار نتيجة أن الأسرة الواحدة لديها أكثر من سيارة خاصة. ويشير إلي أن الحل هو الاهتمام بوسائل النقل العام مما سيقلل الطلب علي امتلاك السيارة الخاصة. والجزئية الثانية التي يطرحها هي أنه لم توجد في الماضي الاشتراطات البنائية التي تطبق كما ينبغي بمعني أنه يقوم حاليا مالك العقار بتحويل مكان الانتظار الجراج أسفل العمارات إلي انشطة أخري سوبر ماركت ولعلاج هذه المشكلة فإن الكود المصري للطرق وضع معدلات لتخصيص أماكن الانتظار وايواء السيارات, فمثلا الوحدة أقل من120 مترا خصص لها سيارة واحدة والوحدات أكبر من200 متر سيارتان و300 متر ثلاث سيارات وكذلك سيارة واحدة لكل50 مترا مربعا كما لا تعطي الرخصة لأي مبني إداري إلا إذا تم توفير أماكن الانتظار المطلوبة حسب استخدامات المباني وبالتالي لابد من التشديد علي المحليات لمتابعة استغلال هذه الأماكن للاغراض المخصصة لها وعدم تحويلها لانشطة أخري. الحلول موجودة ولعلاج مشكلة الانتظار يؤكد استشاري الطرق أنه لابد من توفير جراجات متعددة الطوابق في الاماكن ذات الاستخدام الكثيف مثل الجامعات والمستشفيات والأندية والمراكز التجارية وما شابه ذلك حتي استخدامات مشابهة لضمان احتواء حجم الحركة المرورية المتولدة عن هذه الانشطة وكذلك توفير ساحات انتظار عامة اينما يتوافر ذلك وجراجات انتظار متعددة الطوابق عامة مثل جراج التحرير علي أن تكون باسعارمناسبة تناسب المواطن سواء فوق الأرض أو تحتها. والجانب الآخر لحل المشكلة كما يقول هو ضرورة التكامل بين وسائل النقل العامة المختلفة مثل تواجد مواقف للسيارات بجانب المترو والقطارات. والتكامل بين خطوط اتوبيسات النقل العامة التي غالبا ما تكون في طرق رئيسية وكدلك مشروعات أهلية للنقل للربط مع الطرق الداخلية والفرعية وبالتالي يتم تقليل وسائل النقل الخاصة كوسيلة مريحة وسريعة. السيارات والبشر تشكو الدكتورة سارة عبيد قاطنة بحي الدقي من أنها للاسف لا تستطيع ركن سيارتها الخاصة حتي في الشارع لأن هناك من الجيران من يقومون بحجز الشارع بسلاسل أو حجارة ثقيلة أو صناديق قمامة كبيرة حتي اضطرت هي وزوجها لبيع السيارة الثانية التي يمتلكونها من أجل أزمة الانتظار وعندما تحدث المشاجرة يقولون العبارة المأثورة إن مكان الانتظار شارع الحكومة ولاندري حتي الآن ما هو الحل؟ ويجيب الدكتور علي هيكل استاذ هندسة المرور بالقول: إن صدور قانون التخطيط العمراني الجديد جاء ليتناسب العقار مع مساحة الجراج وايضا بفتح جميع الجراجات المغلقة أو التي كانت تستغل في نشاطات أخري اصبح ذلك يخفف اعباء ازمة المرور لكن السلوك البشري هو الذي في بعض الاحيان يتسبب في الازمة المرورية وانسداد الشوارع مثل الانتظار في الممنوع وحجز بعض الاماكن بسيارات أخري خردة وبسبب الشراء المتزايد للسيارات الخاصة التي اصبحت أكثر من عدد السكان.