كتب - هانى عسل: لحظات تاريخية لا ينساها عشاق كرة القدم في العالم.. من' سحر بيليه' في1970 إلي' يد مارادونا'1986 إلي' كوبري' مجدي عبدالغني في1990, ونهاية بمعركة' فالنتاين' في2006. فعلي مدار عقود طويلة, شهدت بطولات كأس العالم العديد من لحظات الفرح والحزن والانتصار والانكسار, سجلتها كاميرات المصورين وعدسات التليفزيون, وباتت محفورة في أذهاننا وأسماعنا وأبصارنا, انتظارا للقطات ومشاهد جديدة ستنضم إلي ذاكرتنا في مونديال2010 المقبل بجنوب أفريقيا, تعالوا معا نستعرض بعضا من هذه المشاهد, ونتذكرها معا, فلربما تذكرنا في طريقنا ما هو أفضل منها: 'سحر' بيليه 1970: اللقطة من المباراة النهائية لمونديال1970 بالمكسيك يوم21 يونيو, وساحر الكرة بيليه يتسلم الكرة قرب منطقة جزاء إيطاليا في المباراة النهائية والنتيجة تقدم البرازيل3-1, ويمرر بيليه تمريرة سحرية' علي الواقف' لم تكن لعبة كرة القدم تعرفها قبل هذا التاريخ, لتصل الكرة إلي كارلوس ألبيرتو بارييرا المنطلق مثل الصاروخ في الجناح الأيمن ويسدد الكرة مباشرة داخل المرمي الإيطالي لتتقدم البرازيل4-1 وتفوز بالكأس للمرة الثالثة في تاريخها ويتوج بيليه أميرا للعبة بلا منازع, وتندفع الجماهير إلي أرض الملعب محاولة انتزاع ملابس وجورب هذا الكائن الأسطوري.. للذكري, بينما يسقط اللاعبون الطليان علي أرض الملعب من التعب بعد ما فعله بيليه بهم وأيضا من فرط ما بذلوه من مجهود في مباراة الدور قبل النهائي الرائعة كرويا أمام ألمانيا. 'ماير' علي الأعناق 1974: هولندا تمتع العالم بالكرة الشاملة بقيادة جيل من اللاعبين الموهوبين علي رأسهم يوهان كرويف, ولكن الكرة الجميلة تسقط في المباراة النهائية للبطولة علي استاد ميونيخ الأوليمبي علي يد كرة' ماكينات' ألمانيا الغربية' وقتها', لتفوز ألمانيا2-1 بعد أن كانت هولندا متقدمة في الشوط الأول بهدف ليوهان نيسكنز من ضربة جزاء هي الأولي من نوعها في مباريات نهائي كأس العالم, ويسحب الحارس الألماني العملاق سيب ماير البساط من تحت أقدام كرويف ورفاقه بتألقه غير العادي في الذود عن مرماه في هذه المباراة التي جرت يوم7 يوليو1974, ليتوقف التاريخ عن ذكر جيل ألمانيا الذهبي الثاني( بعد جيل1954): فرانس بيكنباور وبيرتي فوجتس وجيرد مولر وسيب ماير وراينر بونهوف, ولكن يخرج ماير محمولا علي الأعناق لدوره الكبير في الحفاظ علي الفوز الألماني في لقطة معبرة عن سير المباراة! رائحة فضيحة! 1978: القصاصات الملونة تملأ استاد ريفر بليت العملاق.. والأهداف الأرجنتينية تنهمر مثل القصاصات تماما علي مرمي بيرو في مباراة الفريقين في يوم21 يونيو1978 ضمن مجموعة الدور الثاني التي تضم البرازيل وبولندا وبيرو والأرجنتين, ورائحة تلاعب كريهة تنبعث من أجواء الاستاد, فقد دخلت الأرجنتين مباراتها مع بيرو وهي في حاجة إلي الفوز علي بيرو بفارق أهداف كبير للتأهل إلي الدور التالي, وحدث بالفعل أنها نجحت في الفوز علي بيرو في هذه المباراة بستة أهداف نظيفة فتحت الطريق أمامها واسعا إلي مواصلة مشوارها نحو اللقب الأول في تاريخها, وعلي الرغم من أن هذه المباراة أثارت جدلا كبيرا حول سبب فوز الأرجنتين بهذه النتيجة الكبيرة رغم قوة الفريق البيروني في تلك البطولة, فإن الأرجنتينيين كانوا الفريق الأجدر بالفوز باللقب في ظل جيل ذهبي قاده النجم الموهوب ماريو كيمبس_ لاعب فالنسيا الإسباني وقتها_ و'المهندس' أرديليس وألبيرتو تارانتيني وليوبوردو لوكي ودانييل بيرتوني ' رد سجون' 1982: باولو روسي' رد السجون' الإيطالية الذي استدعي للمشاركة في المونديال بقرار وزاري قبل البطولة مباشرة تنشق الأرض عنه أمام مرمي البرازيل ليسجل هدفا قاتلا لفريقه في مرمي' السامبا' لتتقدم إيطاليا3-2 علي الفريق البرازيلي الممتع قبل نهاية المباراة بدقائق فيما يشبه الصدمة لكافة الجماهير المحبة لكرة القدم الجميلة في العالم, والكاميرا تقدم لقطة' كلوز' علي الحكم الإسرائيلي وهو ينطلق وحيدا علي أرض الملعب محتسبا الكرة هدفا, وكأن مخرج المباراة يريد أن يبحث عن أي سبب يدعو إلي إلغاء الهدف, ومعلق المباراة' الممتع' علي زيوار يقول وهو غير مصدق' الكورة جول جول جول'.. اللقطة كانت صادمة بالفعل, وبكي بسببها كثيرون ممن لم يصدقوا أن فريقا بحجم وروعة سقراط وإيدر وفالثاو وزيكو وجونيور يمكن أن يخسر! والطريف أن هذه المباراة انفرد بمشاهدتها في الكنطقة العربية مشاهدو التليفزيون المصري فقط الأشد غرابة! 'مدرسة' مارادونا! 1986: الساحر دييجو مارادونا يلعب' الكرة الشراب' تارة أمام إنجلترا وتارة أخري أمام بلجيكا وأخري أمام ألمانيا في النهائي, والمعلق ميمي الشربيني يداعب الجماهير بتعليقاته الشيقة, ولكن تبقي اللقطة الأجمل في هذه البطولة لقطة إحراز مارادونا للهدف الأول في مرمي إنجلترا بيده, والرد المباشر له بالهدف الثاني التاريخي في المباراة نفسها, ولكن هدف' يد' مارادونا كان بمثابة الباب الذي انطلقت معه مدرسة' الغش والخداع' من أجل تحقيق المكسب في ملاعب كرة القدم, والتي باتت مدرسة معروفة حتي يومنا هذا تشمل إحراز الأهداف بالأيدي وارتكاب الأخطاء الخشنة من وراء أعين الحاكم وادعاء السقوط في شتي أنحاء الملعب, وكل ذلك تحت شعار' مارادونا نفسه عمل كدة'! جديد في جديد 1994: المباراة بين الأرجنتين ورومانيا, والنجم الروماني الموهوب جورج هاجي يتلاعب بنجوم الأرجنتين الذين فقدوا قائدهم مارادونا لسقوطه في فخ المنشطات أثناء سير البطولة, وفي إحدي الكرات المشتركة يسقط أحد لاعبي رومانيا مصابا, فيفاجأ الجميع بسيارة نقل المصابين تدخل لنقل اللاعب إلي خارج الملعب, وذلك للمرة الأولي في تاريخ بطولات كأس العالم, بدلا من' النقالة' اليدوية التقليدية, وذلك في واحدة من الحركات الاستعراضية التي أضافتها الولاياتالمتحدة علي البطولة لاستعراض قدراتها الابتكارية, لتصبح هذه السيارة الكهربائية الصديقة للبيئة بعد ذلك واحدة من المعالم الرئيسية لمباريات كرة القدم في العالم! غاوي طرد! 1998: كانت صورة زين الدين زيدان العملاقة تزين مطاري شارل ديجول وأورلي الباريسيين ومعظم الشوارع والميادين الفرنسية, جنبا إلي جنب مع صور كبار نجوم منتخب فرنسا, ولكن في مباراة فرنسا والسعودية في الدور الأول, تتحول هذه الصور إلي' كوابيس' بعد حصول' زيزو' علي البطاقة الحمراء لسوء سلوكه, ومع ذلك, تواصل فرنسا تقدمها في أدوار البطولة, وتأتي المباراة النهائية أمام البرازيل, وتفوز فرنسا علي السامبا بثلاثية تاريخية أحرز زيدان نفسه هدفين منهما, وكأنه بذلك يرد علي من انتقدوه بسبب سلوكه في مباراة السعودية, ولكن علي أي حال, مرت سنوات قبل أن يتسبب طرد زيدان أيضا في خسارة منتخب فرنسا الشهيرة أمام إيطاليا في مونديال2006 بعد' نطحة' ماتيراتسي الشهيرة في مباراة الفريقين, والفارق, أن زيدان بعد بطاقة2006 لم ينجح في العودة, ولم تكن أمامه الفرصة لذلك! [email protected]