في تحذيرات شديدة اللهجة موجهة ضمنيا إلي إيران, أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس أن العراق لن يسكت علي أي تجاوز يمس سيادته, وذلك في إشارة إلي توغل قوة إيرانية في حقل بترول الفكة في جنوب البلاد. واعتبر المالكي أن انشغال العراق بمعالجة جراحه الخاصة بالإرهاب والطائفية لن تثنيه عن التصدي لأي تجاوز يحدث لسيادته. وقال المالكي خلال المؤتمر التأسيسي الأول لعشائر بغداد: لا يتصور أحد أن العراق اليوم مشغول بجراحاته بالإرهابيين والطائفيين والقتلة والمخربين, وسيسكت عن أي تجاوز يحصل علي ترابه وسمائه ومائه. وأكد أن سيادة التراب العراقي مهددة من أكثر من جهة, لكنه حذر من أن أحدا لن يتمكن من اختراق هذه السيادة بعد اليوم. وكان مسئولون محليون في محافظة ميسان قد أعلنوا في ديسمبر الماضي أن عسكريين وتقنيين إيرانيين سيطروا علي البئر رقم أربعة في منطقة الفكة علي الحدود بين البلدين, وهو ما أكده أيضا وكيل وزارة الخارجية العراقية محمود الحاج حمود. وأشار المسئول إلي اجتماع للخارجية العراقية مع السفير الإيراني في بغداد لإبلاغه بأن هذا الهجوم غير مقبول, وإبلاغ سفارتنا في طهران وزارة خارجيتهم طلبا لسحب قواتهم لكنهم لم يفعلوا ذلك حتي الآن. كما أكد المتحدث باسم وزارة البترول العراقية عاصم جهاد أن البئر تقع في حقل الفكة النفطي العراقي, وقد تم طرحها ضمن جولة التراخيص الأولي التي جرت في يونيو الماضي. وحقل الفكة يمثل جزءا من ثلاثة حقول يقدر مخزونها ب1.55 مليار برميل. من ناحية أخري طالب سليم الجبوري المتحدث باسم جبهة التوافق العراقية الأجهزة الأمنية بضرورة الاعتماد بشكل رئيسي علي المعلومات الاستخباراتية للحد من تزايد أعمال العنف التي شهدتها البلاد أخيرا. وقال الجبوري في تصريحات إعلامية: إن بعض المجموعات الإرهابية والعصابات الإجرامية زادت من هجماتها في الفترة الأخيرة لتحقيق أهداف سياسية, مؤكدا أن اختراق الأجهزة الأمنية من بين الأسباب التي أدت إلي تزايد العنف.