أغلقت السفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء أبوابها بشكل كامل أمس كإجراء أمني غير معتاد بعد أيام من تهديد تنظيم القاعدة باستهداف موظفي السفارات الغربية. وأوضحت مصادر يمنية أنه تم إغلاق السفارة الأمريكية في وجه طالبي التأشيرات والمتعاملين معها, كما تم إعفاء الموظفين من حضور الدوام إلي حين إشعار آخر. من جانبه نفي وزير الخارجية اليمنية الدكتور أبو بكر القربي التقارير التي تحدثت عن اتفاق صنعاء وواشنطن علي تنسيق أمني للحرب علي القاعدة يتيح للأخيرة بمرور صواريخ موجهة وطائرات مقاتلة وأخري من دون طيار لضرب أوكار القاعدة في اليمن, مؤكدا أنه لا توجد اتفاقيات بين اليمن والولاياتالمتحدةالأمريكية بهذا الصدد, ولا توجد مشاريع مطروحة للتوقيع بين البلدين. وقال القربي في تصريحات أمس إن اليمن بصدد رفع عدد قوات مكافحة الإرهاب لتتمكن من صد أي إعتداءات علي مصالحها والمصلحة الغربية من قبل عناصر تنظيم القاعدة وأنها بحاجة إلي دعم دولي من أجل رفع قدراتها في مجالي التدريب ووسائل الاتصال والنقل برا وبحرا, مشيرا إلي أن الحكومة ماضية في ملاحقة عناصر القاعدة. وقال: أعتقد أن الدول العربية بحاجة إلي اعادة النظر في التعاون القائم وإعادة النظر في الجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب حاليا, خاصة في جانب إعادة التأهيل أو ما يعرف ببرامج المناصحة مع هذه العناصر. جاءت تصريحات القربي في أعقاب ما ذكرته شبكة سي. بي. إس. الأمريكية أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت مواقع تنظيم القاعدة في اليمن, شنتها الولاياتالمتحدة, وتم خلالها استخدام صواريخ كروز ووحدات عسكرية برية. ونقلت المحطة عن سباستيان غوركا الخبير الأمريكي في العمليات الخاصة, وهو الذي يتولي تدريب ضباط يمنيين, نقلت عنه قوله, إن العمليات البرية والجوية التي استهدفت مواقع للقاعدة في اليمن يومي17 و24 ديسمبر الماضي شنتها القوات الأمريكية. وفي أعقاب أجتماعه مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أعلن قائد القوات المركزية الأمريكية الجنرال ديفيد باتريوس أن عمليتي أبين وشبوة ضد تنظيم القاعدة تؤكد تصميم اليمن علي ملاحقة العناصر الإرهابية, ودعم جهود المجتمع الدولي في مجال مكافحة الإرهاب, وبما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وأكد دعم واشنطن لليمن وجهودها في المجال التنموي ومكافحة الإرهاب, مشيرا إلي أن بلاده حريصة علي تعزيز علاقاتها والتعاون المشترك مع اليمن, وبما يخدم المصلحة المشتركة. في هذه الأثناء رحبت صنعاء أمس بالقرار الذي اتخذته بريطانيا والولاياتالمتحدة بتمويل قوة لمكافحة الإرهاب في اليمن من أجل تعزيز جهود محاربة تنظيم القاعدة في البلاد. وقال مسئول يمني لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان اي دعم أو مساعدة تقدم لقوات مكافحة الإرهاب في اليمن هو محل ترحيب. وذكر المسئول أن صنعاء سبق واشارت إلي أن قوات مكافحة الإرهاب في اليمن, ما تزال محدودة العدد والعدة ويقتصر تواجدها علي امانة العاصمة, وبعض المهمات الخاطفة في بعض المحافظات.