كتب محمود النوبي وسالي وفائي: قالت السفيرة فاطمة جلال الأمين العام للصندوق المصري للتعاون الفني مع إفريقيا التابع لوزارة الخارجية: إن الدعم المصري الفني لدول حوض النيل مستمر ولم يتوقف باعتبار أن ذلك مبدأ أساسي يحكم سياسة العمل في الصندوق لدعم الشعوب الإفريقية الشقيقة بصفة عامة في جميع المجالات خاصة الصحة والتعليم والزراعة والشرطة. وأكدت أن الخبراء المصريين مازالوا متواجدين في معظم الدول الإفريقية وفي دول حوض النيل. جاء ذلك ردا علي سؤال للأهرام عما إذا كان الخلاف بين دول المنبع والمصب بسبب الاتفاق الإطاري يؤثر علي الدور الفني الذي يقوم به الصندوق لخدمة الشعوب في دول حوض النيل. وأكدت أن هذه مسئولية نأخذها علي عاتقنا منذ سنوات طويلة لدعم الشعوب الأفريقية, ومستمرون فيها, لافتة إلي أن لمصر268 خبيرا في جميع الدول الإفريقية حاليا بما فيها دول الحوض, كما قام الصندوق بإيفاد8 آلاف خبير علي مدار الأعوام الماضية, وكشفت فاطمة جلال ان التوجه الحالي لأمانة الصندوق تخفيض أعداد الخبراء الموفدين لفترات طويلة بعد أن تبين من خلال الخبرة والتقييم أن الخبير ذا الكفاءة العالية الذي نقوم بإيفاده لمدة قصيرة أفضل كثيرا جدا من عمل الخبير المقيم لسنوات طويلة, حيث يستطيع تقديم خبرته بشكل مكثف ومباشر, ولذلك سنقوم بإرسال خبراء ذوي كفاءة عالية يساعدون بخبراتهم في مجالات محددة لفترات قصيرة تتراوح بين ثلاثة شهور وعام كامل إذا اقتضي الأمر بهدف تحسين الخدمة المقدمة بدلا من الإقامة لمدة أربع سنوات بدون داع, مؤكدة أن الإقامة الطويلة أثبتت عدم تأثيرها أو جدواها باستثناء المستشفي المصري الذي يجب أن يكون فيه أطباء مصريون دائما. ولفتت إلي أن القوافل الطبية التي يتم ارسالها لمدة قصيرة إلي احدي الدول الإفريقية تتميز بجدوي أعلي من الخبير المقيم بصفة مستمرة. وأضافت السفيرة فاطمة جلال أن الخبراء المصريين يؤدون واجبهم لخدمة الشعوب دون التأثر بما تتخذه حكومات هذه الدول مؤكدة عدم سحب أي خبير, كما أن الصندوق ينظم حاليا عددا من الدورات التدريبية الخاصة في مجالات الأمومة الآمنة بالتعاون مع البنك الإسلامي لكوادر من دول حوض النيل ودورة خاصة لكوادر من أثيوبيا في مجال الطب تضم25 من الكوادر الطبية, فضلا عن تنظيم الصندوق لدورة خاصة لدول حوض النيل, في مجال تغيرات المناخ وتأثيرها علي الزراعة, ودورة أخري في مجال العلوم الاستراتيجية لكوادر من دول الجوار الإفريقي, ودورة في مجال الشرطة لدول حوض النيل, والحزام الإسلامي, ويجري إعداد دورة تدريبية في مجال الزراعة لكوادر من تشاد, ودورة دبلوماسية لكوادر من الصومال. وقالت فاطمة جلال: إن الصندوق قام خلال الفترة الأخيرة بتوجيهات من السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية وتدعيما للبعد الانساني بتقديم معونة غذائية للشعب الإثيوبي الشقيق مكونة من سبع حاويات دقيق وقمح: وما يزيد علي سبعة آلاف لتر من زيت عباد الشمس وذلك بسبب الكارثة الخطيرة التي لحقت به نتيجة للصعوبات المناخية التي تعرضت لها البلاد, وهو ما كان محل اشادة من صحيفة الهيرالد الإثيوبية كما تم ارسال معونة دوائية لمستشفي الشرطة والمستشفي العسكري ومؤسسة واما الخيرية التابعة لحرم رئيس جمهورية تنزانيا وعدد آخر من المستشفيات الحكومية وسط حفاوة رسمية وإعلامية واسعة لمراسم تسليم تلك المعونة, مشيرة إلي أن وزير العدل التنزاني أشاد في هذا الخصوص بالعلاقات التاريخية بين البلدين معبرا عن شكره وتقديره للحكومة المصرية, كما قام الصندوق في إطار حرص مصر علي توثيق علاقاتها الافريقية بإيفاد قافلة طبية إلي النيجر مكونة من6 أطباء لعلاج مرض عدم التحكم البولي حققت نجاحا غير مسبوق, وأجرت65 عملية جراحية حرجة في وقت قياسي, كما تم القاء محاضرات للطلبة والأطباء, أيضا وافق الوزير علي إرسال معونة دوائية عاجلة للحكومة الأوغندية لمساعدتها علي مواجهة آثار الكارثة الإنسانية المتمثلة في الانهيارات الأرضية المتتالية التي شهدتها منطقة بودودا بشرق أوغندا بلغت نحو أربعة أطنان مكونة من الأمصال والمضادات الحيوية وبعض الأدوية تأكيدا لوقوف مصر دائما إلي جانب اخوتها في دول حوض النيل في وقت الشدة, فضلا عن تقديم منح وبرامج تدريبية إلي دولة ليبيريا, ومعونة لوجستية من أجهزة الكمبيوتر والطابعات لوزارة الخارجية الزامبية.