بين الخيارات المهمة لحماية أراضي الدلتا من طغيان مياه البحر, اذا ارتفع منسوب البحر الابيض بمسافة متر بحلول عام2100- الأمر الذي بات مؤكدا كحقيقة علمية لا يجرؤ علي انكارها سوي المعتصمين بالجهل- ينهض مشروع منخفض القطارة من جديد كحل استراتيجي, اذا تم تحويله الي مفيض يسمح بتصريف مياه البحر الابيض الزائدة, عبر قناة صناعية طولها55 كيلو مترا تصل المنخفض بمياه البحر الابيض.., ولان مساحة منخفض القطارة تتجاوز40 ألف كيلو متر مربع تعادل5 ملايين فدان, باعماق مختلفة تتراوح ما بين80 و30 مترا تحت سطح البحر فسوف يتحول المنخفض الذي يحتاج ملؤه بمياه البحر الي60 عاما الي اضخم بحيرة صناعية في العالم تغير طبيعة المنطقة, وتضاعف ثروة مصر السمكية عدة مرات, وتغير مناخ الصحراء الغربية بسبب حجم البخر الضخم الناتج من سطح البحيرة الذي تعادل مساحته مساحة الكويت, وتهيئ فرصا مؤكدة لسقوط أمطار غزيرة تساعد علي زراعة الجزء الجنوبي والشرقي من الصحراء الغربية, وتحول المنطقة بأكملها الي عمران اقتصادي ضخم يعتمد علي الطاقة الكهربائية التي يتم توليدها من مساقط المياه في المنخفض. ولأن مشروع منخفض القطارة تمت دراسته في بداية القرن العشرين بمعونة ألمانية, واعيدت دراسته علي نحو مفصل ثلاث مرات خلال عهود عبد الناصر والسادات ومبارك, يعتقد د. خالد عبد القادر عودة انه اسهل الحلول لحماية دلتا النيل واقلها كلفة وتعقيدا, واكثرها فائدة لمصر, خاصة ان الدراسات العديدة اكدت انه لا خوف المرة من أن تؤثر مياه البحيرة الضخمة علي اراضي الدلتا او الاراضي الواقعة غرب النيل علي مسافة300 كيلو متر من المنخفض لانعدام وجود صدوع او شقوق في قاع المنخفض او في جدرانه, كما ان المنخفض يقع بعيدا عن منطقة حزام الزلازل, وتؤكد الدراسات سلامة تركيبه الجيولوجي خاصة انه كان مملوءا بمياه البحر قبل28 مليون سنة, كما ان ارضية المنخفض تقوم علي تربة طفلية يصل سمكها الي400 متر لم يثبت وجود اي صدع في طبقاتها. وتكاد تنحصر العقبة الوحيدة امام المشروع في وجود اكثر من20 مليون لغم من بقايا الحرب العالمية الثانية في منطقة العلمين, تعترض مسار القناة التي تصل المنخفض بالبحر الابيض وتحتاج الي تطهير كامل.., ومع الاسف تكاسلت مصر في تنفيذ مشروع تطهير الصحراء الغربية من الالغام, انتظارا لمعونة الحلفاء الذين تسببوا في المشكلة ويتنصلون الآن من مسئوليتها, الامر الذي عطل قدرة مصر علي الاستفادة من مساحات واسعة من الاراضي تصلح لزراعة القمح مع الزيادة المتوقعة في نسب سقوط الأمطار, وقد كانت تشكل في العصر الروماني سلة الغذاء للعالم أجمع. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد