استشهد فجر أمس نقيب الشرطة هشام كمال الدين طمه من قوة مباحث قسم شرطة بني سويف أثناء محاولته التصدي لبعض البلطجية بعدما آثاروا الذعر والفزع بمنطقة عزبة الصفيح, وافتعلوا عدة مشاجرات استخدموا فيها الأسلحة النارية, مما أدي إلي إصابته بطلق ناري, وقد تم نقل الجثة إلي المستشفي الجامعي ببني سويف في حالة سيئة, إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة ليسقط شهيد جديد من شهداء الشرطة في تأدية الواجب, وقد تولت النيابة التحقيق. في الوقت نفسه تمكن الأهالي وزملاء الشهيد من القبض علي المسجل خطر حسام أبو الرجال والمتهم بقتل الضابط الشهيد وتعدوا عليه بالضرب حتي الموت. كان قسم شرطة بني سويف قد تلقي بلاغا بوقوع مشاجرة بين عدد من العاطلين والبلطجية بمنطقة عزبة الصفيح, وعلي الفور انتقل ضابط المباحث بقيادة الضابط الشهيد, وفور وصولهم فوجئوا بإطلاق الرصاص بكثافة تجاههم, وبادلتهم القوات باطلاق النيران, وبعد مطاردات استقرت عدة رصاصات في جسد الفقيد, وفر الجناة هاربين. وفي مشهد جنائزي رهيب حضره الأهل وأصدقاء وزملاء الشهيد, تم تشييع الجنازة بعد ظهر أمس من مسجد عمر بن عبدالعزيز ببني سويف يتقدمها المحافظ ومدير الأمن ومندوب عن وزير الداخلية. وقال اللواء أحمد عبدالله خال الشهيد عقب الجنازة: أوجه رسالة للإعلام وأقول لهم حرام عليكم جعلتم البلطجية تتجرأ علي حماة الوطن فلماذا تفعلون ذلك ولمصلحة من؟. وأضاف أن نجل شقيقته كان يؤدي واجبه دائما علي أكمل وجه لدرجة سهره الليالي بالمستشفيات مع الأهالي المصابين من جراء أعمال البلطجة والعنف وفرض السيطرة من قبل البلطجية وكان لا يخشي أو يتكاسل في مواجهة أي بلطجي دون خوف من العواقب لإيمانه العميق بدوره ومسئوليته تجاه أبناء وطنه ودخل خال الضحية وهو يتحدث عن الحادثة في نوبة بكاء عندما رأي حلا وحنين ابنتي الشهيد تقفان وسط الحضور ينتظرهما مجهول بعد فقدهما لعائلهما. وتذكر أيضا المولود الذي كان ينتظره الضابط الفقيد الذي سيخرج للحياة بعد شهر ونصف الشهر دون أن يراه والده. هيا ننقذ الأهالي الغلابة البلطجية هتموتهم, بهذه الكلمات بدأ النقيب معتز حاتم صديق الشهيد وزميله في العمل وأنفاسه تتلاحق من شدة البكاء والحزن, مؤكدا أن صديقه هشام ذهب ليستقل سيارته بعد أداء عمله متجها لأداء واجب العزاء في شقيقة والد النقيب أحمد عبدالعظيم وعندما أخطر ببلاغ الأهالي يستنجدون بنا من البلطجية سارع إليهم ولم يتردد لحظة فكان يتميز بالمروءة والشهامة وفعل الخير وطيب الخلق والحرص علي أداء الواجب. وتجاذب أطراف الحديث النقيب حسن شلبي, المتحدث الرسمي باسم نادي ضباط الشرطة ببني سويف, بأن الضباط سيتجهون مباشرة بعد توديع جثمان الشهيد لمثواه الأخير للاعتصام والإضراب أمام قسم شرطة بني سويف حتي يقوم وزير الداخلية بإعادة تسليح الضباط والأفراد بأسلحة حديثة تتناسب مع مواجهة الخارجين علي القانون.