فاطمة صابر السيد فراج- بني سويف : مازال السمك في المية بيعوم, ومازلنا نري في السما لسه نجوم, ولو الحاجات دي بقي اتغيرت يبقي فيه امل اخلص انا من الهموم, وحياتي كالاتي مازلت اشتكي الحياه الريفية, اصحي كل يوم الفجريه, واول ما تطلع شمس الصبحيه, اروح احرث الارض الزراعية, التي تقع بجوار دار العمديه, واروح العشه العصرية, واللقمة مبقتش مقضية, صبح وليل اكل الفول و الطعمية, الا اذا جت لي البت ثنيه بأيديها الطرية, تاكلني اكله هنيه, قلت لامي اتجوزها دي عليها شوية خدود وردية, قالتلي دي بت مش مستحية, طول الليل والنهار تتفرج علي القنوات الفضائية, هو احنا كنا بنات مكناش نعرف غير الراديو والبرامج الاذاعية, روح شوفلك واحده عن العين مدارية, هي البنات المتربية, وانا ايه اللي خلاني اصلا اقولها وانا عارف ان امي عقديه, معزورة ومريضه بالافكار الوراثية, وقرفت يا ناس من العيشة دي قولت اتحضر واعيش شبابي واروح للحياة العصرية, وابعد عن الحياه الروتينية, وبالفعل اخدت الحله والبابور والنملية, وركبت اول قطر واتسرقت مني النقدية, وياليلة مش معدية, اروح فين انا من الكمسرية, وهربت في وسط البياعين والجورنلجيه, ووصلت المحطه واتفرجت علي مصر والبنات المصراوية, وسكنت في حته عشوائية, فوق مني راقصين والاتية, وتحت مني قهوجية ومكواجية, وجنب مني صحبه البيت الست قدرية, ست عفيه تشخط الشخطه ترج الوحده السكنية, واجيب منين انا فلوس الايجارات الشهرية, ولو اتاخرت عليها تحس انها هتنفجر فيه زي القنبلة الذرية, وده كله غير صداع جارتنا المدرسة النموذجية, كل يوم الطوابير الصباحيه, واصحي علي الاجراس المدرسية, عليهم كمان صوت شرح استاذ سروجي بتاع الدروس الخصوصية, ويا مين يخلصني من التلوثات السمعية, ده انا عايز لوداني50 عملية, تعبت يا ناس ونفسي اقولها علنيه, انا مش عارف ليه الدنيا معايا عنديه, قلت لنفسي طيب نعدي الحدود الايطالية, بطريقة غير شرعيه, هي ديه سكة الفلوس الفورية, واحد قالي كمان تشوفلك واحده اجنبية, دي البنات اللي هناك زي العسلية, بدل ما تتجوز مصرية, دي ستات كلها نكديه, انما هناك كل حاجه عندهم عادية, وانا طبعا ما كدبتش خبر وروحت عملت جمعية, ورهنت البيت والارض وامي والعشه وكل اللي حلتي في الدنيا ديا, وعلشان انا طول عمري ابن فقرية, اتمسكت قبل ما اعدي الحدود المصرية, ويا فرحه ماتمت علي راي الاغنية, وخربت فوق دماغي السفرية, واترحلت للشرطه المركزية, ولقيت هناك ان مشكلتي مش مشكلة فردية, دي مشكلة جماعية, دي الناس اللي كانوا معايا يعمروا الصحراء الغربية, ولو تجيلي دلوقت من البحر جنية, وقالتلي اطلب اي امنية, هاطلب بس ارجع للحياه الريفية, كنت عايش حياه سلمية, علي الاقل بنام براحه البال من المغربية, كانت الناس هناك عشرية, ميعرفوش الطمع والمظاهر والانانية, السعاده بعيد عنهم سعاده وقتية, ويا مين يرجعني لحياه الحرية, وده اخر طلب ليا, قبل ما عداد العمر يعدي عليا, ولا عمري ايه ما خلاص عليه العوض فيه. ايه اللي ورا الشمس لما كنت في التحقيق.. وطبعا مش هقدر أقولكم مكاني فين بالتدقيق, سألوني كنت فين وقت وقوع الحريق, أنت أكيد ضمن جماعة أو فريق, ولو ما اتكلمتش محدش هيعرفلك تاني طريق, واحد قالي افتكر والتاني قالي اتكلم والتالت قالي انطق لاوديك ورا الشمس, قلتلهم افتكر حاجة معملتهاش, واقول علي حاجة معرفهاش, أحسن حاجة ودوني ورا الشمس, إلا صحيح هو إيه اللي ورا الشمس, لو هناك هعيش عيشة نضيفة وهلاقي شقة ووظيفة, ودوني ورا الشمس, لو مفيش عندهم ناس تأكل حق وحرامية, ومعندهمش رشوة واكرامية, وكان عندهم حرية, ودوني وراء الشمس, ولو فيهم ناس يعرفوا قيمتي ويحترموني, المهم ميبقوش زيكم يذلوني, أنا موافق وددوني وراء الشمس, واحد قالي شايف الورقة دي امضي عليها, قلتلهم احب اقولكم إني مش خايف لو عذبتوني طول عمركم, مش هامضي علي ورق, كام مرة اقول أني مكنتش موجود لما المبني اتحرق, بس انتوا كنتوا فين لما حقي اتسرق, ويوم العبارة مين فيكم حماني من الغرق, أنا عامل نفسي عبيط بس فاهم, أنا فعلا مسالم وبرضو مش هامضي علي ورق. إلا قولولي بقي هي الشمس دي بيركبولها إيه!؟