النجمة إلهام شاهين تعد واحدة من الفنانات اللاتي يتمتعن بشخصية قوية استمدتها من تجاربها التمثيلية عبر رحلة طويلة في السينما والمسرح والدراما وهو ما جعلها تستطيع أن تواجه كل الصعوبات التي تعترض طريقها كما حدث مؤخرا مع أحد شيوخ الفضائيات في قضية حكم فيها لصالحها بعد أن أثير حولها الجدل طويلا. خلال هذا الأسبوع تم اختيارها لتمثل مصركعضوة في لجنة تحكيم مهرجان' مونس البلجيكي لأفلام الحب', وعن سبب اختيارها وجديدها الفني كان هذا الحوار. كيف جاء اختيارك لعضوية لجنة تحكيم هذا المهرجان البلجيكي ؟ شاركت من قبل في لجان تحكيم لأكثر من مهرجان سواء في منطقة المغرب العربي أو في منطقة الخليج, وبالتالي يبدو من الطبيعي اختياري كعضو في لجنة تحكيم أي مهرجان, وعندما اتصلت بي إدارة مهرجان' مونس البلجيكي' لدعوتي للمشاركة في لجان التحكيم أبديت سعادتي الشديدة خاصة أن أسماء مصرية لها تاريخ شاركت من قبل في تحكيم هذا المهرجان مثل' يسري نصر الله و خالد أبو النجا ومريان خوري' وغيرهم من النجوم العرب, ولفت نظري أن هذا المهرجان يشترط أن تحتوي الأفلام المشاركة علي قصة حب حتي ولو كانت النهاية غير سعيدة, وهو ماشجعني علي خوض التجربة. هل النجومية وحدها تكفي لعضوية لجان التحكيم أم أن هناك مواصفات أخري ؟ النجومية وحدها لا تكفي لأن العلم يفتح مجالات أخري أكثر دقه, وأنا في الأصل تخرجت في معهد الفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج, وهذا يعني أنني درست السيناريو وحركة الممثل وكذلك النقد الفني, بالإضافة للخبرة الكبيرة التي اكتسبتها من خلال الممارسة العملية, كل ذلك يؤهلني أن أكون عضوة لجنة تحكيم دولية وأستطيع الحكم علي العمل الفني من كافة جوانبه. هل يختلف التعامل مع أفلام أوروبية عن التعامل مع أفلام عربية ؟ عضو لجنة التحكيم لابد أن يضع أهواءه جانبا ويتصرف بحيادية سواء كانت الأفلام عربية أم أجنبية, لأن مواصفات الفيلم في النهاية واحدة علي مستوي العالم, والتميز الفني يبدو واضحا في كل مكان, ولا تنسي أن الأفلام المشاركة في المهرجانات تكون بالأساس متميزة بصفة عامة, مما يضع لجنة التحكيم في مفاضلة بين الجيد جدا والممتاز, وفي بعض الأحيان نجد أفلاما جيدة لكنها شديدة الخصوصية بثقافة بلد معين مثلما يحدث في الأفلام الهندية علي سبيل المثال, هنا ننظر للعناصر الأساسية وكيفية معالجتها داخل الفيلم وهل استطاع صناع الفيلم توصيل رسالتهم بشكل جيد للجمهور أم لا؟ وهذا ما حدث معي في فيلم' واحد صفر' الذي فاز ب50 جائزة آخرها جائزة لجنة التحكيم من مهرجان' تترستان' وقالت اللجنة إن العمل يناقش مسألة شديدة الخصوصية لكنها وصلت إلي جميع المشاهدين الذين حضروا الفيلم. أنت متهمه باختيارأعمال تبرز دور المرأة علي حساب قضايا الرجل في المجتمع الشرقي ؟ لاشك أنني فنانة متمردة واختياري لأعمالي يأتي بحسابات غاية في الصعوبة, فلا أحب أن أكرر أدواري وفي نفس الوقت لابد أن أقدم شخصية صاحبة قضية معينة تهم المجتمع الذي نعيش فيه, وهذة القضية أدخل في تفاصيلها من البداية للنهاية حتي أتعرف علي جميع جوانبها وأحرص دائما علي ألا تظهر الشخصية في صورة الملائكة لأننا بشر نصيب ونخطيء وأعتقد أن من شاهد أعمالي الأخيرة سيجد نماذج مختلفة مثل شخصية العانس في مسلسل' نعم مازلت آنسة' والمرأة الغيور في' قصة الأمس' وفي مسلسل معالي الوزيرة قدمت نموذجا موجودا في الواقع من لحم ودم ولم يأت من السماء وطرحنا تساؤلا مهم: هو كيف وصل الناس إلي هذه الدرجة وما أسباب الفساد وكيفية إيجاد حلول له ؟ أما من يري أن الشخصية النسائية تطغي علي شخصية الرجل فهذا كلام غير صحيح لأن ظهور الشخصية النسائية مرتبط بشخصيات أخري ذكورية حتي يظهر الصراع الدرامي بينهم في إطار درامي بينهم في إطار درامي لايمكن أن يعتمد علي شخصية واحدة فقط. هل الدراما التليفزيونية إستطاعت أن تعبر عن ثورة25 يناير ؟ الدراما حتي الآن تتعامل مع الثورة بشكل خاطيء, بمعني أنها تقدم بعض الأسباب التي أدت إلي قيام الثورة, لكن بطريقة تقليدية تصلح لكل العصور, فهذه الأسباب موجودة منذ سنوات طويلة وتتعرض لها الأعمال الدرامية علي أنها فساد لابد أن يتم إصلاحه, أما الحقيقة الموجودة علي الأرض الآن هي أن هناك مجموعة من الشباب انكسر بداخلهم الحلم فقاموا بثورة للحفاظ علي مستقبلهم, في نفس الوقت الذي يقف فصيل آخر يريد إبعاد هؤلاء الشباب عن المشهد كي يستولي علي كل شيء ومع ذلك لا يمتلك رؤية للمستقبل, من هنا ينشأ صراع درامي بشكل مختلف بين هاتين القوتين, وهذه النقطة ينبغي أن تناقش دراميا بشكل مستفيض حتي نستطيع عرض المشكلة بكل جوانبها للمشاهدين ونترك لهم الحكم في النهاية, أما ما يحدث حاليا هو القرب من أطراف المشكلة وليس الغوص في أسبابها الرئيسية. بعيدا عن الدراما قليلا: لماذا رفضت الصلح الذي وجهه لك خصمك في القضية؟ أنا تعرضت لهجوم غير مسبوق خلال العام الماضي من أناس لا أعرفهم وليس بيني وبينهم أي تعامل, لكن ما حدث كان أكبر بكثير من مجرد السب والقذف و'المسلم الحق هو من سلم الناس من لسانة ويده' والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال' إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق', لذلك لجأت للقضاء الذي أنصفني وكان كلامي مع الجميع في حدود الأدب والالتزام بالأخلاق, وعندما حكمت محكمة أول درجة لصالحي فوجئت بدعوة للصلح من الذين تعرضوا لي فقلت لنفسي إن الإنسان الذي يتنازل عن كرامته يستطيع أن يتنازل عن كل شيء, ولماذا فكر هؤلاء في الصلح بعد الحكم وليس قبله إن كان جادا فعلا؟, وفي نفس الوقت أشعر أنني حملت قضية علي كتفي وهي الدفاع عن كرامة الفن والفنانين في مجتمع أصبح مختلفا عما كان عليه من قبل, وقد وجدت العديد من الزملاء والزميلات يقفون بجواري ويشجعونني, لذلك سوف أكمل الطريق للنهاية, فهناك قضية' سب وقذف حكم فيها بالسجن لمدة عام وغرامة20 ألف جنيه, وقضية ثانية علي القناة التي أذاعت, وكان الحكم بمنع عبدالله بدر ومقدم البرنامج من الظهور علي الشاشة لمدة شهر, وقضية خاصة خاصة بتزوير الصورة حيث تم تركيب وجهي علي جسد إمرأة عارية, ورابعة حول إنتحال صفة دكتور في الأزهر رغم نفي الأزهر ذلك. نعود للفن كيف تنظرين لحرية الإبداع في الفترة القادمة ؟ الفن مرآة للواقع وهو انعكاس حقيقي لما يحدث في المجتمع, والجو الذي نعيشه الآن لا ينتج أي إبداع, فلايوجد أمن والاقتصاد في حالة يرثي لها, وهناك إنعدام في الرؤيه بالنسبة للمستقبل فضلا عن شعور عند الشباب بأنهم مهزومون من الداخل, كل ذلك لا يساعد علي الإبداع, لكن في نفس الوقت ستكون هناك بعض الأعمال القليله التي تستطيع مناقشة المرحلة الراهنة بتبعاتها بشكل مختلف كما حدث في مسلسلات' المواطن إكس' و'طرف تالت' وغيرهما, أما لو كان سؤالك يتعلق بموضوع الرقابة علي الأعمال الفنية فأعتقد أن الفنانين جميعا لن يسمحوا لأحد بالعبث في حرية الإبداع وفرض رقابة عليهم. وسط هذا الجو المشحون هل نحن في حاجة لأفلام رومانسية أم أفلام كوميدية أم إجتماعية ؟ أعلم أن الناس قد ضجوا بما يشاهدونه يوميا علي الشاشة من خلافات ومشاحنات وغيره مما يدعو لحالة من الغثيان, لكن السينما تختلف عن كل ذلك لأنها تبحث عن الموضوع الجاد الذي يناقش تفاصيل الحياة اليومية للشعب, والجمهور مقسم لفئات كثيرة لذلك لابد من وجود جميع الأنواع' الكوميدي والرومانسي والإجتماعي والبوليسي' حتي يجد كل فرد ما يحبه فيقبل علي صالات العرض السينمائي. ما الجديد في الفترة القادمة ؟ أحضر لمسلسل جديد بعنوان' دموع إيزيس' تأليف فتحي دياب, ومسلسل آخر بعنوان' أمنا الغولة' لكن حتي الآن لم يكتمل, وبالنسبه للسينما لدي مشروعان مؤجلان لعدم استطاعتنا التصوير في الشوارع حاليا بسبب الأحداث الحالية, وهما للمخرجين' محمد أبو سيف وكاملة أبو ذكري' وهما بعنوان' هز وسط البلد' و'يوم للستات', بالإضافة لمشروع آخر لم يكتمل السيناريو الخاص به مع المخرجة' هالة خليل'.