شيماء مأمون : لقبوها بقطعة البسكويت غير القابلة للكسر, وأميرة الثورة البرتقالية, الحسناء ذات الضفائر الذهبية, فيما يلقبها الخصوم بأنها أميرة الغاز وكرة اللهب الأوكرانية وسيدة بأحد عشر مليار دولار في إشارة لثروتها, أعتبرها مجلة الفور بس الأمريكية واحدة من أكثر نساء العالم تأثيرا, يوليا تيموشينكو رئيسة وزراء اوكرنيا السابقة التي تواجه حاليا تهمة التورط في إغتيال النائب البرلماني ورجل الأعمال المنافس لها ييفهان شتشيربان الذي أطلق النار عليه بأحد المطارات في1996. هي بالأصل يوليا هريجيان التي تخلت عن لقبها بعد زواجها من الكسندر تيموشينكو عام1979 لتصبح يوليا تيموشينكو التي لم يتصور احد ولو لبرهة من الزمن أن ملامحها الجذابة ووجهها الملائكي من الممكن أن يخبئ قسوة مستعدة لفعل أي شيء لأجل الوصول إلي ما تصبو إليه وذلك إثر توجيه الادعاء العام الأوكراني لها مؤخرا تهمة التورط في اغتيال النائب البرلماني ورجل الأعمال المنافس لها ييفهان شتشيربان الذي قتل رميا بالرصاص في مطار مدينة دونيتسك بنوفمبر1996 وقتلت معه زوجته وأحد موظفي المطار أيضا, وقد صاحب هذا الاتهام أدلة دامغة حسب وصف النائب الأول للمدعي العام الأوكراني رينات كوزمين الذي أعلن في حديث لتلفزيون' انتر' الأوكراني أن أموالا تم تحويلها إلي حساب القتلة من مؤسسات مملوكة لرئيس الوزراء السابق لازارينكو الذي أدين أيضا بإعطاء أمر القتل ييفهان شتشيربان وتيموشينكو التي كانت حليفة له في فترة التسعينيات علاوة علي تصريحات شهود تفيد إنها خططت ومولت تلك الجريمة, مضيفا أن' الشركات الصومالية التي نقلت المال لقتل شيربان, نقلت المال أيضا لتيموشينكو لشراء معاطف فرو ومجوهرات وسيارات أو دفع حجز فنادق ومطاعم وغيرها'. وقد كان شتشيربان آنذاك أحد كبار أثرياء أوكرانيا وواحدا من اللاعبين الرئيسين في سوق تصدير الغاز الطبيعي في أوكرانيا ومن أكبر المنافسين لتيموشينكو التي كانت تمتلك ثروة في هذا المجال من خلال مؤسستها الخاصة لتجارة المنتجات النفطية التي سرعان ما قفزت إلي صدارة أكبر المؤسسات النفطية في أوكرانيا مع منتصف التسعينيات من القرن الماضي وأصبحت تيمشينكو بعدها تسيطر علي عشرين في المائة من إجمالي الناتج القومي الأوكراني وساعدها في ذلك صداقتها للازارينكو, ولقبت من أجل ذلك بأميرة الغاز قبل ان تدخل معترك السياسية لتصبح أول أوكرانية ترأس الحكومة عام2005 بإحدي جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق والتي لم تلبث فيه سوي تسعة أشهر فقط بسبب خلافات حول سياسة الخصخصة مع رجال الإعمال الأكورانيين مما أدي إلي أقالتها, ولكنها لم تكن الشخصية التي يمكنها الاستسلام لنوائب القدر فاستعادت منصب رئيس الحكومة و تربعت عليه طوال الفترة من2007 وحتي2010, وخرجت تيموشنكو من السلطة بعد هزيمتها أمام يانوكوفيتش في انتخابات الرئاسة في فبراير.2010 وفي مقابل هذه الادعاءات رفضت ناتاليا ليسوفا المتحدثة باسم تيموشينكو الاتهامات بتورط تيموشينكو في عملية الاغتيال وقالت أنها اتهامات باطلة وندد محامي الأخيرة والمعارض البرلماني سيرهي فلاسينكو بما أعلنته النيابة العامة الأوكرانية وأرجعه إلي أنه يهدف النيل من سمعة تيموشينكو, وأضاف أنها اتهامات سخيفة وأن لدي السلطات الأوكرانية رغبة جامحة في الاحتفاظ بيوليا في السجن وتحت أي ذريعة ويبرر فلاسينمكو هذا الاتهام بأن فيكتور يانوكوفيتش( رئيس أوكرانيا الحالي) كان الرابح الأكبر من الناحية السياسية من قتل ييفهان شتشيربان لأن بعد أربعة أشهر أصبح فجأة وخلافا لكل التوقعات حاكما لإقليم دونيتسك الذي كان يحكمه الأخير, علاوة علي أن بعد توليه الحكم فتحت السلطات الأوكرانية التحقيقات بما يتعلق باتفاقية لاستيراد الغاز الطبيعي من روسيا بشروط تضر باقتصاد البلاد لتقف تيموشينكو أمام المحكمة مجددا بعد اعتبار القضاء الأوكراني أن الفترة التي تولت فيها قيادة الحكومة شهدت الكثير من التلاعب واستغلال النفوذ والمخالفات, واتهمتا النيابة العامة الأوكرانية بتجاوز صلاحيتها في توقيع اتفاقية لاستيراد الغاز الطبيعي من روسيا عام2009 وقضت المحكمة بسجنها سبعة أعوام في أكتوبر.2011 واخلف حبس زعيمة المعارضة الأوكرانية صداع في رأس النظام الأوكراني فأثارت انتقادات الأمريكيين والدول الأوربية باعتبار محاكمتها ذات دوافع سياسية, ونتج عن ذلك قيام الاتحاد الأوروبي بتعليق استكمال اتفاقات شراكة سياسية وإقامة منطقة تجارة حرة مع أوكرانيا وجمد عملية انضمامها إلي الاتحاد الأوروبي. ووصل المطاف بتيموشينكو إلي الإقامة في مستشفي حكومي بشرق أوكرانيا لمعاناتها من فتق بالعمود العمود الفقري يلزمها الفراش ويكاد يفقدها القدرة علي المشي وذلك بعد تعرضها للضرب والتعذيب من قبل حراس السجن الذي مكثت به, لتظل الأنظار معلقة بما سوف تسفر عنه نتائج التحقيقات خاصة بعد نفيها هذه الاتهامات وقولها إنها جزء لحملة أوسع من قبل عدو لها وهو الرئيس فيكتور يانوكوفيتش والإبقاء عليها في السجن ومنعها من ممارسة السياسة خاصة بعد إعلان تحالف المعارضة منذ أيام قليلة عن ترشيحها للانتخابات الرئاسيةعام.2015