يوقع الكاتب الكبير ابراهيم عبد المجيد في الرابعة من عصر غد بفرع دار الشروق بمعرض الكتاب روايته الجديدةالإسكندرية في غيمة. وهي الجزء الثالث من ثلاثية الاسكندرية التي تختلف عما هو معروف عن الثلاثيات, فليس هنا أبطال يواصلون رحلتهم إلا قليلا. هنا مدينة عظيمة في ثلاث نقط تحول كبري في تاريخها. الرواية الأولي لا أحد ينام في الإسكندرية عن المدينة العالمية أثناء الحرب العالمية الثانية, وكيف كانت مدينة للتسامح بين الأديان والأجناس ومعاناة المصريين تحت الحرب. الثانية طيور العنبر عن المدينة بعد حرب السويس عام1956, والخروج الكبير للأجانب منها والتحول لتكون المدينة مصرية فقط وتتغير كثير من ثقافتها. هذه الرواية الأخيرة في الثلاثية عن المدينة في سبعينيات القرن الماضي وكيف ظهرت في المدينة موجة من الفكر المتطرف دينيا. الوهابي. تحالف معه النظام السياسي في ذلك الوقت. عصر السادات. وأجهزته الأمنية. لتبد أالحرب علي الفكر التقدمي وتتخلي المدينة حتي عن روحها المصرية وتتغير فيها الأمكنة وعادات الناس ويتراجع فيها التسامح والحرية وتفقد مع مصريتها مابقي فيها من روح كوزموبوليتانية. لقد حملت عنوان الاسكندرية في غيمة علي أمل أن تنجلي هذه الغيمة عنها وتعود الي عصرها الذهبي. والأعمال الثلاثة وهي تشكل ثلاثية المدينة في تجلياتها المختلفة يمكن ايضا قراءتها مستقلة كما يمكن قراءتها بالترتيب. وأبطال هذه الرواية هم جيل السبعينيات في شبابه في الجامعة وما تعرض له من الأجهزة البوليسية التي تحالفت معها الجماعات الإسلامية ذلك الوقت قبل ان ينقلبوا علي الرئيس السادات ويغتالوه. هنا دنيا السبعينيات بما كانت تحمله من عطر قديم وفنون السبعينيات المصرية والغربية, وكعادة ابراهيم عبد المجيد في روايتيه السابقتين لا تنفصل أحداث الرواية عما يحدث حولها في مصر والعالم. صدرت الرواية منذ أيام عن دار الشروق.