لليوم الرابع علي التوالي استمر قلب العاصمة ينزف غضبا وألما حيث استمرت الاشتباكات في محيط كوبري قصر النيل بين عشرات من الشباب الغاضب ومعظمهم صغار السن ويواجهون قوات الأمن باصرار يثير العديد من علامات الاستفهام حول من هم وماذا يريدون من تلك المواجهات المستمرة, واستهداف فنادق وسيارات المواطنين. وفي الوقت نفسه, استعاد عشرات من النشطاء السياسيين ذكريات جمعة الغضب, وماشهده كوبري قصر النيل من موجهات أخري لوقوع عشرات الشهداء يوم28 يناير2011, فأدوا علي أرواحهم صلاة الغائب بينما درائمة الغاز تخفق المنطقة بأكملها. وعشية ليلة ساخنة بوسط القاهرة قام رئيس مجلس الوزراء الدكتور هشام قنديل فجر أمس بجولة مفاجئة تفقد خلالها قوات الشرطة بمحيط ميدان التحرير, وأشرف خلال الجولة علي القبض علي2 من البلطجة الذين كان بحوزتهم أسلحة بيضاء ومبالغ نقدية كبيرة. ووجه رئيس الوزراء, في اتصال تليفوني, وزير الداخلية محمد إبراهيم بضرورة التعامل بكل حزم مع الخارجين علي القانون. ودعا قنديل القوي والأحزاب السياسية مجددا إلي أن تقوم في إطار الحوار الوطني مساء امس برفع الغطاء السياسي عن المخربين ونبذ العنف وإدانة الاعتداءات علي قوات الشرطة والمنشآت الحيوية والتي تدافع عنها قوات الشرطة بأجسادها. ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء اجتماعا مع وزير الداخلية لبحث الأوضاع الأمنية في مدن القناة وباقي المحافظات.. ويرأس اجتماع المجموعة الوزارية السياسية للاعداد للحوار الوطني. وكان الهدوء قد ساد ميدان التحرير وشوارع عمر مكرم وقصر العيني ويوسف الجندي صباح أمس وذلك علي الرغم من الاشتباكات الدائرة بين عشرات من المتظاهرين وقوات الأمن عند كوبري قصر النيل. وشهد ميدان التحرير غيابا ملحوظا للمتظاهرين والمعتصمين, الذين التزم معظمهم الخيام, بينما وجد عدد بسيط منهم خارج الخيام للبدء في تنظيف محيطها من جانب, وكذلك تناول طعام الافطار من خلال عربات الفول العديدة المنتشرة بالميدان لتلبية احتياجات المتظاهرين والمعتصمين. وفي السياق نفسه, ساد الهدوء التام محيط قصر الاتحادية بمصر الجديدة وسط غياب ملحوظ للمتظاهرين والتزام معظم المعتصمين لخيامهم. وكان كوبري قصر النيل شهد تجددا للاشتباكات بين عشرات من المتظاهرين وقوات الأمن وذلك بعد ليلة من الاشتباكات المتقطعة بين الجانبين. وتمركزت الاشتباكات بنهاية كوبري قصر النيل من ناحية ميدان التحرير حيث تجمع عشرات المتظاهرين أمام مبني الجامعة العربية وواصلوا رشق قوات الأمن بالحجارة, بينما ردت عليهم قوات الأمن المتمركزة أعلي نفق كورنيش النيل بالغازات المسيلة للدموع في محاولة لابعادهم باتجاه ميدان التحرير. وعلي الرغم من الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن ببداية كوبري قصر النيل, الا أن حركة سير السيارات لم تتأثر سواء من اتجاه الصعود من شارع كورنيش النيل الي الكوبري, أو في اتجاه الهبوط من الكوبري باتجاه شارع كورنيش النيل. حتي عصر أمس. أما في محيط كوبري قصر النيل فقد تجددت المواجهات ظهرأمس بين قوات الأمن والمتظاهرين حيث تقدمت قوات الأمن المركزي المتمركزة أمام فندق شبرد بكورنيش النيل صوب الكوبري مطلقة قنابل الغاز المسيل للدموع ردا علي قيام المتظاهرين برشقها بالحجارة. وكانت حالة من الهدوء الحذر قد سادت فوق كوبري قصر النيل ومحيطه لنحو ساعتين فيما عادت حركة السيارات بشكل جزئي إلي الكوبري في الاتجاه من ميدان التحرير إلي منطقة الدقي, إلا أنها توقفت عقب تجدد الاشتباكات. ويشهد المنطقة توافد عدد من الإعلاميين والصحفيين والنشطاءالذين أدوا صلاة الغائب علي روح ضحايا الاشتباكات الأخيرة, وضحايا يوم جمعة الغضب التي وافق أمس ذكراه الثانية. وغطت سحابة من الدخان منطقة الكوبري وميدان التحرير جراء قنابل الغاز المسيلة للدموع التي كانت تطلقها قوات الأمن علي المتظاهرين, إضافة إلي الإطارات المشتعلة التي أشعلها المتظاهرون للتغطية علي رائحة الغاز المسيل للدموع. جدير بالذكر أن أعمال العنف بمحيط كوبري قصر النيل وكورنيش النيل مستمرة بكثافة بين المتظاهرين وقوات الأمن منذ مساء أمس الأحد وطوال يوم أمس.