اتهامات كثيرة وجهت الي أجهزة الدولة المختلفة في تعاملها مع كارثة قطار البدرشين, الذي أودي بحياة91 من مجندي الأمن المركزي وإصابة أكثر من100 آخرين, وانهالت الاتهامات بالتراخي والتقصير وغياب التعامل السريع مع الحادث علي وزارة الصحة وهيئة الاسعاف, وأن المستشفيات لم تكن جاهزة للتعامل مع الكوارث والطوارئ, وأن سيارات الإسعاف كانت استجابتها بطيئة مما أسهم في معاناة المصابين, وأن إنقاذ الموقف جاء علي يد أهالي البدرشين الذين نقلوا الجرحي بسياراتهم الخاصة, وأحضروا الأوناش علي نفقتهم لإزالة آثار الحادث واستخراج المصابين. الاتهامات التي وجهت الي وزارة الصحة لم تتوقف عند هذا الحد, بل طالت بنك الدم وعجزه عن توفير الدم للمصابين. ومن المؤكد أن هذا الحادث لن يكون الأخير داخل منظومة السكك الحديدية, ولكن السؤال الأهم هل نحن جاهزون لمواجهة الكوارث والأزمات. بانفعال شديد وعصبية, أكد الدكتور عبدالناصر صقر وكيل وزارة الصحة بالجيزة, أنه لم يكن هناك أي تقصير أو تراخ في التعامل مع كارثة القطار, وتوجهت بمرافقة محافظ الجيزة إلي موقع الحادث بعدها ب10 دقائق, وان مستشفيات وزارة الصحة بالجيزة كانت جاهزة للتعامل مع الموقف وأن الطوارئ كانت علي أعلي مستوي حتي أننا لم نضطر لفتح دولاب الكوارث داخل المستشفيات. أضاف وكيل وزارة الصحة, أن مستشفي الحوامدية استقبل73 مصابا بإصابات متنوعة بين الكسور والجروح وكدمات متفرقة وبعد تلقي العلاج اللازم للمصابين لم يتبق سوي10 حالات, وأن مستشفي البدرشين استقبل32 مصابا وتلقوا العلاج اللازم ولم يتبق سوي3 حالات حالتهم مستقرة. وأشار وكيل وزارة الصحة, الي أن مستشفيات أم المصريين وبولاق الدكرور ومعهد ناصر والقوات المسلحة بالمعادي, تم تخصيصها لإجراء العمليات الجراحية وأنه لا توجد سوي حالتين فقط داخل العناية المركزة, وأنه لم يكن هناك أي عجز في توفير الدم, حيث لم يتم استخدام سوي كيس واحد في أثناء إجراء احدي العمليات الجراحية. لم يحدث أي تراخ الدكتور سامح عشماوي مدير معهد ناصر, أشار الي أنه لم يكن هناك أي تقصير في التعامل مع الجرحي, فهذه وظيفة الأطباء ودور المعهد الذي استقبل02 حالة بينهم41 حالة عظام يوجد3 حالات منهم لديهم كسر مغلق بالحوض, وهم حاليا تحت الملاحظة, وأمس الأول تم إجراء7 عمليات لتركيب مسامير وشرائح ومسمار نخاعي, وأمس تم إجراء4 عمليات لتثبيت الكسور والمسامير, وجميع المصابين حالتهم مستقرة. تقرير لجنة الصحة من جانبه, أكد الدكتور محمد فضل أمين سر لجنة الصحة بمجلس الشوري, أن اللجنة شكلت وفدا بمشاركة لجنة النقل بالمجلس, وكان لديها حرص كبير علي معرفة كيفية تعامل وزارة الصحة وهيئة الاسعاف مع الحادث واتضح للجنة أنه لم يكن هناك أي تقصير من منظومة الصحة وأن سيارات الاسعاف تواجدت بموقع الحادث بعد10 دقائق من وقوعه ودفعت ب66 سيارة تحت اشراف رئيس الهيئة الذي شارك بنقل المصابين بنفسه. أضاف أمين سر اللجنة أن مستشفي الحوامدية وأيضا مستشفي البدرشين قاما بدورهما علي أكمل وجه حسب الامكانات والحالات التي تطلبت جراحة تم نقلها الي مستشفيات أخري, وكان هناك أكثر من900 شخص من أهالي البدرشين جاهزين للتبرع بالدم, وأن التقرير الذي قامت اللجنة بكتابته لم يتضمن أي لوم أو توجيه تقصير الي وزارة الصحة, وانما تضمن إدانة شديدة للجهات المسئولة عن نقل الجنود بهذه الطريقة غير الآدمية وعدم احترام وزارة النقل لقيمة المصري من خلال تقصيرها في صيانة عربات السكك الحديدية. ويقول د. محمد سلطان رئيس هيئة الإسعاف, انه تلقي بلاغا بوقوع الحادث الساعة الثانية عشرة صباحا وعلي الفور تحركت خمس عربات إسعاف لإنقاذ المصابين وعند وصولها تم اخلاء المكان من الضحايا المصابين خلال ساعتين فقط, بعد وقوع الحادث وتم نقلهم إلي المستشفيات القريبة من مكان الحادث ولم تتأخر سيارات الاسعاف علي الاطلاق, واشار سلطان الي أن معظم الاصابات عبارة عن جروح وكدمات وكسور في القدمين والساقين والفخذين وكسور بالقفص الصدري, وأن سبب الوفيات ناتجة عن اصابات بالرأس نتيجة للارتطام والتصادم البشري ونزيف داخلي بالصدر, ونفي سلطان ما تردد عن تأخر وصول سيارات الإسعاف لمكان الحادث. وعلي الجانب الآخر, توضح د. عفاف أحمد رئيس بنك الدم الرئيسي بهيئة المصل واللقاح, انه لم يوجد أي عجز في أكياس الدم بالمستشفيات التي استقبلت المصابين بالحادث, حيث كان لديهم رصيد آمن من أكياس الدم في مستشفي الحوامدية ولكننا لم نتلق أي شكوي بهذا الشأن, وهو بخصوص نقص أكياس الدم أو حتي أكياس الدم الفارغة للمتبرعين الذين سارعوا بالتبرع فور الاعلان عن الحادث لأنهم أهل المصابين ولكن عادة المشكلة التي تواجهنا هي نقص الدم في فصيلة معينة سواء بالسالب أو الموجب, وذلك بسبب عدم وعي وثقافة التبرع بالدم وحثهم علي التبرع أو قلقهم وخوفهم من التبرع وللأسف هذا ما نواجهه ونعاني نحن أيضا منه ولكنه ليس تقصيرا من بنك الدم.