صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن مصر تعرب عن قلقها الشديد تجاه تصاعد وتيرة الأحداث التي شهدتها مالي خلال الأيام القليلة الماضية , وهو ما من شأنه تقويض جهود المجتمع الدولي الرامية إلي التوصل لحل سلمي للأزمة. وشدد المتحدث علي موقف مصر الذي يؤكد علي ضرورة الحفاظ علي وحدة مالي وسلامة أراضيها, وأن الرؤية المصرية للتعامل مع الأزمة تستند إلي عدد من الركائز الأساسية, أولها أن مصر تؤكد منذ البداية علي ضرورة استنفاد كافة وسائل التسوية السلمية للأزمة, واللجوء إلي استخدام القوة العسكرية كملاذ أخير. كما أكد مجددا علي استعداد مصر لبذل الجهود اللازمة لتقديم الدعم للحكومة المالية بما يساعد علي التوصل إي حل سريع وسلمي للأزمة لحقن دماء الشعب المالي والحفاظ علي وحدة الدول. عواصم عالمية وكالات الأنباء باريس نجاة عبدالنعيم: بعد ساعات قليلة من حصولها علي تفويض مجلس الأمن بدعم عملياتها العسكرية في مالي, سعت فرنسا للحصول علي دعم دول الخليج لحملتها ضد المسلحين الإسلاميين, وسط أنباء عن مضاعفتها لعدد قواتها المتواجدين هناك ليصل إلي2500 جندي فرنسي, وكذلك استعدادها لشن هجوم بري محتمل. ومن جانبه, أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند متحدثا في قاعدة عسكرية فرنسية في أبوظبي أثناء زيارة تستغرق يوما للإمارات أن القوات الفرنسية الموجودة في مالي شنت أمس الأول هجمات أخري أصابت أهدافها, وأضاف سنستمر في نشر القوات علي الأرض وفي الجو, لدينا750 جنديا منتشرون في الوقت الحالي وستزيد أعدادهم حتي يمكننا تسليم المسئولية للأفارقة في أسرع وقت ممكن. وتوقع أن تستغرق عملية نشر القوات الأفريقية أسبوعا. وقال لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي, الذي يرافق أولاند في زيارته, إنه واثق من أن دول الخليج ستساعد أيضا في حملة مالي سواء بالمال أو بالمعدات, وأضاف أن وجود القوات الفرنسية في هذه الدولة الإفريقية ذات الغالبية المسلمة سيحبط محاولات تنظيم القاعدة تجنيد أفراد في المنطقة. وبعد تهديد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالانتقام من فرنسا وضربها في عقر دارها, قال مانويل فالس وزير الداخلية الفرنسية إن الأجهزة الأمنية تراقب الأشخاص والمواطنين الذين يرغبون في السفر إلي كل من سوريا وأفغانستان ومنطقة الساحل الأفريقي. وأضاف إنه وفي إطار تعزيز خطة فيجيبيرات فإنه تم نشر نحو700 عسكري إضافي في العاصمة باريس. وفي واشنطن, قال ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي, قبيل بدء جولة تستغرق أسبوعا في العواصم الأوروبية, أعلنا التزاما من جانبنا وهو أن القاعدة لن تجد أي مكان للاختباء, وقال بانيتا إنه يجري محادثات مع وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان بشأن المساعدة التي يحتاجها, وأوضح أن وزارة الدفاع الأمريكية تبحث تقديم المساعدة في ثلاث مجالات منها الدعم اللوجيستي والمخابراتي وتقديم بعض قدرات النقل الجوي, وقال مسئول دفاعي إن الدعم اللوجستي يشمل طائرات الصهاريج لإعادة التزود بالوقود في الجو, وفي غضون ذلك, يعقد البرلمان الأوروبي جلسة طارئة في ستراسبورج لبحث الوضع في مالي بمشاركة كاثرين أشتون مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي. عسكريا, شن الجيش الفرنسي هجمات جوية علي غرب مدينة ديابالي التي استولي عليها المسلحون الإسلاميون أمس الأول. وذكرت مصادر أمنية أن5 مسلحين لقوا مصرعهم وأصيب العشرات, وأشارت المصادر إلي أن الإسلاميين سيضطرون إلي الفرار من المدينة كما فعلوا في شمال البلاد, ووصل ما بين40 و50 حافلة محملة بالجنود الفرنسيين إلي مالي عبر ساحل العاج حيث تستعد فرنسا لهجوم بري محتمل. وفي لندن, ذكرت صحيفة تليجراف البريطانية أن بريطانيا قد ترسل قوات من جيشها لمساعدة قوة التدخل الأوروبي وقوات مالي في التصدي لتقدم الجماعات المتشددة, موضحة أن وزراء بريطانيين أكدوا أن بلادهم ملتزمة بمساعدة بعثة الاتحاد الأوروبي لتدريب قوات مالي ولذا ستقوم بإرسال500 فرد من القوات الأوروبية إلي مالي في غضون أسابيع. وعلي صعيد الأوضاع الإنسانية, كشفت الأممالمتحدة عن أن ما يقدر بنحو150 ألف شخص فروا من موجة القتال الأخيرة في مالي, هذا إلي جانب أكثر من230 ألف نزحوا من ديارهم بالفعل, وسجلت المفوضية العليا لشئون اللاجئين144 ألفا و500 في دول جوار مالي, منهم54 ألفا في موريتانيا و50 ألفا في النيجر وحوالي39 ألفا في بوركينا فاسو و1500 في الجزائر.