علي الرغم من كون البطولة خليجية خالصة, تقتصر المشاركة فيها علي منتخبات الدول الخليجية الستة, بالإضافة إلي العراق واليمن. فإن عبق الكرة المصرية ينبعث من تاريخها بأنصع الصفحات, فقد كان الدكتور المصري الكابتن طه الطوخي هو أول مدرب حمل كأس الخليج منذ انطلاقة منافساتها في عام1970 بالبحرين أيضا عندما كان مدربا للمنتخب الوطني الكويتي, برغم أنه كان أصغر من عمل بمهنة التدريب, حيث بدأ مسيرته وهو في سن23 عاما, إثر تعرضه لإصابة حالت دون استمراره كلاعب في النادي الأهلي, ليتحول إلي التدريب ويكتشف العديد من نجوم بطولات الخليج علي مدي تاريخها انطلاقا من سجله الحافل في التدريب بدول الخليج وتحديدا في الكويت والسعودية والإمارات لمدة30 عاما مع عدد من أندية هذه الدول الشقيقة. التاريخ التدريبي للدكتور الطوخي لم يتوقف فقط عند كونه المدرب المصري الوحيد الذي توج ببطولة علي رأس منتخب وطني غير منتخب بلاده, فقد كان ولا يزال المدرب المعاصر الذي درب الراحل صالح سليم والدكتور طه اسماعيل المحاضر الدولي وحسن حمدي رئيس النادي الأهلي المصري الحالي, وسمير زاهر رئيس اتحاد كرة القدم المصري السابق. وعلي الرغم من اعتزاله التدريب عام89 فإنه لم ينفصل يوما عن معشوقته كرة القدم وتفرغ لمتابعتها بعد أن رأي اتحاد كرة القدم أنه لم يعد بحاجة إلي خبرته العريضة في التخطيط وإدارة اللعبة, وخاصة في قطاعتها الناشئة التي أعطاها من خبرته وجهده الكثير. تحية للدكتور طه الطوخي الذي مهد الطريق للمدرب المصري لتدريب منتخبات وطنية عربية عدة من بعده كان أبرزهم الكابتن الراحل محمود الجوهري بتوليه مهمة المنتخب الأردني والكابتن محسن صالح بتوليه تدريب المنتخبين اليمني والليبي, وإن تفرد الطوخي بينهم بكونه المتوج الوحيد بكأس بطولة كانت كأس الخليج في نسختها الأولي. وعلي الرغم من أن الخليج العربي يثير شجونا عديدة في نفوسنا كمصريين هذه الأيام لأسباب عديدة هنا وهناك فإن الكرة الخليجية لا تزال محط أنظار الكثيرين من محبي لعبة كرة القدم المصريين, ولا سيما في ظل التطور الهائل الذي طرأ عليها, ويتزايد بطولة من بعد بطولة, ومشاركة من بعد مشاركة, حتي صارت رقما عربيا في المحافل الدولية نفخر به ونحيي من هم وراءه الذين استطاعوا أن يحققوا المعادلة الصعبة في كيفية الانتماء الصادق للدولة مهما تكن ناشئة وذلك من خلال كرة القدم, ليؤكدوا عمليا أن تلك اللعبة لديها من الإمكانات ما قد تعجز السياسة والاقتصاد وكل علوم الاجتماع والنفس عن تحقيقه للشعوب والدول علي السواء. ليتنا ونحن الرواد في الرياضة, وخاصة كرة القدم أن نعي هذه الحقيقة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخنا, فكم من الجرائم ترتكب باسم السياسة في حق الشعوب. المزيد من أعمدة أسامة إسماعيل