أرجو أن يتحمل قلبك الحوادث والكوارث الموجودة في رسالتي والتي أعانني الله علي الصبر عليها, فأنا عامل بأحد المستشفيات الحكومية ومرتبي600 جنيه وأقيم في شقة قانون جديد ورزقني الله ثلاثة أبناء . أحسب أنني قمت بتربيتهم تربية جيدة ولم أقصر معهم في شيء برغم الظروف والأوضاع الاقتصادية الصعبة, وكانت الحياة تسير دون مشكلات تذكر, حتي بدأ طوفان من الحوادث يغمر حياتي بشكل غير طبيعي, وفي فترة زمنية قصيرة جدا, بدأت أولي الكوارث يوم2009/8/14 في ميدان الجيزة حيث كانت ابنتي جهاد التي تبلغ من العمر اثنين وعشرين عاما تعبر الطريق فجاءت سيارة مسرعة وصدمتها وتركها سائق السيارة عديم الضمير وهرب بفعلته بل انه صدمها مرة ثانية عند هروبه, وحملتها سيارة الإسعاف إلي المستشفي حيث أجريت لها عشرات الجراحات في عظامها لكي تستطيع الحركة من جديد, وقام الأطباء بتركيب عشرات الشرائح والمسامير ولكنها حتي بعد إجراء تلك العمليات لم تعد تستطيع الحركة تماما, وحملناها بعد مايزيد علي شهر الي البيت وهي حطام انسان, واجريت لها عمليات قسطرة واصبحت تتبول لا اراديا, اضافة الي احتياجها الدائم إلي أدوية باهظة الثمن وفحوص طبية من حين لآخر, ناهيك عن العمليات الجراحية المتبقية, ووجدتني وقد شغل تفكيري امر ابنتي واحتياجاتها الطبية ومصاريفها التي لن يصمد أمامها راتبي المتواضع. وبعد يومين فقط من خروجها من المستشفي جاءت الحادثة التالية, وهي اصابة ابني تميم وعمره أربعة عشر عاما في حادث مروري بعد انقلاب السيارة التي كان يستقلها في منطقة المقطم التي نقيم فيها وبالتحديد في يوم2009/9/22 وذهبت مهرولا إلي المستشفي لأجد جميع ضلوعه مهشمة ووجهه مشوها, وتحول هو الاخر الي حطام انسان نتيجة الحادث, وقد خرج من المستشفي قبل أيام قليلة فقط بعد ان اجريت له هو الاخر عمليات جراحية في أطرافه السفلية وأصبحت نسبة الحديد والمسامير والشرائح الموجودة في جسمه أكثر من عظامه, أما الاطباء فقد أوصوني بضرورة اجراء12 جلسة علاج طبيعي له في الشهور المقبلة حتي لا تتفاقم حالته الصحية الي الأسوأ, ولا يستطيع الحركة مدي حياته. وبين حادثة ابنتي وحادث ابني الذي لايتعدي الفارق بينهما شهرا واحدا واسبوعا تم فصلي من العمل بعد انقطاعي طوال مدة وجود ابني وابنتي في المستشفي واصبحت الكوارث والحوادث تحيط بي من كل صوب حتي كدت أفقد صوابي وعقلي من كثرة التفكير فيما يدور حولي ولا أعلم له مخرجا. * بقدر ارتباطك بالله سبحانه وتعالي ستكون منزلتك عنده ويتحقق نجاحك في الدنيا والاخرة, وهناك فرق كبير بين انسان مؤمن بالله, ويستبشر خيرا دائما, وآخر ضعيف الايمان تتنازعه المخاوف وينتابه القلق من كل شيء, وفي ذلك يقول الله في كتابه الكريم ما أصاب من مصيبة الا بإذن الله, ومن يؤمن بالله يهد قلبه, والله بكل شيء عليم. إذن ما حدث لابنك وابنتك هو قدر الله, ولا راد لحكمه, ولذلك عليك ان توكل أمرك اليه, وان تتضرع إليه دائما بدعائه ان يخفف عنك المحن والمصائب التي ألمت بك.. وأدعو اهل الخير الي مؤازرتك في علاج ابنيك حتي يتعافيا ويعودا إلي سابق عهدهما من الصحة والبهجة والسعادة.