الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يعبر عن مشاعره بالبكاء, وهي ظاهرة يحيطها الكثير من الغموض فنحن لا نعرف لماذا نبكي ندما نشعر بالحزن أو الفرح , وما هي العلاقة بين هذه الانفعالات وبين الدموع. وفي محاولة لفهم هذه الظاهرة, وضع عالم أمريكي يدعي توم لوثر دراسته في كتاب بعنوان التاريخ الطبيعي والثقافي للبكاء وإذا كان المؤلف لم يستطع أن يجيب عن التساؤلات حول أسباب البكاء إلا أنه وضع الكثير من المعلومات حول فائدته النفسية والعضوية. ويوضح توم أن الدموع تتكون من ماء بنسبة98% أما الباقي فهي عبارة عن عناصر أخري مثل بيكاربونات الصوديوم وبروتينات وتعمل علي ترطيبها. وتفرز الغدد الدمعية الموجودة في الأركان الداخلية للجفون الدموع من العين داخل قنوات تصب في الأنف والحلق. وهي لا تسيل خارجها إلا إذا كانت كميتها كبيرة في حالة تعرض العين لالتهاب بسبب الهواء البارد أو التعرض لمواد كيميائية أو أتربة. كما أنه في وقت البكاء تفرز العين كمية كبيرة من الدموع تسيل خارجها. ويبكي الإنسان في مرحلة الطفولة المبكرة أكثر من بعد ذلك. فالبكاء هو الوسيلة التي يعبر بها الطفل عن ألمه وغضبه أو احتياجه للطعام أو في حالة احتياجه لحنان أمه. وعندما نكبر نقاوم رغبتنا في البكاء ونحاول التماسك, ولكن في نفس الوقت يزداد تعرضنا للإصابة بالأمراض.. فالبكاء يساعد علي التخلص من التوتر ويشعر الإنسان بالراحة, فهو وسيلة مضمونة لتفريغ الشحنة الانفعالية سواء كانت غضبا, حزنا أو حرجا. ويؤكد الباحث أن المرأة أكثر بكاء من الرجل وهذا ليس فقط لأنها أكثر حساسية, بل إن هناك سببا ثقافيا وراء ذلك. فالرجل الذي يحب أن يتصف بالقوة والقدرة علي التصرف في الأزمات لا يحب أن يبدو ضعيفا إذا ما سالت دموعه التي يعتبرها ضعفا أمام النساء!.. وينصح توم الرجل والمرأة علي حد السواء بالاستسلام للبكاء إذا ما شعروا بأنهم في حاجة إلي ذلك لأنه أسرع مهديء يمكن أن يحصلوا عليه أما من يكتم دموعه فلابد وأن انفعالاته ستؤثر بشكل سييء علي حالته الصحية.