احتفلت أمس شعوب العالم بالعام الميلادي الجديد2013 وتدفقوا بالملايين علي الساحات والميادين في كبري مدن وعواصم العالم متحدين الثلوج ودرجات الحرارة المتدنية وسط مظاهر فرحة عارمة لاستقبال العام الجديد, وذلك في الوقت الذي خيمت فيه أجواء محزنه علي الاحتفالات في بعض الدول خاصة في الهند التي شهدت حادثة اغتصاب جماعي لفتاة في واقعة هزت الرأي العام الهندي و العالمي. ففي الولاياتالمتحدة, تجمع مئات الالاف من الأمريكيين والسائحين في ميدان تايمز سكوير في نيويورك للاحتفال بالعام الجديد وهو تقليد لم يتوقف منذ أكثر من مائة سنة خصوصا عندما يتم انزال كرة من البلور علي سكة حديدية في الثواني الأخيرة من العام المنصرم. كما عمت الاحتفالات أوروبا حيث شهدت ألمانيا أكثر الاحتفالات صخبا, فقد تجمع نحو مليون شخص في العاصمة برلين أمام بوابة براندينبورج للاحتفال بالعام الجديد,وتشابك عشرات الآلاف من المحتفلين بأذرعهم في الشوارع المكتظة في مسعي لتسجيل رقم قياسي عالمي لأكبر عرض راقص علي ألحان أغنية جانجام ستايل الشهيرة لمغني الراب الكوري الجنوبي ساي. وتحدي البريطانيون الطقس السييء و الأمطار الغزيرة فاحتشدوا بالآلاف علي ضفاف نهر التايمز لمشاهدة الألعاب النارية في لندن مدينة الضباب. أما عاصمة النور باريس, فقد تجمع عشرات الآلاف أمام معالمها الشهيرة, شارع الشانزليزيه وأمام برج ايفل وقوس النصر وعلي ضفاف نهر السين.إلا أن هذا العام لم يشهد الاحتفالات الصاخبة التي تنظمها المدينة بالألعاب النارية عند برج إيفل حيث ساهم حظر تفرضه المدينة علي استعمال الألعاب النارية الشخصية في الحد من الاحتفالات.وأخذا في الاعتبار ما حدث في الأعوام الماضية, نشرت السلطات الفرنسية3 آلاف رجل شرطة في باريس ومارسيليا وستراسبورج للحيلولة دون حدوث أعمال التخريب التي شابت احتفالات الأعوام الماضية بما فيها حرق السيارات. وفي سيدني, تدفق أكثر من مليون محتفل علي ميناء سيدني,وشهد زوار أكبر مدن أستراليا انطلاق أكثر من100 ألف فرقعة من سبعة أطنان من الألعاب النارية أعدت علي الجسر وعلي القوارب الراسية علي أرصفة الميناء, وقادت نجمة موسيقي البوب كايلي مينوج العد التنازلي أمام الحشود الغفيرة. ومن جانبه, أعرب البابا بنديكت السادس عشر في قداس عشية العام الجديد عن أسفه من أن الأخبار المحزنة تحظي بالاهتمام في عناوين الصحف أكثر من الأخبار السارة ولكنه أكد في الوقت نفسه علي أن تدقيقا أعمق سيكشف عالما من الحب والإيثار مختفيا تحت الظلال. وفي آسيا, اختلطت مشاعر الفرح والحزن في القارة الصفراء وتناقضت الأجواء ما بين احتفالات وحداد عام, فقد ألغت الهند جميع الاحتفالات بالعام الجديد حزنا علي وفاة الفتاة البالغة من العمر23 عاما والتي كانت ضحية اغتصاب جماعي وحشي في حادث أثار غضبا شعبيا عارما. وألغي الجيش الهندي احتفالاته في أنحاء البلاد, كما فعلت حكومتا ولايتي البنجاب وهاريانا, كما ألغي آلاف السكان والأندية الاحتفالات بالعام الجديد. وفي المقابل, شهدت بورما للمرة الأولي احتفالات بالعام الجديد وهي الدولة التي كانت تحظر فيها التجمعات من قبل حكام البلاد العسكريين سابقا. وشارك نحو نصف مليون شخص في الاحتفالات التي أقيمت في رانجون وسط عروض للألعاب النارية وعروض لفنانين. وفي اليابان, لجأ الكثيرون إلي ممارسة الشعائر الدينية في الوقت الذي انزلقت فيه البلاد إلي الركود في عام2012 حيث بدأ اليابانيون في التدفق علي المزارات الدينية للدعاء من أجل أن ينعموا بالرخاء والصحة الجيدة.ومن المتوقع أن يزور نحو100 مليون شخص الأضرحة علي مدار الأيام الثلاثة المقبلة. وفي عالمنا العربي, شهدت دبي احتفالا مبهرا بالعام الجديد وذلك بإطلاق الألعاب النارية من برج خليفة, أعلي ناطحة سحاب في العالم. وعلي مدار خمس دقائق, غطت تشكيلات الألعاب النارية سماء دبي منطلقة من قمة البرج الذي يبلغ ارتفاعه828 مترا. وقدرت اللجنة المنظمة للحفل عدد الحاضرين بأكثر من مليون شخص من كافة أنحاء العالم. وصاحب الألعاب النارية عروضا مائية من نوافير دبي فاونتن المقامة أسفل برج خليفة وتعد أطول نوافير استعراضية في العالم.