تقرير - مروة الحداد: مصر كانت ولا زالت رمزا ومركزا إقليميا للإعلام العربي, وعلي الرغم من التوترات السياسية التي تشهدها الساحة المصرية مؤخرا والتي أدت لتأجيل العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية في عدد من القطاعات المختلفة. خوفا من الأحداث الساخنة التي يعيشها الشارع المصري, إلا أن عددا كبيرا من منتجي البرامج والدراما العربية كان لهم رأي آخر ضاربين بكل هذه المخاوف عرض الحائط وتجمعوا علي أرض مصر, وتحديدا بمدينة الإنتاج الإعلامي رغم الحصار المفروض عليها من أنصار أبو أسماعيل في فاعليات مونديال الإذاعة والتليفزيون والذي أنهي أعماله نهاية الأسبوع الماضي وأكدوا من خلاله علي حد قول د. إبراهيم أبو ذكري رئيس المهرجان ورئيس اتحاد المنتجين العرب حبهم لمصر وثقتهم بأنها كانت ولا زالت مركزا إقليميا للإعلام العربي المرئي والمسموع, ولتوصيل رسالة قوية للعالم بأكملة وللمتظاهرين اللذين يحاصرون مدينة الأنتاج الإعلامي للتنديد بالإعلام المصري والتشكييك في نزاهته أن مصر ستظل بيت الأعلام الأول في الوطن العربي بأكمله متمنيين عودة مصر لوضعها الريادي, ومطالبين الحكومة الحالية باستعادة الاهتمام بالإعلام, وأن تتصدي للمضايقات التي يتعرض لها طائفة كبيرة من الإعلاميين محذرين من تدهور مصر إعلاميا إذا ما استمر الوضع علي هذا الحال. في البداية أكد زياد خضر مدير الشركة الاردنية السعودية للبث الفضائي إصراره بالمشاركة في المونديال رغم تحذيرات عدد كبير من منتجي الأردن, وقال لم يكن هدفنا الاستفادة المادية, ولكن انطلاقا من حبنا الشديد للبلد وللشعب المصري, ولذلك أطلقنا قبل بداية المونديال مبادرة تحت شعار كلنا في حب مصر والتي كان الهدف منها توصيل رسالة للعالم بأكمله أن مصر ستظل مستقرة متمنين أن تهدأ الأوضاع في مصر التي تعتبر بيت الأعلام الأول في الوطن العربي. ويأسف جاسم العثمان نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة درالفا السعودية علي وضع الإعلام التليفزيوني العربي قائلا: لقد اختلط الحابل بالنابل وأصبح البث الفضائي مفتوحا في ظل وجود من لديه رأس مال أو توجه سياسي, أو توجه فكري, ولست مع فكرة كثرة القنوات, بل مع تحديدها وتوجيهها التوجه الذي يخدم المشاهد العربي لأننا للأسف نشاهد قنوات إما تابعة لحزب أو طائفة أو قنوات تجارية همها الأول الربح من خلال برامج المسابقات والبرامج الترفيهية. أما بالنسبة لما يحدث في مصر فيري أنها ستظل نقطة مهمة فهي هوليود العرب ولذا فقد كان وجودنا مهما في مصر لفتح خطوط خارج المملكة ومواصلة التعاون المتبادل بيننا فالاشتراك في المونديال أولا دعم لأي توجه إعلامي وفائدة لكل المؤسسات العاملة في حقل الإعلام بحكم مشاركة العديد من المؤسسات سواء كان علي مستوي القنوات أو المؤسسات الأنتاجية مشيرا إلي تبنيهم خطة مستقبلية للتوسع في تقديم خدمات وتعاون لجميع الدول العربية عن طريق عملاء لهم بمصر وبمختلف الدول العربية أما محمد الغمدي رئيس جمعية المنتجيين والموزعيين السعوديين فيقول إن مونديال الإذاعة والتليفزيون الذي أنهي فعالياته الأسبوع الماضي في أحلك الظروف التي تمر بها مصر, وإعلامها جاء في وقته فهو اختراق للمشاكل التي تسير في مصر ويحاول إعادة مصر إلي مكانتها وماضيها الإعلامي العربي المشرف, مشيرا في الوقت نفسه إلي أن المسئولين في مصر لا يسهمون في هذا الأمر بعودة مصر لوضعها الطبيعي متمنيا أن تحاول الحكومة الحالية استعادة الاهتمام بالإعلام وأن تساعده بدلا من المضايقات التي يتعرض لها طائفة كبيرة من الإعلاميين, موضحا أن المعرض عقد في وقت صعب بمدينة الإنتاج الإعلامي- تحت التهديد علي حد تعبيره- لم يمنعه من القدوم والمشاركة من أجل مصر, فصناعة الإعلام صناعة لها دخل قومي كبير وهناك دول تعتمد عليها فقط في عملها واذا لم نهتم بها سنتأخر كثيرا. وأكد المهندس خالد بن أحمد بالخيور'الرئيس التنفيذي للمؤسسة العربية للاتصالات الفضائية- عرب سات' أن السوق المصري من أكثر الأسواق التي تهتم بها المنظمة بشكل عام فهي واحدة من أهم الدول التي نحرص بتواجدنا بها من الناحية الإعلامية والاقتصادية, وهي بلد الإعلام, وهذا ما جعل هناك جدوي حقيقية لنا في مشاركتنا في المونديال لعرض جميع خدماتنا وآخر ما توصلنا إليه من تقنية للسوق الأكبر في الوطن العربي. وأشار بالخيور إلي أن مصر عضو في المؤسسة في الدورة الحالية بالانتخاب علي اعتبارها من أهم الأسواق لنا, مضيفا: هناك استثمارات وتعاون سيتم قريبا مع وزارة الاتصالات المصرية, حيث تم عقد لقاء مشترك بين الوزارة وعرب سات لبحث أطر التعاون المستقبلية في مجال الاتصالات مع انطلاق خدمات الجيل السادس لكل الدول العربية بتكلفة تخطت500 مليون دولار لتقديم أفضل الخدمات التقنية الحديثة لكل الدول العربية والتي من المقرر ان يتم تزويدها علي الأقمار الموجودة.