لم يكن الطفل محمد يحيي طه البالغ من العمر6 سنوات.. التلميذ بالصف الأول الإبتدائي بمدرسة قرية الرغامة الإبتدائية التابعة لمركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ.. يدري عندما اقترب منه أحد الأشخاص عقب خروجه من المدرسة بعد يوم دراسي شاق ويطلب منه الركوب معه علي الدراجة النارية التي كانت بحوزة هذا الشخص لتوصيله إلي والده المهندس يحيي طه.. الذي يعمل بالثروة السمكية بكفر الشيخ.. والإدعاء بأن والده قد أرسله له لتوصيله إلي منزله الواقع خارج قرية الرغامة علي طريق الرياض الحامول.. ولم يعلم الطفل أنه سيتم خطفه من قبل هذا الشخص المجهول بالنسبة له والذي كان في انتظاره ثلاثة آخرين.. وأنهم سيطلبون من والده دفع3 ملايين جنيه لاستعادة نجله الصغير.. حيث قام الخاطفون باستبدال الدراجة النارية بسيارة ملاكي بدون لوحات معدنية والتوجه بالطفل الصغير إلي مدينة مصيف بلطيم الواقعة في شمال محافظة كفر الشيخ علي ساحل البحر المتوسط والطريق الدولي الساحلي استغلالا لعدم وجود سكان بالمصيف حاليا.. وضعف الإشراف الأمني علي المصيف خلال فترة الشتاء بصفة سنوية لخلوه من السكان!! فوجيء والد الطفل بقيام زوجته ربة المنزل بالاتصال به علي هاتفه المحمول لتبلغه بعدم عودة ابنهما إلي المنزل رغم عودة نجل عمه وهو زميله في نفس الصف ونفس المدرسة.. ويقيم معه في نفس المنزل والذي أبلغهم بقيام أحد الأشخاص باصطحاب محمد علي دراجة نارية لتوصيله إلي والده في مقر عمله.. وأكد والد الطفل لزوجته أنه لم يرسل أحدا من طرفه لإحضار نجله.. وترك عمله علي الفور وتوجه إلي منزله وانتظر الجميع ساعة أخري ولم يعد الصغير إلي المنزل حتي الساعة الثالثة عصرا.. فتوجه والده إلي القرية وقام بسؤال المدرسين بالمدرسة.. فأكدوا له أن جميع التلاميذ قد انصرفوا في الساعة الواحدة ظهرا عائدين إلي منازلهم.. فقام بسؤال العديد من التلاميذ زملاء نجله.. حيث أكد له البعض أن محمد قد ركب علي دراجة نارية مع أحد الأشخاص وهو ليس من أبناء قرية الرغامة.. وكان هذا الشخص ينتظر الطفل خارج المدرسة.. وأكدوا له أنهم سمعوا هذا الشخص يطلب من نجله الركوب معه لتوصيله إلي والده الذي ينتظره في مكتبه بالثروة السمكية لشراء الملابس الجديدة له. فقام والد الطفل بسؤال جميع أقاربه وأقارب زوجته وجميع الأصدقاء.. فلم يعثر له علي أي أثر.. وعند ذلك عرف أن نجله الصغير قد تم خطفه من داخل القرية عقب خروجه من المدرسة!! فتوجه علي الفور إلي مركز شرطة الرياض وتقدم ببلاغ عاجل إلي اللواء محمد توفيق الشاذلي مساعد وزير الداخلية لأمن كفر الشيخ باختطاف نجله. وتم الحصول علي أقوال والده بمركز الشرطة والذي لم يتهم أحدا بخطفه لعدم وجود أي عداوات مع أحد.. وكان يعتقد أن أجهزة الأمن قادرة علي إعادة نجله المخطوف في نفس اليوم أو في اليوم التالي.. إلا أن ذلك لم يحدث رغم أن مدير الأمن كلف علي الفور اللواء أمجد عبدالفتاح مدير المباحث الجنائية والعميد أشرف ربيع رئيس المباحث بسرعة كشف غموض الحادث بإعادة الطفل المخطوف إلي أسرته. وتم تشكيل فريق بحث قاده المقدم خالد شمس رئيس مباحث مركز الرياض.. كما انتقل إلي المركز العقيد رضا النويشي مفتش المباحث للإشراف علي خطة البحث عن الطفل الصغير.. وتم معاينة منزل الطفل والمدرسة والاستماع إلي عددا من الشهود الذين شاهدوا الطفل وهو يركب الدراجة النارية خلف هذا الشخص الغريب ومنهم عمر جمال تاجر وشقيقه نسيم جمال سائق.. من أبناء قرية الرغامة.. حيث أدلي الأول بأوصاف هذا الشخص والدراجة النارية التي كان يستقلها.. كما أكد محمود طه شقيق المهندس والد الطفل المخطوف.. أن هذا الشخص قد حضر منذ عدة أيام إلي المنزل.. وحصل علي رقم هاتف شقيقه والد الطفل.. وبعد عدة ساعات تلقي والد الطفل تليفونا علي هاتفه المحمول.. كان هو الاتصال الأول من خاطفي نجله.. أبلغه أحدهم أن نجله بخير وأن المطلوب منه دفع فدية مالية قدرها3 ملايين جنيه لضمان استعادة نجله مع تحذيره بعدم ابلاغ أجهزة الأمن.. إلا أن والد الطفل قد أسرع إلي مركز الشرطة وأبلغهم باتصال خاطفي نجله به وطلبهم بالحصول علي مبلغ3 ملايين جنيه فدية لضمان اطلاق سراحه.. وكان هذا هو الاتصال الوحيد خلال اليوم الأول.. وكان يأمل والد الطفل وأقاربه الذين تجمعوا داخل المنزل وعدد كبير من أهالي قرية الرغامة أن تتمكن المباحث من إعادة الطفل لهم في أسرع وقت خاصة أن والدته قد تعرضت لحالة انهيار شديدة فور علمها باختطاف نجلها الصغير عقب خروجه من المدرسة.. إلا أن هذا الأمل تضاءل بعد فشل المباحث في إعادة الطفل خلال اليوم الأول والثاني والثالث علي التوالي.. فتولي والده مهمة استعادة نجله بأي طريقة وقرر دفع الفدية المالية لخاطفيه علي أمل بأن يتم تخفيض هذه الفدية وتولي التفاوض مع خاطفي نجله عن طريق الهاتف المحمول خلال كل اتصال يقومون هم بالاتصال بوالد الطفل بعد أن طلبوا منه عدم الاتصال بهم.. وأنهم سيقومون بالاتصال هم به علي فترات في ظل غياب تام للأمن.. وظل والد الطفل يفاوض خاطفيه لمدة ثلاثة أيام حتي تمكن من اقناعهم بتخفيض الفدية المالية من3 ملايين جنيه إلي 300 ألف جنيه فقط. وقد حاول التفاوض علي هذا المبلغ إلا أنهم رفضوا أي محاولات لتخفيض المبلغ بعد ذلك.. وطلبوا من والده التوجه بقيمة الفدية المالية إلي المحلة الكبري فقام والده باستدانة هذا المبلغ من الأصدقاء والأقارب وتوجه به إلي مدينة المحلة الكبري.. إلا أنهم طلبوا منه بعد ذلك التوجه إلي المنصورة.. وثم طلبوا من التوجه إلي مصيف جمصة.. وفعل وطلبوا منه التوجه إلي الطريق الدولي الساحلي في شمال كفر الشيخ.. وفعل وفي النهاية وضع المبلغ المالي أسفل كوبري84 الغابات بمركز الحامول بكفر الشيخ.. علي أن يقوم بوضع المبلغ في كيس أسود من البلاستيك والانصراف من هذا المكان علي أن يقوموا هم بالاتصال به بعد ساعتين عقب قيامهم باستلام المبلغ وعد النقود لإبلاغه بمكان استلام نجله. وقام بوضع النقود في المكان المتفق عليه وتلقي بعد ذلك بساعتين اتصالا هاتفيا أبلغه خلاله الخاطفون بالتوجه إلي الموقف الشرقي لمدينة بلطيم بعد نصف ساعة ليجد نجله في انتظاره وحيدا داخل الموقف.. حيث انهمر الطفل في البكاء الشديد فور مشاهدته والده.. وقام الأب احتضان نجله والعودة به إلي المنزل.. ولا يعرف حاليا ماذا يفعل لسداد هذا المبلغ لمن اقترضه منهم من الأصدقاء والأقارب, ولكن المهم أنه أعاد نجله إلي أحضانه وإلي أحضان والدته بعد أن فشل الأمن فشلا ذريعا في استعادته أو حتي التوصل إلي أي خيوط تقودهم إلي القبض علي خاطفي الطفل!!