بعد أن وصلنا بمشاهد التاريخ الي الخلاف الذي أدي الي اغتيال مؤسس جماعة الإخوان المسلمين( حسن البنا) وبعض الرموز السياسية في هذه المرحلة, وظهور النواة لمجموعة الضباط الأحرار في وجه الملكية علي الساحة النضالية العاملة, بعد حريق القاهرة, وقضية الأسلحة الفاسدة المسببة في استشهاد الضباط والجنود المصريين علي أرض فلسطين, وتغلغل الفساد والإقطاع والرأسمالية المتوحشة, وانحراف الطبقة الحاكمة عن العدل الاجتماعي للشعب, وتشرزم الأحزاب بمختلف عقائدهم مع زيادة الطبقة الفقيرة المعدومة, وارتفاع حالة عدم الرضا لدي الشعب, استيقظت الأمة المصرية بأكملها علي سماع أول بيان يذاع علي الهواء مباشرة من الأذاعة المصرية يوم23 يوليو1952( هنا القاهرة): اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم.. وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير علي الجيش وتسبب المرتشون المغرضون بهزيمتنا في حرب فلسطين, وأما فترة ما بعد هذة الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد, وتآمر الخونة علي الجيش, وتولي أمره إما رجل جاهل أو خائن أو فاسد حتي تصبح مصر بلا جيش يحميها, وعلي ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولي أمرنا داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم, ولابد أن مصر كلها ستلقي هذا الخبر بالابتهاج والترحيب. وإني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح المواطن في ظل الدستور مجردا من أي غاية. وإني أطمئن إخواننا الأجانب علي مصالحهم وأرواحهم وأموالهم ويعتبر الجيش نفسه مسئولا عنهم. والله ولي التوفيق. وبعد نجاح الثورة أجبر الملك فاروق علي التنازل عن العرش لابنه أحمد فؤاد ومغادرة البلاد. وأعيد انتخاب جمال عبد الناصر رئيسا للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار. وأصدر مجلس قيادة الثورة قرار الغاء الملكية وإعلان الجمهورية, وإسناد رئاسة الجمهورية إلي محمد نجيب وتولي جمال عبد الناصر نائب رئيس الوزراء.( للحديث بقية) المزيد من أعمدة عبدالفتاح إبراهيم