ظل تكامل دول المثلث الذهبي, مصرليبيا السودان, حلما يراود شعوب المنطقة وباحثيهامنذ عشرات السنين لما سيكون له من تأثير إيجابي علي حياة شعوب المنطقة. إلا أن المقترحات بشأن إقامة ذلك المثلث دائما ظلت حبيسة الادراج دون أن تنفذ, ومع احداث الربيع العربي انتعشت الآمال في النفوس لتنفيذ ذلك الحلم وتحويله إلي واقع. يقول الدكتور حسين مراد,أستاذالتاريخ ووكيل معهد البحوث والدراسات الافريقية بجامعة القاهرة, ظهرمصطلح اوتعبيرالمثلث الذهبي مع توقيع ميثاق طرابلس في24 ديسمبر1969 الذي وقعه كل من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر, والرئيسين السابقين الليبي معمر القذافي والسوداني جعفر النميري.. وقد أقر ميثاق طرابلس لجان مشتركة في العديد من المجالات, وقد اختفي المصطلح أو التعبير بالتدريج مع عدم تفعيل ماتم الإتفاق علية في ميثاق طرابلس وسط الخلافات السياسية بين قيادات الدول الثلاث خاصة بعد وفاة عبد الناصروتولي أنور السادات للرئاسة بل ساءت العلاقات بين القاهرةوطرابلس عقب توقيع معاهدة كامب ديفيد عام.1978 وبالرغم من ذلك, أصبح تفعيل مصطلح المثلث الذهبي وتحقيق إتفاقاتة علي أرض الواقع يراود شعوب وباحثين المنطقة. وفي فترة مبارك لم تهتم قيادات الدول الثلاث بالنهوض بالمثلث الذهبي للظروف السياسية لكل بلد فالسودان كان يواجه مشاكل داخلية وحرب أهلية مع الجنوب. أما ليبيا فقد كانت تعاني من الحصار الاقتصادي نتيجة سياسات القذافي الغير رشيدة وقضية لوكيربي, كما إنعزلت مصر عن محيطها العربي والأفريقي وإتجهت السياسة الخارجية الي أوروبا وأمريكا. وتؤكد الدكتورة إنصاف علي من جامعة الزعيم الازهري بالسودان, أن دول المثلث الذهبي تعد من الدول النامية وتحتاج أكثر من غيرها الي التكامل الاقتصادي والتنمية المشتركة عبر مشاريع كبيرة توفرإحتياجات شعوب المنطقة.وتمتلك هذة الدول من المقومات التي تساعد علي التعاون والتكامل من حيث التاريخ المشترك والتداخل الإجتماعي واللغوي بالاضافة الي العوامل الجغرافية المؤثرة والتي تتمثل في قرب الدول من بعضها فضلا عن موقعها الإستراتيجي. وقد نشأت في الفترة الأخيرة بعد أحداث الربيع العربي رغبة جادة للمضي في هذا الاتجاة من قبل الدول المكونة للمثلث وهذة الرغبة معززة بمشاريع تم إنجازها فعليا وآخري تحت التنفيذ بالإضافة للعديد من الخطط المستقبلية. ويشير الدكتور السعيد البدوي أستاذ الجغرافيا بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية, الي ان التكامل الغذائي من أهم النواحي التي يمكن البدء بها. وعلي المستوي السياسي. ويشير الدكتور زكي البحيري, أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة المنصورة, الي أن مصر عليها دور ومسئولية كبري في تنمية المنطقة الذهبية بعد ثورة25 يناير بدلا من ان يتم إستغلالها من قبل قوي خارجية مما يجعل المنطقة عرضة لاستزاف مواردها الطبيعية والبشرية لصالح الآخرين, مما يزيد فقر سكانها ويؤدي الي إستمرار تبعيتها للدول الغربية بشكل يخدم مصالح الوجود الإسرائيلي في النهاية ومايشكلة ذلك من خطر علي المصالح العربية والهوية القومية. وتشير الدكتورة عزيزة محمد علي بدر, استاذ الجغرافيا بمعهد البحوث والدراسات الافريقية الي ضرورة ان تعيد دول المثلث النظروالتدقيق في أمن البحرالاحمر والمتوسط خاصه في ظل الرغبة الإسرائيلية في السيطرة علي المجري الملاحي للبحر الاحمر وتدويله وتعطيل اي مشروع للتضامن او التعاون العربي في البحر الاحمر والسعي لطمس هويتة العربية وترسيخ انشطار الوطن العربي إلي قسمين منفصلين, اسيوي وافريقي. وعلي مستوي الإعلام والثقافة يؤكد الدكتورعوض الكريم, استاذ مساعد بجامعة السودان للعلوم والتكنولجيا أن هناك تقاربا ثقافيا بين دول المثلث يمكن من خلالة إرساء تعاون حقيقي في مجال الإعلام يخاطب شعوب المنطقة والعالم الغربي بشكل يدافع عن القيم والقضايا العربية والدين الإسلامي. ويضيف الدكتور أيمن محمد عبد القادر الشيخ, من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بالسودان, الي انه بعد احداث الربيع العربي نتج واقعا إعلاميا جديدا, فضلا عن ظهور متغيرات إقليمية ودولية جعل الحاجة ماسة للحديث عن إمكانات التكامل الإعلامي و توفير فرص نجاحه وإزالة المعوقات التي قد تعترض قيام مثل هذا التكامل. ويوضح الدكتور أيمن شبانة, نائب مديرمركز الدراسات السودانية بمعهد البحوث والدراسات الافريقية, ان هناك العديد من العوائق التي تحول دائما امام تفعيل التكامل بين دول المثلث الذهبي منذتوقيع ميثاق طرابلس أهمها: غياب الإرادة السياسية لدي قيادات دول المنطقة في السابق. و يؤكد الدكتور السيد جابر عميد معهد البحوث والدراسات الافريقية أن تدعيم التكامل يتطلب ضرورة مشاركة منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في التعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث وأن لايقتصر التعاون الإقتصادي علي المستوي الرسمي فقط, مع العمل علي إنشاء بنية تحتية وشبكة طرق تسهل نقل المواطنين والمنتجات لدول المثلث.