اعتدنا كثيرا علي الجدل المصاحب لكل مؤتمرات التغيرات المناخية والاتفاقات المبتورة في اللحظة الأخيرة, لكن قمة الدوحة كانت ذروة الوعود المزيفة. الترحيب كان كبيرا. فيما وصف بأنه تحول تاريخي بقبول مبدأ أحقية الدول المتضررة خاصة الجزر الصغيرة المهددة بالغرق- في الحصول علي تعويضات عن الخسائر والأضرار التي تلحق بها بسبب ارتفاع مستوي انبعاثات الغازات الضارة في دول بعيدة عنها, لكنه قبول بلا أسنان بعد رفض الولاياتالمتحدة منحه إطارا مؤسسيا إلزاميا والاكتفاء بآلية مبهمة للنظر في كيفية تطبيقه, واعتبار كل المساعدات الممكنة خصما من الدعم المقرر للمتضررين لمساعدتهم علي التكيف مع سلبيات التغيرات المناخية والحصول علي تكنولوجيات الطاقة النظيفة وهو دعم يصل إلي مائة مليار دولار لم يتم تعبئة التمويل اللازم له منذ قمة كوبنهاجن في.2009 لكن الأهم هو أن قمة الدوحة رسخت ضمنا التخلي عن الالتزام بعدم تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض بسبب الانبعاثات الغازية الكربونية عن2 درجة مئوية. فالاتفاق علي مد العمل ببروتوكول كيوتو حتي عام2020 يعني واقعيا الانطلاق علي مسار ينتهي بارتفاع درجة حرارة الأرض ما بين3 إلي خمس درجات مئوية مهددا بذلك كل المناطق الساحلية لأن الدول المعنية بخفض مستوي الانبعاثات الغازية بموجب هذا البروتوكول لا تمثل إلا15% من الانبعاثات الضارة بعد أن قررت روسيا واليابان وكندا الانسحاب منه أو عدم تقديم تعهدات جديدة ورفضت أمريكا الانضمام إليه منذ البداية. كل ما فعلته قمة الدوحة إذن هو دحرجة الكرة الملتهبة إلي مفاوضات شاقة ستخوضها الدول الغنية والفقيرة للتوصل إلي اتفاق بحلول عام2015 يتضمن التزامات مشتركة للطرفين وليس الأغنياء فقط لخفض الغازات الضارة يدخل حيز التنفيذ في.2020 لقد كانت موجات الجفاف والفيضانات والأعاصير المدمرة هذا العام دليلا علي صحة الحجج العلمية للتغيرات المناخية لكن الفشل كان سياسيا في التعامل مع تحدياته. المزيد من أعمدة سجيني دولرماني