الأستاذ الدكتور حامد الموصلي أستاذ هندسة الإنتاج المتفرغ بجامعة عين شمس هو أحد الدرر المكنونة في تلافيف الجامعات المصرية, وهو نموذج فريد سواء في فلسفته, أو فيما يقوم به في صمت من أعمال تمزج ما بين البحث العلمي والتطبيق العملي في المستوي القاعدي للتنمية, وذلك من خلال الاستراتيجية التي يتبناها, والتي يطلق عليها: إعادة اكتشاف الخامات والموارد المحلية المتجددة والمهدرة في آن واحد. الدكتور حامد الموصلي والمولود في8 أبريل عام1943, والحاصل علي بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من جامعة عين شمس عام1964, والدكتوراه في نفس التخصص من معهد ماكينات العدد والأدوات بموسكو عام1971, يعرف نفسه في أحد محاضراته العامة والتي ألقاها في ساقية الصاوي عام2009 بأنه' سفير مخلوقات الله المهملة', لذا فقد آثر أن يعيش ما يزيد علي عشرين عاما من حياته المهنية ليقوم بالواجب الذي رأي غاندي أن علي أبناء الأمم النامية المتعلمين أن يقوموا به وهو أن يساعدوا أبناء الأرياف والبوادي في بلادهم علي تنمية حياتهم ومنتجاتهم وآلاتهم, ومن ثم تنمية مجتمعاتهم اقتصاديا واجتماعيا, ومن ثم فإنه من خلال إدارته لمركز تنمية الصناعات الصغيرة بالكلية, ثم من خلال الجمعية المصرية للتنمية الذاتية للمجتمعات المحلية, عمل في كثير من مجتمعات مصر الريفية سواء في الفيوم أو الواحات أو الساحل الشمالي غربا, إلي سيناء شرقا, مرورا بقري الدلتا شمالا, إلي أفقر قري الصعيد جنوبا, من خلال العديد من المشروعات التطبيقية والبحثية نذكر منها علي سبيل المثال: عدد من المشروعات بمحافظات الوادي الجديد والفيوم والصعيد منذ عام1993 لتحويل جريد النخل إلي ألواح خشب كونتر بديلا عن استيرادها أو استخدام الخامة في دائرة الفقر, مشروع تحويل جريد النخل والمخلفات الزراعية إلي مركبات بيو-بلاستيك منذ عام2003( أقيم مصنع في قوص لتصنيعها من مصاصة القصب), مشروع تصنيع الخشب الحبيبي من حطب القطن(20021997), مشروع صناعة الأخشاب من نواتج تقليم أشجار الفاكهة(1999), مشروع تحويل المخلفات الزراعية إلي أعلاف حيوانية بقرية كفر العرب مركز فارسكور عام2008, وهو ما أنقذ اقتصاد القرية القائم علي منتجات الألبان من الانهيار بعد ارتفاع أسعار العلف. كما قلت فإن المشاريع عديدة يمزج فيها بين البحث العلمي والتطبيق العملي, من خلال رؤية ودراسات مسحية شاملة للخامات والموارد والخبرات المحلية في قري مصر, يستطيع أن يقدم من خلالها لمصر النهضة, مصر ما بعد ثورة25 يناير رؤية تنموية متكاملة وعلمية وواقعية, ومن ثم فإنني أري أنه الأجدر بالتكريم والاحتفاء, مع إيماني بأن مصر زاخرة بأمثاله من العلماء العاملين المغمورين, فهل تعيد' مصر الجديدة' اكتشاف تلك الكنوز المخبوءة؟