لقد أصبح دخل الأسرة لغزا كبيرا يواجه أغلب الأسر المصرية, حتي الذين سمعوا' كلام حسنين ومحمدين ولم ينجبوا غير ولدين' فمع بداية كل شهر, تبدأ الهموم من حيث انتهت في الشهر السابق, فأغلب المصريين لاتكفيهم دخولهم لسد احتياجاتهم من السلع الأساسية وهي المأكل والملبس والمسكن, فالبعض يلجأ الي الاستدانة والبعض الآخر يحصل علي مساعدات من الأهل بالإضافة الي ممارسة عمل أخر بجانب وظيفته, ومعظم موظفي الدولة يحصلون علي أقل من800 جنيه شهريا, ويستحوذ الطعام والشراب علي النصيب الأكبر من الإنفاق الشهري, وأصبح معروفا لدي الناس أن كل زيادة في الأجور يقابلها زيادة أكبر في أسعار السلع,ولاسيما السلع الاستهلاكية.. وفي استطلاع أجرته تحقيقات السبت علي عينة من أرباب الأسر تبين أن الناس تنتظر الفرج, وتعلق الآمال علي الدراسات التي تجريها وزارة المالية لحل اللغز, والسطور التالية تكشف المعاناة علي لسان أصحابها. في البداية يؤكد أحمد حسن حافظ- موظف أن مرتبه الشهري800 جنيه لا يكفيه وحده حيث يعمل بالقاهرة, وأسرته مقيمة بإحدي قري ميت غمر بالدقهلية ويسافر يوميا إلي بلدته بعد انتهاء عمله, ويضيف أنه من فضل الله أن والدي وأخوتي لديهم قطعة أرض يزرعونها ويصرفون علي أسرتي المقيمة في منزل والدي, ويطالب بأن ينقل من القاهرة إلي بلدته توفيرا للجهد والمال الذي يتبخر مع بداية كل شهر علي المواصلات والأكل في القاهرة. أما سعدية عيد- عاملة فتوضح أن مرتبها800 جنيه, ولكنه ينفذ خلال الأسبوع الأول من الشهر, حيث أن زوجها أصيب بعجز أثر سقوطه من الدور الخامس أثناء عمله كحداد مسلح وأنها تضطر إلي العمل في أماكن أخري لتربية أبنائها. ويضيف س.ت موظف راتبه الشهري630 جنيها متزوج وله ثلاثة أبناء في مراحل التعليم المختلفة, ويدفع إيجارا شهريا قدره170 جنيه خلاف المياه والكهرباء والبوتاجاز والطعام والشراب والملبس, فيقول المرتب لا يكفي يوما واحدا وأعمل في أماكن أخري عقب انتهاء عملي الأصلي. والمعادلة صعبة لدي أم كلثوم إبراهيم- عاملة- فهي تحصل علي650 جنيه وتدفع إيجارا فقط350 جنيها, وتستكمل باقي الشهر بالسلف والدين لأنها أرملة ولديها أربعة أبناء في مراحل التعليم المختلفة. والأمل عند فاطمة إبراهيم- موظفة- في الدراسات التي تجريها الدولة لوضع حد أدني لمعيشة كريمة كما وعدت الحكومة, خصوصا بعد أن زادت معاناة الأسر المصرية فمرتبها الشهري500 جنيه ولديها ثلاثة أطفال يحتاجون الرعاية, والمبلغ لا يكفي لسد الحاجة. ويقول محمد محمود برعي عامل مؤقت أن ما يحصل عليه من مرتب شهري وقدرة620 جنيها هو نظير المواصلات والسجائر والأكل, ويقول أنه لا يشعر بالمعاناة حاليا لأنه خاطب ولم يتزوج بعد, ويأمل أن يتم تعيينه وزيادة راتبه حتي يتمكن من الزواج. وتوضح نور موسي- عاملة- أنها تعيش بستر ربنا علي حد الكفاف لأن مرتبها الشهري550 جنيه بالحوافز وأن زوجها أرزقي يعمل باليومية ولديها ثلاثة أبناء, وتقيم مع حماتها. وتتساءل ثريا فوزي- موظفة- هل500 جنيه مرتب شهري بالحوافز تكفي لتربية ثلاثة أولاد في التعليم, ورعاية زوج لا يقدر علي الكسب لإصابته بعجز نتيجة عملية غضروف ؟ أما الحاجة عواطف عبد اللطيف السيد- أرملة- فتقول أن مرتبها الشهري لايتعدي ال800 جنية ولديها أربعة أبناء, وتدفع إيجارا شهريا400 جنيه وباقي المرتب يصرف علي الأكل والشراب, وتعمل بعد انتهاء عملها يوميا في أعمال أخري لتربية أبنائها, ورغم ذلك تشعر بالمرارة لعدم توفير احتياجات أبناءها. وتقول هالة محمد بخيت- عاملة- أنها تحصل علي مرتب560 جنيها بالحوافز الشهرية, ونظرا لأنها مطلقة ولديها أطفال فتضطر إلي العمل فترة ثانية في أماكن أخري لتربية أبنائها, ولذلك فهي تخرج من الثامنة صباحا لتعود إلي منزلها في الحادية عشرة مساء لعلها تستطيع أن تربي أبناءها وتعلمهم.