ذكرت وسائل إعلام جزائرية أن هناك ترتيبات تجري لنقل أكثر من ثلاثة آلاف' مشجع' جزائري إلي أنجولا لمساندة منتخب الجزائر الوطني في تلك البطولة التي تقام في الفترة من10 إلي31 يناير الحالي. وذلك علي الرغم من الملابسات والشكوك العديدة التي أحاطت بتصرفات المشجعين الجزائريين في مباراة فريقهم الفاصلة أمام منتخب مصر في الخرطوم في تصفيات كأس العالم, والتي ما زالت تخضع لدراسة الاتحاد الدولي لكرة القدم' الفيفا'. وتلعب الجزائر في بطولة الأمم الأفريقية المقبلة في المجموعة الأولي المتواضعة التي تضم أنجولا البلد المضيف التي يتولي تدريبها البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني السابق للأهلي المصري, ومالي التي لا تضم من اللاعبين البارزين سوي النجم الهداف فريدريك كانوتيه لاعب أشبيلية الإسباني, ومالاوي التي تعادلت وديا قبل أيام في القاهرة مع منتخب مصر بهدف استعدادا للبطولة, مع الوضع في الاعتبار أن مباريات المنتخب الجزائري في هذه المجموعة ستقام كلها في العاصمة لواندا. وبالطريقة نفسها التي تم بها تسفير أعداد كبيرة من' المشجعين' الجزائريين إلي القاهرةوالخرطوم لحضور مباراتي مصر يومي14 و18 نوفمبر الماضي, أشارت وسائل الإعلام الجزائرية إلي أن سفر المشجعين الجزائريين سيتم عبر رحلات جوية خاصة تقوم بها شركة الخطوط الجوية الجزائرية مقابل1300 دولار للتذكرة الواحدة, وقالت إن هذه الحملة تأتي بناء علي تعليمات وجهها الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة إلي وزارة الشباب والرياضة, بهدف وجود عدد كبير من' المشجعين' الجزائريين في لواندا خلال فترة البطولة, علما بأن نفقات هذه الرحلات سيسهم فيها عدد من رجال الأعمال وأصحاب الشركات, إضافة إلي مساهمة مالية كبيرة من الحكومة بنصف ثمن التذكرة علي الأقل, حيث أن قيمة التذكرة الواحدة ل'المشجع' الواحد تبلغ في الأساس1800 دولار. كما قررت الحكومة تقديم تسهيلات إلي الجزائريين الراغبين في السفر إلي أنجولا من بينها تسهيلات مالية وتيسيرات في عمليات توفير العملة الصعبة اللازمة للإنفاق علي رحلاتهم إلي أنجولا. ونشرت صحيفة' النهار' الجزائرية عبر موقعها الرسمي علي الإنترنت أن وزارة الخارجية الجزائرية أصدرت تعليمات واضحة إلي سفارة الجزائر في لواندا وكافة الدبلوماسيين العاملين هناك بضرورة تسخير كل جهودهم لخدمة ورعاية' المشجعين' الجزائريين طوال فترة وجودهم في أنجولا. ويأتي هذا الحشد الرسمي والإعلامي لنقل الجماهير الجزائرية إلي أنجولا علي عكس التوجه الذي تبناه رابح سعدان المدير الفني لمنتخب الجزائر الذي قال إن حظوظ فريقه في المونديال الأفريقي لن تكون كبيرة رغم تواضع مستوي فرق مجموعته ورغم تأهل فريقه إلي مونديال جنوب أفريقيا, إلا أن المرجح أن الهدف من هذه الحملات والدعم غير المحدود من الحكومة الجزائرية هو توفير' المساندة' للفريق في مبارياته في حالة تأهله إلي الأدوار التالية, علي غرار ما حدث في مباراتي مصر بالقاهرةوالخرطوم, خاصة أن فرص لقاء المنتخبين الجزائري والمصري مجددا في بطولة الأمم الأفريقية في الأدوار النهائية واردة جدا, وغير معروف حتي الآن تأثير وجود الجماهير الجزائرية في أنجولا علي مستوي تأمين هذه المباراة في حالة إقامتها! والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ماذا أعدت أنجولا لاستقبال هذا العدد الكبير من' المشجعين' الجزائريين؟ وهل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم' الكاف' علي علم باحتمال حدوث أي مشاحنات تتسبب فيها هذه الجماهير في أنجولا, خاصة في حالة مواجهة مصرية جزائرية محتملة في البطولة؟ وماذا سيكون موقف الفيفا نفسه في حالة حدوث أي أشياء أخري لا قدر الله في أنجولا في الوقت الذي يناقش فيه هو بكل تلكؤ وبهدوء أعصاب يحسد عليه قضية أحداث أم درمان ولن يتخذ فيها قرارا قبل فبراير المقبل؟ وأخيرا: ما هو موقفنا نحن.. وكيف نوفر الحماية لجماهيرنا في أنجولا؟ هذا إن كانت لنا جماهير ستوجد هناك من الأساس؟!