تواصلت تداعيات مقتل الشاب المصري محمد سليم(37 عاما) في جريمة وحشية بلبنان مابين غضب القاهرة ومحاولات بيروت إحتواء الموقف وعلاج الأزمة بإجراء تحقيق مع قوات الشرطة التي اصطحبت المتهم المصري لتمثيل جريمته بقتل أربعة من عائلة رفضت تزويجه من ابنتهم لظهور قصور في تقدير الموقف وتأمين المتهم. فما كان من عائلة الضحايا الا خطفه من الشرطة وسحله وتعذيبه علنا وتعليق جثته بعد التمثيل بها علي عمود كهرباء. الأهرام التقت والد الشاب القتيل وهو مواطن بسيط من أبناء حي الجمالية بالقاهرة يلقب بالحاج سليم محمد مسلم الذي روي الجانب الآخر من حياة إبنه حتي لقي هذه النهاية المفجعة, فقال إن نجله محمد من مواليد18 ديسمبر عام1972 وقد عاش حياته بمنطقة العطوف بحي الجمالية, وتركته والدته وأسمها سيدة سيد الكحكي بعد انفصالها عن والده وسافرت إلي لبنان حيث لم يكن عمر محمد في ذلك الوقت سوي خمسة شهور فقط, أقام والده دعوي قضائية ضدها حيث أنها مازالت في عصمته وبالفعل أعادها إليه مرة أخري إلي مصر وقرر الأنفصال عنها تماما وترك تربية نجله محمد إلي شقيقته أي عمة محمد الشهيرة بأم محمد. وأشار إلي أن إبنه تعرض لحادث في صغره حيث سقط من أعلي أرجوحة وهو يلعب مع أصدقائه مما تسبب في اصابته بأرتجاج في المخ وتم علاجه ولم يؤثر هذا الحادث علي حياته ولكنه أصبح عصبيا وتنتابه نوبات هياج أحيانا مما يدفعه إلي سب من حوله ولكنه سرعان مايعود إلي طبيعته ويعتذر للآخرين. وقال والد القتيل المصري أنه فوجئ بسفر نجله إلي لبنان ولم يكن لديه علم بذلك. عمة القتيل بينما قالت عمة القتيل الحاجة أم محمد والتي تولت رعايته منذ طفولته حتي سفره إلي لبنان أن أخاه من أمه أسمه إبراهيم من والدته المتزوجة في لبنان قد حضر منذ3 شهور إلي القاهرة ودعاه للسفر إلي لبنان وأعد له جميع الأوراق اللازمة وبالفعل سافر محمد إلي هناك حيث كان يعمل هناك علي عربة مأكولات وينام داخلها ليلا. وأضافت عمته إنها سمعت من والدة محمد المتزوجة في لبنان خلال اتصال هاتفي بينها انه يريد الزواج من إمرأة لبنانية تعول طفلين وقد تحدث محمد إلي بعض أصدقائه بمصر يخبرهم بقرب زواجه وكان سعيدا جدا بذلك وبالعيش في لبنان. وأضافت عمة القتيل انه تحدث إليها تليفونيا قبل مقتله بثلاثة أسابيع ونقل إليها سوء معاملة زوج والدته له بلبنان وهو غير مستقر هناك وأخبرها انه يعمل جزارا في محل يمتلكه زوج أخته هناك, وتساءلت عمته لماذا أرسلت والدته شقيقه ودعته للسفر إلي لبنان بعد كل هذه السنوات لقد تركته وهو رضيع ثم أخذته رجلا واستطردت إنها عندما سمعت خبر مقتله بهذه الطريقة اتصلت بوالدة محمد في لبنان وفوجئت برد فعلها السلبي دون تأثر لما حدث لأبنها بهذه الطريقة البشعة وأخبرتها أن محمد قتل أربعة أفراد من عائلة واحدة ومن الطبيعي أن يتم قتله بواسطة عائلة الضحايا, وأشارت في المكالمة إلي أن سفر محمد إلي لبنان قد سبب لها الكثير من المشكلات حتي أنها هربت من منزلها بعد الجريمة إلي مكان آخر في لبنان خوفا من البطش بها من عائلة الضحايا الأربعة الذين قتلهم إبنها. وعلي جانب آخر حملت منظمات حقوقية وعدد من المحامين المصريين وزارة الداخلية اللبنانية مسئولية جريمة قتل الشاب المصري والتمثيل بجثته أثناء المعاينة التصويرية للجريمة بموقع الحادث المتهم فيه بقرية كترمايا بلبنان. وطالب المحامون بتقديم المتورطين في جريمة القتل والتمثيل بالجثة إلي القضاء, وقالوا إن المتهم برئ حتي تثبت ادانته وأن المتهم المجني عليه برغم انه مسجل جنائيا فكان عليهم أن يتركوه إلي ساحة القضاء لتحديد عقابه. وأكد حمدي خليفة نقيب المحامين المصريين ورئيس اتحاد المحامين العرب أن هذا التصرف ما كان ينبغي أن يحدث من دولة عربية شقيقة وأن القانون اللبناني قد نظم قواعد وإجراءات يجب ألا يخرج أحد عنها ويجب أن تكون هناك محاكمة عادلة لأي مواطن أو أجنبي عن طريق السلطات التي تملك هذا الحق, أما أن يتم التنفيذ بهذه الطريقة فيكون هذا هو قانون الغاب وهو ماينشئ حالة فوضي وعدم استقرار مابين البلدان العربية وقد يكون له آثاره السلبية علي التوحد العربي الذي ننادي به والذي تنادي به المجالس القومية لحقوق الانسان وهو حق الانسان في أن يحاكم طبقا للقانون وبالإجراءات المنصوص عليها ولا أن تترك المسألة دون قواعد قانونية منظمة ودون ضوابط أو معايير. وأضاف نقيب المحامين أن النقابة سوف تقوم باصدار بيان عاجل تعبر فيه عن رأيها تجاه هذا الأمر, وسوف تدعو إلي عقد جلسة طارئة لمجلس نقابة المحامين لدراسة هذا الأمر وكيفية مواجهته للحفاظ علي أبناء مصر في جميع دول العالم. وطالب خليفة بسرعة ضبط الجناة واتخاذ الاجراءات القانونية ضدهم. ووصف حمدي خليفة هذا الحادث بأنه غير مسبوق ويجب مواجهته حتي لايتكرر, مؤكدا أن المجني عليه ولو كان متهما أو مسجل خطر فهناك قنوات شرعية يجب أن يحاكم من خلالها. وتتابع الدبلوماسية المصرية عملها وتم تكليف السفير المصري ببيروت أحمد البديوي بإجراء الاتصالات السريعة مع السلطات اللبنانية للوقوف علي حقيقة الجريمة وابلاغهم استياء الشعب المصري من الطريقة البشعة التي قتل بها الشاب المصري وتنفيذ حكم الإعدام فيه وتعليقه في عمود الانارة بنهر الطريق. وصرح أحمد معتصم المستشار القانوني والمحامي بالنقض بأنه سوف يتقدم ببلاغ إلي النائب العام يتهم فيه وزارة الداخلية اللبنانية عن الحادث وعليها تقديم المجرمين إلي المحاكمة العاجلة لما أقترفوه في حق الشاب المصري الذي كانت تجري معه التحقيقات. وأكد الدكتور حسن سعد سند استاذ القانون الدولي ووكيل كلية السياحة بجامعة المنيا أن هناك اتفاقيات دولية بين مصر ولبنان وعدد من الدول علي حماية حقوق أبناء كل دولة والوقوف علي حقوقهم سواء كانوا مجنيا عليهم أو جناة. وأشار إلي أن الخارجية المصرية لم تترك هذا الحادث حيث يتم التحقيق في الواقعة وطالب بسرعة ضبط المجرمين وتقديمهم إلي المحاكمة وفقا للاتفاقيات الدولية. وأضاف أن الاتفاقيات الدولية والشرعية الجنائية الدولية تحرم علي أي دولة أن يتصرف أفرادها انتقاما خارج إطار القانون أو يقتصوا لأنفسهم بأنفسهم وتقع مسئولية الدولة تجاه الفرد الذي تم الانتقام منه وورثته ودولته والمجتمع الدولي متمثلا في منظماته الدولية والاقليمية بكل وسائلها الرادعة لدولة يضعف نظامها القانوني عن بسط سطوته علي أفراد الدولة فيتصرفوا بطريقة قبلية أو همجية أو بقانون الغابة.