تضاعفت نسبة الإصابة بسرطان الكبد بين المرضي المصريين في السنوات الأخيرة, حيث وصلت إلي12 لكل مائة ألف نسمة, مما يؤكد أهمية المتابعة الدورية لمريض تليف الكبد والفيروسات الكبدية بمعدل كل أربعة أشهر للكشف المبكر عن سرطان الكبد في مراحله الأولية مما يعني الشفاء بنسبة أعلي من80%, أما الاكتشاف في مرحلة متأخرة فيعني أن نسبة الشفاء= صفر%. جاء ذلك من خلال مناقشات المؤتمر الثالث لجمعية سرطان الكبد المصرية الذي عقد الأسبوع الماضي بالقاهرة. وأوضح الدكتور محمد شاكر أستاذ الكبد بطب عين شمس ونائب رئيس جمعية سرطان الكبد المصرية أن الحملة القومية للجمعية بالتعاون مع وزارة الصحة للكشف المبكرعن سرطان الكبد, والتي بدأت العام الماضي, استهدفت23 مركزا علاجيا بالانترفيرون علي مستوي الدولة, دخلت الخدمة حتي الآن في8 مراكز تتوافر بها الفحوص اللازمة بالموجات فوق الصوتية وألفافبتوبروتين ودلالات الأورام كل أربعة أشهر. وبمجرد اكتشاف بؤرة الكبد السرطانية يتم تحويل المريض كما يشير الدكتور جمال عصمت أستاذ الكبد بطب قصر العيني ورئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية لأحد مراكز التميز لاستكمال التشخيص والعلاج, حيث تتم المتابعة من خلال فريق متكامل من الأطباء لتحديد العلاج المناسب لكل مريض. وعن العلاجات الحديثة لسرطان الكبد يؤكد الدكتور أحمد الدري أستاذ الأشعة التداخلية بطب جامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لامراض الكبد نجاح النتائج الأولية لعلاج أورام الكبد كبيرة الحجم أوالمتشعبة باستخدام الحبيبات المشعة, وهي عبارة عن قسطرة صغيرة تدخل من شريان الفخذ ويتم توجيهها بواسطة الأشعة حتي تصل إلي الشريان المغذي للورم, حيث يتم حقن حبيبات متناهية الصغر تقوم بسد الشعيرات الدموية التي تغذي الخلايا السرطانية, كما تصدر جرعة عالية من الأشعة العلاجية تقتل الخلايا السرطانية, وتتميز هذه الوسيلة بقدرة عالية علي قتل الأورام دون آثار ضارة علي خلايا الكبد المحيطة بالورم. ومن جانبه تحدث الدكتور حمدي عبد العظيم رئيس قسم علاج الأورام بطب قصر العيني عن فاعلية علاج موجه يتم تصنيعه بناء علي معرفة أحد العيوب الرئيسية في خلية سرطان الكبد المسئولة عن المرض ومقاومة المرض للعلاج الكيميائي التقليدي وهو العلاج الوحيد الذي يحجم المرض ويمكن من شفاء الحالات المبكرة, ولكنه باهظ الثمن وتصل تكلفته إلي15 ألف جنيه شهريا, مما يشكل صعوبة في توفير الدواء للمريض في مصر. وسعيا لتوفيره بسعر منخفض للمرضي في مصر تم تصميم بروتوكول بحثي باستعمال هذا الدواء مع أحد الأدوية الكيماوية الآمنة لمرضي الكبد وتقديمه للشركة المنتجة للدواء, وتمت الموافقة علي منحه لإجراء الدراسة بمصر تحت رعاية جمعية سرطان الكبد المصري ومازال العلاج تحت البحث للتأكد من فاعليته. وعرض الدكتور عبد الرحمن ذكري أستاذ الفيروسات والمناعة بمعهد الأورام القومي علاجا تكميليا جديدا لسرطان الكبد يتم بأخذ جزء من خلية المريض ووضع محفزات مناعية لها, ويتم حقنها في خلايا المريض نفسه في العضلات تحت الجلد بعد انتهاء العلاج التقليدي بأسبوع ثم يعاد الحقن بعد3 أسابيع ثم6 أسابيع, ثم بعد مرور3 أشهر و6 أشهر, مؤكدا أن هذا الحقن بالعلاج المناعي يقلل من فرصة ارتجاع المرض. كما تحدث الدكتور مصطفي جبر أستاذ أمراض الباطنة والكبد بطب جامعة طنطا عن تشخيص جديد للفيروس الكبدي بي يعتمد علي تحليل نسبة الانتيجين السطحي للفيروس في الدم وبيان مدي الاستجابة العلاجية.