بالرغم مماتوفره الدولة من دعم هائل للمواد الغذائية الأساسية التي من أهمها الخبز والمواد التموينية التي يتم صرفها بأسعار رمزية ببطاقات التموين. والتي قامت الدولة منذ نحو عامين بإضافة المواليد الجدد إليها من1988 حتي عام2005 فإنه مع الأزمة رأت الدولة إضافة هذا الكم الهائل من المواليد الجدد للبطاقات التموينية بهدف تخفيف العبء عن المواطنين متحملة في ذلك عبئا ماليا ضخما. لكن بالرغم من ذلك مازالت الأزمة مستمرة نتيجة الارتفاع المستمر في الأسعار خاصة بالنسبة للسلع الغذائية التي علي رأسها اللحوم والسكر والزيت والأرز ورغيف الخبز وكلها لا غني عنها لأي أسرة. والسؤال الذي يطرح نفسه بشده هو: كيف يمكن إذن مواجهة تلك المشكلة المزمنة لتوفير حياة كريمة للمواطنين بالحصول علي احتياجاتهم الأساسية من المواد الغذائية بأسعار مناسبة؟ يؤكد أحمد مصطفي مدير مكتب تموين الظاهر أن البطاقة التموينية بعد تطويرها هي الحل الأمثل لوصول الدعم لجميع مستحقيه قائلا: لاشك أن بطاقة التموين هي أنسب وسيلة لحصول المواطنين المستحقين للدعم علي حقهم وذلك أفضل بكثير من الدعم النقدي, لأن الأسعار في ارتفاع مستمر نتيجة ارتفاع الأسعار في السوق العالمية مما يفقد الدعم النقدي قيمته أمام هذا الارتفاع المستمر, لذلك لابد من الإبقاء علي بطاقات التموين خاصة بعد أن قامت الدولة بفتح باب إضافة المواليد الجدد منذ عام88 حتي عام2005, وجار الآن الإعداد لإضافة بقية المواليد منذ عام2005 وبصفة مستمرة للمواليد الجدد بعد ذلك أولا بأول كما كان الحال قديما. كما أنه جار الآن استخراج بطاقات تموين جديدة مستقلة عن البطاقات القديمة لكل من يرغب في ذلك لجميع المواطنين للبطاقات التموينية من موظفين وأرامل ومطلقات وأصحاب معاشات وعمال وحرفيين وباعة جائلين.. إلخ. وبالنسبة للحرفيين وعمال التراحيل لابد من احضار بحث حالة عن طريق الشئون الاجتماعية. أما بالنسبة للموظفين فيتم استخراج بطاقة تموينية لمن لا يزيد مرتبه علي ألف جنيه وأصحاب المعاشات حتي750 جنيها, وهنا يتساءل الموظفون وأصحاب المعاشات بألم شديد: ماذا تعني750 جنيها أو ألف جنيه أمام هذا الغلاء المستمر بصورة مخيفة؟! زيادة حد الاستفادة يقول حسن محمد عبدالحميد بالمعاش: أحصل علي معاش قيمته800 جنيه, وحضرت لاستخراج بطاقة تموين لكن رفض المسئولون بحجة أن معاشي يزيد علي750 جنيها بالرغم من أن أكثر من نصف المعاش أنفقه علي شراء أدوية لي ولزوحتي المسنة, حيث إن التأمين الصحي لا يصرف لي العلاج اللازم لأنه خارج القائمة. ويقول سمير سعيد موظف: لدي3 أبناء في مراحل التعليم المختلفة وأحصل علي راتب1200 جنيه, وحضرت لاستخراج بطاقة تموين لكنهم, رفضوا لأن راتبي فوق الألف جنيه ويتساءل بحرقة شديدة: ماذا تعمل ال1200 جنيه الآن أو ألفا جنيه أيضا مع هذا الارتفاع الخرافي في الأسعار بصورة غير مسبوقة بعد أن وصل سعر كيلو اللحم إلي60 جنيها! ويضيف قائلا: لابد من رفع هذا الحد إلي ألفي جنيه علي الأقل بالنسبة للموظفين, وهذا ما يطالب به أيضا إبراهيم كامل بالمعاش قائلا: لابد من فتح باب استخراج البطاقات التموينية لجميع أصحاب المعاشات بدون حد أقصي لأنهم أحق الناس بالرعاية لكبر السن كما أنه مهما كانت قيمة المعاش فلن تصل إلي1500 جنيه علي أكثر تقدير, وماذا يعني هذا المبلغ الآن أمام هذا الغلاء الفاحش, خاصة بالنسبة لأصحاب المعاشات الذين لا حول ولا قوة لهم, كما أن معظم معاشهم يذهب في مصاريف العلاج وشراء الأدوية!! أفضل وسيلة ويبدي معظم المواطنين المترددين علي مكاتب التموين تمسكهم بالدعم العيني للسلع الأساسية التي يحصلون عليها بالبطاقات التموينية والتي اقتصرت الآن علي السكر والزيت والأرز. ويري أنه لابد من زيادة الكميات المخصصة لكل فرد في البطاقة بعد أن تم إلغاء العديد من المواد الغذائية الأخري التي كانت تصرف علي البطاقة مثل الشاي والعدس والمكرونة والسمنة. ويري محسن زاهر اسطاس رئيس مجلس إدارة شركة النيل للمجمعات الاستهلاكية أن أفضل وسيلة لوصول الدعم لمستحقيه هي البطاقات التموينية بعد تطويرها قائلا: بالطبع صرف المواد الغذائية المدعمة عن طريق البطاقات التموينية أفضل بكثير من الدعم النقدي لأن الدعم النقدي قديما يحصل عليه الموظف أو عائل الأسرة بصفة عامة ويقوم بالصرف علي احتياجاته الخاصة دون استفادة باقي أفراد الأسرة منه, كما أن الارتفاع المستمر في الأسعار يفقد الدعم النقدي قيمته, لذلك فإن أفضل وسيلة لوصول الدعم لجميع مستحقيه هو الدعم العيني عن طريق بطاقة التموين. كما أن صرف السلع الأساسية المدعمة السكر الزيت الأرز بالبطاقات التي تصرف بأسعار رمزية يساعد علي الحد من ارتفاع أسعار تلك السلع بالأسواق نتيجة توفير جزء كبير منها لمعظم المواطنين عن طريق بطاقة التموين, خاصة بعد أن فقدت المجمعات الاستهلاكية دورها الذي أنشئت من أجله في بيع السلع أسعار مدعمة وأصبحت شركة قابضة يقتصر دورها علي توفير السلع بهامش ربح قليل عن نظيرتها في الأسواق والسوبر ماركت. كما تقوم يضيف المجمعات الاستهلاكية الآن بدور في القيام بتوزيع المواد التموينية, فلدينا60 مجمعا علي مستوي القاهرة وحدها تقوم بصرف المواد التموينية المدعمة للتسهيل علي المواطنين, حيث يستطيع أي مواطن صرف مسحقاته التموينية من أقرب جمعية استهلاكية بتقديم تلك الخدمة.