لم يهدأ جرس الهاتف في الأهرام حاملا تساؤلات المواطنين بنبرات الفزع والخوف والقلق متسائلين عن بقعة الزيت التي تتحرك عبر النيل والتي يتجدد موقعها وأخبارها كل يوم فهي مرة في المنوفية بعد أن كانت في أسوان والقناطر وطوخ ولا ندري ماسر عدم السيطرة عليها والسماح لها للتحرك بهذه الطريقة دون أن تجد مايصدها. أما قلق المواطنين فهو مخافة اختلاطها بمياه الشرب وماقد ينتج عنه من كوارث صحية لهم ولصغارهم وماقد يصيب الأسماك من ملوثات يكونون هم ضحيتها. مني عبد الحليم ربة منزل تقول إنها تقوم كل يوم بتخزين المياه خوفا من انقطاعها المحتمل والتي نوهت عنه الشركة القابضة بحيث أن كل محطة مياه يقترب منها الزيت سيتم غلقها فما يدرينا ألا تكون المحطة التي تمدنا بالمياه عليها الدور القادم. وإنقطاع المياه فجأة يسبب لأي أسرة كارثة, ناهيك عما قد يحدث من إصابات لأبنائنا إذا حدث وتسرب هذا الزيت للماء من المؤكد أن هناك كوارث صحية ستحدث لنا ولأبنائنا من جراء شرب الماء الملوث. ويتساءل نادر محمد مهندس عن سبب عدم احتواء الأزمة الممتدة من شهر أكتوبر وحتي الآن أليست أجهزة وزارتي البيئة والري قادرة علي إحتواء بقعة الزيت وإزالتها؟! كما يتساءل عن ماهية تلك البقعة وأين كانت الأجهزة الرقابية عندما تم إلقاؤها في النيل تلك المخلفات من زيوت وسولار؟! والأكثر من ذلك هل لهذه المواد تفاعلات ضارة علي صحتنا؟ ومن يضمن لنا عدم تسربها فعلا إلي مياه الشرب وبالتالي إلي بطوننا وبطون أطفالنا؟! أما هبة منصور مدرسة فتقول أن بقعة الزيت هذه نسمع عنها كل فترة وتطل برأسها علينا فإذا كانت بدايتها في أسوان فلماذا ندفن رؤوسنا في الرمل كالنعام ولانبحث عن مصدرها وإذا كان هذا صعبا علي الأجهزة الرقابية فما ذنبنا نحن أن نشرب مياها وملوثة بهذه الزيوت وإذا كانت تلك الأجهزة تستطيع حمايتنا منها في مياه الشرب فمن يحمي الثروة السمكية الموجودة في مياه النيل من كل هذه الملوثات؟! ومن يدري أن بعض الأسماك التي نأكلها ليست ملوثة فعلا؟! ولذلك قررنا مع غيرنا من الأسر مقاطعة أسماك النيل خوفا من أن تكون نافقة وملوثة. أما علي صابر موظف فأشار إلي الاهمال الملحوظ في رعاية صحة المواطنين فقد ترك المسئولون لنا بقعة الزيت تستمر في الانطلاق في النيل لتنتشر حتي أمتدت للعديد من المحافظات, وعندما تذهب إلي مكان تكون طريقة تخلصهم منها بالتفتيت وليس الإزالة ألا يعني هذا التفتيت استمرارها في مياه النيل ولماذا لايتخلصون منها والمفترض أن لدينا أجهزة لتنظيف مياه النيل.؟! الأغرب من هذا أننا نسأل كل المختصين ونسمعهم في وسائل الإعلام الجميع يلقون الاتهامات علي بعضهم البعض ولا أحد يفكر في التخلص من أصل المشكلة. حملت مخاوف المواطنين إلي العميد محيي الصيرفي المتحدث الرسمي باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي الذي أكد أن البقعة بدأت من أسوان بمساحة5 كم مربع وتم التعامل معها بالتفتيت ولكن البقع الزيتية لم تنته من النيل بشكل نهائي ولكن دورنا في الشركة القابضة لمياه الشرب هو حماية مآخذ المياه من النيل ولذلك نقوم بإجراءات احترازية احتطنا لها من العام الماضي حيث تعرضنا لواقعة مماثلة عندما دخلت بقعة الزيت منطقة كفر العلوة في حلوان مما جعلنا نحطاط لهذا الموقف وأحضرنا حينها أدوات لإمتصاص الزيوت ومن حينها نحن حريصون علي متابعة مثل هذه البقع, كما أننا عادة نأخذ عينة كل ساعتين من أمام مآخذ المياه لكن بعد ظهور بقعة الزيت في أسوان وحتي الآن نأخذ عينة كل نصف ساعة وقمنا بعمل ورديات خدمات علي هذه المآخذ للمياه لمراقبة سطح النيل لمتابعة أي بقعة زيت صغر حجمها أو كبر لملاحقتها قبل أن تطول مآخذ المياه. وإذا حدث ورأينا أيا من هذه البقع تقترب من مأخذ المياه يتم إيقاف الطلمبات فورا حتي يتم التخلص منها أو تفتيتها ثم يتم إعادة المحطة للعمل من جديد بعد الاطمئنان علي خلوها من أي بقعة زيتية. وعن هذه البقع وسر استمرارها يشرح الصيرفي مؤكدا أن الورش الموجودة علي طول مجري النهر في القاهرة وغيرها تتخلص من مخلفاتها من الزيوت والشحوم وغيرها في مياه النيل وهذه عمليات مستمرة لاتنقطع وتكبدنا كثيرا للتخلص مما يلقونه من مخلفات. ويشير إلي أنه يتبع الشركة القابضة2916 محطة مياه مابين كبيرة وصغيرة وارتوازية ومحطات للتحلية علي طول النيل وتغذي القطر المصري. وتلك المحطات جميعها معرضة لاقتراب بقع الزيت منها وحينما تقترب إحدي هذه البقع نقوم بإبلاغ المسطحات المائية وجهاز البيئة ليقوما بمعالجة تلك البقعة لتفتيتها, اما مانفعله نحن كإجراء سريع فهو أمور بدائية حيث حصلنا من المسطحات المائية علي خيش وبعض ألواح من الفل لإبعاد أي بقعة زيتية تقترب من مآخذ المياه في النيل. أما بقع الزيت فنحن لسنا الجهة المنوطة بها إزالتها لأننا لسنا مسئولين كجهة عن نهر النيل ولكننا في ذات الوقت في حاجة ملحة لإزالتها, فقد تحركت البقعة الآن من القناطر الخيرية حيث أعلنت محافظة القليوبية الاستعدادات القصوي حينها لتصل الآن إلي الباجور في محافظة المنوفية. ولكن الكارثة الحقيقية كما يؤكد الصيرفي, هي استمرار إلقاء الأفراد المخلفات الزيتية والسولار في مياه النيل بشكل يومي لاينقطع مما سيثير المخاوف من استمرار هذا الوضع الذي نتصدي له نتصدي له فإذا كنا قد استطعنا تأمين المخاطر الناجمة عما تم تسريبه من سولار وزيوت إلا أننا نناشد الجميع عدم إلقاء أي مخلفات النيل كما أننا لن نسمح بدخول أي زيوت إلي المحطات لأن هذا سيجعل تلك المحطة التي يدخل إليها الزيت خارج الخدمة لمدة يومين علي الأقل حيث نقوم بإخراج الوسط الترشيحي الذي يقوم باستقبال الرمل والطوب والطمي وغيرها لتنظيفه. كما أنه سيتم تطهير المحطة بعد تنظيفها من جديد لذلك فنحن حريصون كل الحرص علي أخذ إجراء متقدم خاصة في المنطقة الغربية التي تلقي فيها المخلفات والتي تتجه إليها جميع الشحومات والزيوت لأن المنطقة الغربية هي المنطقة التي يلقي عندها هذه الأشياء لذلك فاتجاه سير الزيوت إليها وهذا مايفسر تحركها إلي القناطر مرورا بأشمون في اتجاه فرع النيل المار بمحافظة المنوفية. الغريب أننا حاولنا التوصل لأحد مسئولي وزارة البيئة دون جدوي فالجميع كل يلقي التبعة علي غيره وتبقي المشكلة حتي الآن بلا حل.